×

وليد و"وحيد القرن"

وليد و"وحيد القرن"

وليد و"وحيد القرن"

وليد و"وحيد القرن"
كاريكاتير: عماد السنوني
السبت 1 أكتوبر 2022 - 23:30

مرة أخرى يبرهن الجمهور الرياضي المغربي، وخصوصا الكروي ـ ليس جميعه طبعا، فالتعميم هنا تعسف وتعتيم ـ على أنه جمهور عاطفي، عاطفي جدا، بل “يتطرف” في عاطفته إلى حد بعيد.

“سيكولوجية الجماهير” ‏كتاب ماتع رائع ألفه رائد علم النفس الجماعي جوستاف لوبون، وتطرق فيه إلى موضوع عقلية الجماهير وكيف تتصرف عندما تكون مجتمعة في مكان واحد، أو حتى لو كانت جماعات وأشتاتا، حيث تغلب لديها العاطفة على العقل، والاندفاع على التريث.

الجماهير، وفق لوبون، لا تفكر كثيرا، وإذا فكرت فهي ترفض مناقشة أفكارها، كما أنها إذا اقتنعت بشيء وتأثرت به دافعت عنه عن حق، وعن باطل أيضا، وإذا رفضت فكرة أو شخصا فهي تلفظه وتمعن في طرده من ذهنها الجمعي “شر طردة”.

عنف حاد في الشعور يمتلك “سيكولوجية الجماهير”، فقد تعبد شخصا أو مجموعة أشخاص من بوابة “التعاطف” أو “الحب” أو “الوطنية”، ولكنها قد تمقته في أي وقت عندما يحين وقت ذلك، ولا تتردد في ذلك أبدا.. هذه سيكولوجية الجماهير.

وسط الجماهير المحتشدة، سواء داخل ملعب أو فضاء عمومي أو حتى وراء الأجهزة الإلكترونية، هناك جماهير ولا شك تذوب فيها شخصية الفرد تماما، فالمتعلم يصير مثل الجاهل، والخجول قد يتحول إلى جانح منفلت، لتضيع بذلك الحقيقة وتضيع “الوسطية”.

وأعود إلى جمهور الكرة في المغرب.. هو جمهور جميل وحماسي ولعله من أكثر الجماهير في العالم تحفيزا وإبداعا أيضا، لكن للأسف تغلب عليه العاطفة بشكل كبير وسلبي.

مرد هذا الانتقاد أو العتاب هو الكلام الذي سمعناه من العديد من أنصار ومشجعي منتخب “الأسود”، وهم يكادون يمجدون المدرب وليد الركراكي، وبالمقابل يلعنون المدرب السابق، الذي ينعته البعض بـ”وحيد القرن”، نظرا لتعنته ومعاندته للجماهير والإعلام.

شاهدنا بأم أعيننا مشجعين للمنتخب، شبابا ومُسنين أيضا، دموعهم تفيض من الدهشة، ولسان حالهم يقول: “هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”.

أية لحظة يا ترى؟.. لحظة مشاهدة منتخب منسجم يلعب كرة جميلة أمام منتخب الشيلي في مقابلة ودية (ودية نعم).

أية لحظة هذه التي جرّت كل هذه العاطفة الجياشة من الجمهور المغربي؟.. لحظة مقارنة المنتخب تحت إشراف وليد بالمنتخب أيام وحيد..

صحيح أن المنتخب المغربي لعب مباراة رائعة أمام الشيلي، وصحيح أن اللاعبين لعبوا بحماسة وقتالية مفقودة منذ زمن، وصحيح أن التجانس ظهر جليا بين خطوط المنتخب الثلاثة، وصحيح أن اختيارات وليد الركراكي في عمومها كانت صائبة.. لكن، وما أقسى لكن هذه على “الجماهير المحتشدة”..

لكن هذه مجرد مباراة ودية أولا، وثانيا منتخب الشيلي كان يلعب بدون “حافز”، فهو غير مؤهل إلى إقصائيات “مونديال قطر”، ثم ثالثا هذا المنتخب شاخ ولا يزال يعتمد على “أبقار مقدسة” مثل أليكسيس وفيدال وغيرهما، ورابعا هذه مجرد بداية يا مغاربة.

ولأن سيكولوجية الجماهير تتغير بسرعة البرق، فإن كل ذلك المديح والبكاء والتهليل والتمجيد للمدرب وليد ـ الذي لا يمكن إلا أن نثني على ما قذفه في عقول وأقدام “الأسود” من حماسة وتنافسية ـ تقلص عندما تعادل المنتخب مع الباراغواي في مباراته الثانية، بل كاد ينقلب إلى ضده.

وهكذا عاد التشكيك، ولو نسبيا، في اختيارات “مورينيو المغرب” (كما يحلو للبعض تسمية الركراكي)، وعاد الكلام من جديد حول أحقية حمد الله في ارتداء القميص الوطني، بسبب “عقم الهجوم”.. هكذا تناسى الجمهور الهدفين في المقابلة الودية الأولى.

رحمة بوليد ومن معه!! ورحمة باللاعبين!! ورحمة بأنفسكم أيضا!!..

رجاء لا تبالغوا في الاحتفاء بالمنتخب عندما يفوز، وفي الانتقاد واللوم عندما يخسر..

العاطفة الجياشة ـ التي لا زمام لها ـ قاتلة وقد تضر بالمنتخب الوطني أكثر مما تنفعه..

‫تعليقات الزوار

17
  • الجماهير..
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 00:17

    جماهير كرة القدم قطيع يقاد بالكرة. قطيع مخدر لا يهتم بما هو أفيد وأفضل. ينساق وراء المباريات وينسى الأولويات، وهذا هو المقصود من “تقديس” الكرة.

  • abdou
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 00:19

    تنبيه مهم من الكاتب المحترم ، و هل ينفع ؟ يلزم ان يصل الجميع إلى هذه القناعة أن يعمل المرء على العقل ليس العاطفة ضدا او مع .

  • sam
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 00:24

    حبذا لو وضعنا كل هذا المجهود في اختيار حكومتنا وفي نصرة قضايانا وفي النهوض باوضاعنا الاجتماعية ثم بعد ذلك ياتي دور منتخب كرة القدم

  • إلى sam
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 00:47

    أشكرك على تعليقك، كلامك في محله. مادامت عقلية غالبية الشعب المسحوق مركزة على التفاهة، فلن نغير أحوالنا وسنبقى سلبيين فارغين ككرة قدم. مادام المزلوط يسمح لنفسه بشراء تذكرة المقابلة التافهة بثلث أجرته، إن وجدت، أو بالغياب عن عمله من أجل فرجة عبثية، فالتخلف سيلازمنا مع الأسف لأجيال أخرى. تحياتي.

  • بنكيران
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 02:09

    ليس فقط في الجماهير الكروية، فأيضا جماهير بنكيران، رغم اخطاءه وزلاته الكبيرة، الولاء عندهم اهم شيئ

  • فاخوري
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 02:50

    الوجوه تتغير و سيناريو واضح، فإن كان المنتخب رائع وقوي فلم يمر إلى الدور الثاني، لأن المنظمين يريدون منتخبات كبيرة مثل البرازيل وفرنسا…. إلخ. أما منتخبات العالم الثالث والعربية لا مكان لها وسط منتخبات تربح عن طريقها المال و المتعة الجمهور العالمي، فإن كان المغرب لاعب اليوم لن تكون فرجة عالمية و تخسر الشركات المال عن طريق الإعلام و لعبة القمار و التذاكر وحجز الفنادق سبعة نجوم، فإن كانت دولة في العالم الثالث تأهلت إلى الدور الثاني فلا تكن المتعة والفرجة

  • الغرور
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 04:16

    المغاربة العاشقون للكرة يعتقدون في قرارة انفسهم ان المغرب بلد كروي يضاهي البرازيل و اسبانيا و غيرها من الدول التي تملك بطولة كروية عالية المستوى
    و هذا في حد نفسه غرور و خروج عن الواقع فكما قال الكاتب عندما لعب المغرب امام الشيلي رأينا الجميع من هذا القطيع الكروي يكيل المديح للمدرب و المنتخب و بأن المنتخب اصبح يلعب الكرة المغربية العالمية كما عهدوها في المدرسة المغربية الكروية و التي في نظرهم عالمية تضاهي البرازيل و فرنسا و انكلترا رغم ان الاعلام الاروبي يصنف المنتخب المغربي منتخبا اوربيا
    لكن تناسوا ان المغرب لم يسبق له ان تأهل لكأس العالم منذ اكثر من عشرين سنة حتى 2018. و هذا عندما كان المغرب يعتمد على لاعبي البطولة الوطنية و لاعبي جالية فرنسا الممارسين في القسم الثاني الفرنسي
    حتى انتقلت الجامعة الملكية الى استراتجية الاعتماد على الجالية في كل الدول الاوربية عندئذ استطاع المغرب ان يتأهل و ان ينافس الكرة الافريقية التي تتطورت كثيرا مقارنة بالقرن العشرين

  • Sami
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 04:39

    هل تعلم أن المغرب خلق عشرين فرصة وسجل هدفين بصعوبة ،،،هل تعلم أن شيوخ الشيلي من محاولتين عارضتين،،،بعني كان ممكن ينتهي بالتعادل ،،،،في روسيا كان يلزمنا هداف،،،،وحاليا يلزمنا هداف ،،،،والا سنلعب كرة جميلة ونقول مشاركة مشرفة،،،،انت تعرف أن حمد الله هداف ،،،العربي هداف ولو كبر في السن،،،،النصيري من مدة لا يسجل لمادا جبر الخواطر،،،،المحسوبية الزبونية حتى في الكرة،،،،

  • محمد الريفي
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 04:41

    إن الكتاب يُعَدّ دليلًا مرجعيّا، استخدمه الحكّام وقادة الحركات الجماهيرية لفهم نفسيات الجماهير وتوجيهها نحو الهدف الذي يريده الزعيم، وخير مثال على ذلك، الجماهير الغفيرة التي وظّفها (هتلر ) في الحرب العالمية الثانية. بل إن (لوبون ) نفسه أصبح وجهة ومزارًا لزعماء العالم، يتوجهون إليه ويتناقشون معه في محتوى كتابه. ورغم مرور ما يقارب الـ 150 عامًا على تأليف الكتاب، ما زال محافظًا على زخمه وحضوره بين أوساط المثقفين. ويقدم الكاتب إجابات واضحة للعديد من الأسئلة المثارة حول التجمعات الجماهيرية مثل: كيف تتهيج الجماهير؟ وكيف تتكون الجماعات الثورية في الأصل؟ ما الذي يصهر الجماهير نحو هدف واحد؟ أهي عقائد معينة أم الدين بشكل رئيس؟ ما دور الزعيم أو القائد في الثورات؟ والأخطر من ذلك هل الجماهير عاقلة وواعية بالطبيعة وديمقراطية أم متهيجة وثائرة؟

  • عبده/ الرباط
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 06:01

    لا نبالغ في الاحتفاء عند الفوز… و في الانتقاد عن الخسارة..!!!! فما هو المطلوب من الجمهور ؟؟؟ هل الحياد و تجميد العاطفة ؟؟ هذا أمر يعاكس طبيعة الانسان و سلوكه… ففي كثير من الأحيان تتغلب العاطفة على العقل

  • ALI NAIT OMAR
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 08:27

    والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يا مدمني مشاهدة الكرة لا تتخلقوا على الأقل بأخلاق الكرة التي نذكر منها:
    – التنظيم: فالكرة سر النجاح فيها التنظيم فلماذا لا نستفيد نحن منها في تنظيم أوقاتنا ؟
    – التعاون: فالتعاون بين اللاعبين عنصر هام من عناصر الفوز فلماذا لا نتعاون نحن بالنصيحة فيما بيننا مثلا وغيرها كثير؟
    – الخطة: او بعبارة أخرى (التكتيك).
    – الدقة في تطبيق خطة المدرب فلماذا لا تكون لنا خطة مرسومة سلفا و نسعى في تطبيقها بدقة متناهية؟
    – عدم الملل.
    – عدم الأنانية.
    – السعي الى تسجيل الأهداف والى النجومية.
    – الابتعاد عن الشعور بالإحباط والهزيمة والملل حتى آخر لحظة، فلماذا لا تكون لنا نحن همة عالية في التعلم وان نعلم ما تعلمناه لغيرنا بدون ملل وان نسعى الى الأستقامة وهداية غيرنا الى الصراط المستقيم؟

  • متابع بصمت
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 11:11

    الجممهير الدي تتكلمون عليهم هم من ضغط حتا دهب مدرب وحيد رغما انتصارات وتاهيله منتخبنا الى كأس العالم و أفريقيا وجاء بمدرب وليد الفرنسي (المغربي) فعليه ان يحترم رغبت الجماهير برأيتهم حمدالله في المنتخب الوطني فهذا طلبهم حتى قبله مجيئ مبدربان وحي و وليد وشكرا

  • كحمد
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 14:37

    كرة القدم أفيون الشعوب وادا في يد الانظمة خاصة في الدول العربية لتنويم الشعب عن قضايا الاساسية من تعليم جيد ومنظمة صحية جيدة وبنية تحتية توفر للفرد العيش الكريم
    اما عندنا فاي جمهور عن أي وعي نتحدث

  • محب الوطن
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 17:45

    من حق الجمهور ان يدلي برايه .لكن ان يفرض لاعبا على ناخب وطني يعد المسؤول الاول والاخير عن اختياراته .لان المحاسبة في نهاية المطاف ستتوقف عند الناخب الوطني. فاختياراته مبنية على قناعاته ،كما ان هناك مساعدين له سيتحملون بدورهم جزءاً من المسؤولية .السؤال الوجيه الذي يجب أن يقف عنده اي مدل برأيه هو : هل حمد الله يضمن لنا تسجيله للاهداف في المونديال ؟!!! ماذا لو فشل في التسجيل ،من سيتحمل مسؤولية اختياره ،هل المدرب ام الجمهور ؟!!! عبد ربه ليس ضد المناداة على حمد الله .بل احترم واقدر اختيارات المدرب .فالرجل في حيرة من أمره -فقد عبر عن ذلك عندما قال :ضارني راسي !!-فضيق الوقت لا يسمح له بالمجازفة او المغامرة .فلو كان هناك متسع من الوقت لهانت ، وساعتها لقلنا عليه ان يجرب أكبر عدد من اللاعبين.

  • غيور
    الأحد 2 أكتوبر 2022 - 18:59

    ضروري حمد الله لانه اقوى مهاجم مغربي على الاطلاق

  • benkirani
    الإثنين 3 أكتوبر 2022 - 11:33

    الى المعلق 5 واضح انك لم تستوعب فكرة هذا المقال الرائع ، ويبدو جليا انك ضحية من ضحايا سيكولوجية الجماهيرعندما اوهم اصحاب ا لحال الجماهير ان اسباب كل مشاكل المغرب هو بنكيران رغم ان المغرب بلد متخلف منذ الاستقلال الى الٱن

  • محمد
    الأربعاء 5 أكتوبر 2022 - 09:32

    مقال في الصميم وكلام معقول خصوصا اذا لاحظنا تكرار هذ الامر مع انتصارات المنتخب في المقابلات الودية واندحاره في المقابلات الرسمية في كل المناسبات اضف الى ذلك عاطفيةالجمهور بين التغني بالمدرب والفرق بمجرد انتصار واحد او اثنين ثم السب والشتم الذي يلقاه نفس الفريق ونفس اللاعب ونفس المسؤول بمجرد هزيمة دون البحث في عمق الاشياء والصبر والتريث لجني نتائج جيدة ودائمة على المدى المتوسط

صوت وصورة
"سفاح صفرو" يخلف الحزن
الأربعاء 1 ماي 2024 - 12:30

"سفاح صفرو" يخلف الحزن

صوت وصورة
صدى قميص بركان في العيون
الأربعاء 1 ماي 2024 - 11:30

صدى قميص بركان في العيون

صوت وصورة
طنجة تحتفي بموسيقى الجاز
الأربعاء 1 ماي 2024 - 10:30

طنجة تحتفي بموسيقى الجاز

صوت وصورة
تتويج عربي لأشبال كرة اليد
الأربعاء 1 ماي 2024 - 09:57

تتويج عربي لأشبال كرة اليد

صوت وصورة
قصة | زكرياء حسني
الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 22:00

قصة | زكرياء حسني

صوت وصورة
طابع تذكاري يحتفي بستينية السكك الحديدية
الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 21:29

طابع تذكاري يحتفي بستينية السكك الحديدية

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 سنوات | 19 قراءة)
.