المهندسون المعماريون يشتكون "اختلال قطاع التعمير" بمدينة الدار البيضاء

كشف كريم السباعي، رئيس المجلس الجهوي للجهة الوسطى للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، عن توصل المجلس بمعطيات مؤكدة حول إقالة مسؤولة التعمير الأولى في جماعة الدار البيضاء بقرار من وزارة الداخلية، موضحا أنها ما زالت حتى اليوم تمارس مهامها في دار الخدمات بشكل عادي، في انتظار تفعيل القرار الجديد، مؤكدا أن المهنيين سينتظرون هوية المسؤول الجديد وسيمنحونه فترة زمنية لاستيضاح طريقة عمله خلال مقبل الأيام.

وأكد رئيس المجلس الجهوي للجهة الوسطى للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، في كلمة له خلال ندوة صحافية أقيمت مساء أمس الاثنين بمقر المجلس في الدار البيضاء، خصصت لاستعراض اختلالات التعمير في العاصمة الاقتصادية، سيطرة ما وصفه بـ”لوبي” قوي على مجال التعمير في المدينة.

وأشار السباعي إلى أن مسؤولة التعمير، التي شكلت موضوع رسالة احتجاج من قبل رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين إلى وزير الداخلية، لم تفلح محاولات محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء- سطات، في إقالتها أو تنحيتها عن منصبها، متسائلا حول المظلة التي تحميها، لافتا في هذا الصدد إلى أن مسؤولا للتعمير استقدم من مقاطعة المعاريف قبل أن يتم سحب صلاحية التوقيع منه وإعادتها إليها من جديد.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} واستغرب رئيس المجلس الجهوي للجهة الوسطى للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، في جواب عن سؤال لهسبريس، عدم تحرك المنعشين العقاريين ضد ممارسات مسؤولة التعمير المذكورة، على الرغم من أنهم المتضررون الرئيسيون من طول آجال الحصول على تراخيص البناء والسكن وكذا اختلالات المصادقة على التصاميم.

وأوضح المتحدث ذاته أن الواقع كشف عن تمييز في معالجة ملفات طلبات تراخيص، حيث يجري التأشير على تصاميم بملاحظتين أو ثلاث؛ فيما يتم رفض تصاميم أخرى، مع تضمينها أزيد من عشرين ملاحظة، بما يسرع وتيرة تنفيذ مشاريع عقارية ويجمد أخرى في المقابل.

من جهته، أكد شكيب بنعبد الله، رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، خلال اللقاء ذاته، أن المجلس اتخذ خطوات سابقة احتجاجا على مسؤولة التعمير في الدار البيضاء، من خلال مراسلة وزير الداخلية واللقاء مع والي الجهة؛ غير أن الوضع ظل دون تغيير.

وأكد رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين أن اختلالات التعمير في الدار البيضاء تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، خصوصا خلال الفترة الراهنة التي تتسم بحركية في مشاريع البنية التحتية والأوراش المختلفة استعدادا لاحتضان مونديال 2030.

وفي السياق ذاته، عبّر السباعي عن استعداد المهندسين المعماريين في الدار البيضاء لخوض وقفات احتجاجية خلال الأيام المقبلة، في حال استمرار اختلالات التعمير التي اتخذت شكل تعقيدات إدارية ومسطرية تسببت في تجاوز الآجال القانونية الخاصة باستخلاص رخص البناء والسكن وغيرها من التراخيص، منبها إلى أهمية صون المقاربة التشاورية من قبل مختلف الإدارات عند التعامل مع هيئة المهندسين باعتبارهم أهل الاختصاص فيما يتعلق بالتعمير والبناء.

وأجمع المتدخلون خلال هذه الندوة على أن التأخير في الحصول على تراخيص البناء تجاوز السنة في حالات كثيرة وأثر بشكل سلبي على شروط ممارسة نشاط الهندسة المعمارية ووتيرة جذب الاستثمارات في الدار البيضاء، مؤكدين أن الدور الكبير الذي لعبته منصة “رخص” في البداية سرعان ما تقهقر لفائدة القرارات والإجراءات الغامضة وغير المفهومة من قبل مسؤولة قسم التعمير بمجلس المدينة، حيث تسببت هذه الممارسات في خسائر جسيمة للمهنيين والمستثمرين وعطلت مشاريع حيوية بالعاصمة الاقتصادية دون أي تبرير أو تفسير مقنع.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.