ثلاثة أيام من الحرب مع إيران كلّفت إسرائيل أكثر من عامين من الصراع مع غزة و حزب الله
شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق ثلاثة أيام من الحرب مع إيران كلّفت إسرائيل أكثر من عامين من الصراع مع غزة و حزب الله نشر في يوم 17 - 06 - 2025 لم تُشكّل الحرب الجارية بين إسرائيل و منذ 15 جوان 2025 مجرد تصعيد عسكري غير مسبوق في الشرق الأوسط، بل فتحت أيضًا فجوة مالية هائلة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث لإسرائيل.
فوفقًا لمعطيات كشف عنها مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون، فإن ثلاثة إلى أربعة أيام من تبادل الضربات مع كلّفت إسرائيل أكثر مما أنفقته خلال عامين من الحرب المتواصلة مع حركة حماس في و حزب الله في .
تكلفة يومية خارجة عن المألوفصرّح الجنرال ريم أميناح، المستشار المالي السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن الكلفة المباشرة للحرب ضد بلغت حوالي 2,75 مليار شيكل يوميًا، أي ما يقارب 725 مليون دولار في اليوم الواحد.
و وفقًا له، فقد وصلت النفقات الإجمالية خلال أول يومين من الصراع إلى نحو 5,5 مليار شيكل (1,45 مليار دولار).
تشمل هذه الأرقام كلاً من : * الضربات الهجومية (حوالي 593 مليون دولار)، * أنظمة الدفاع (القبة الحديدية، الفرقاطات، آرو 3)، * تعبئة آلاف جنود الاحتياط والنفقات اللوجستية المرافقة.
للمقارنة، لم تتجاوز التكلفة اليومية خلال العمليات ضد وحزب الله بين سنتي 2023 و2025 نحو 246 مليون دولار، بينما بلغت الكلفة الإجمالية خلال تلك الفترة ما بين 50 و67 مليار دولار، وفق أرقام وزارة المالية وبنك إسرائيل.
صواريخ وطائرات مسيّرة وتكنولوجيا: نفقات حرب غير متكافئةكشف الصراع مع عن مستوى تهديد غير مسبوق تعرّضت له إسرائيل.
فقد أطلقت ما لا يقل عن 20 صاروخًا باليستيًا متوسط المدى، إلى جانب وابل من الطائرات المسيّرة المسلحة بعيدة المدى، ما استدعى تعبئة شبه كاملة لمنظومات الدفاع الجوي الوطني، بتكاليف باهظة وفورية.
و تتراوح كلفة كل عملية اعتراض تقوم بها منظومات مثل القبة الحديدية أو آرو 3 بين 50 ألفًا و3 ملايين دولار، حسب نوع المقذوف المعترض.
ويمثل هذا الجانب وحده، خلال ثلاثة أيام فقط، مئات ملايين الدولارات من الإنفاق.
و يُضاف إلى ذلك الأضرار المباشرة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية والصناعية، خصوصًا في منطقة الشارون، حيث سُجلت عدة حرائق في تل أبيب، وفي شمال البلاد الذي تعرّض أيضًا للقصف الصاروخي.
نزاع بتكلفة مستدامةالمقارنة صادمة: خلال ثلاثة أيام فقط، تَحمّلت إسرائيل صدمة مالية تعادل عدة أشهر من الحرب على ، دون أن تَحسم في المقابل تبعات الصراع سياسيًا أو عسكريًا.
وتشكل هذه الحرب مع قطيعة نوعية على عدة مستويات: * تغيير في الحجم: ، بصفتها قوة إقليمية، تمتلك قدرات باليستية، سيبرانية واستراتيجية تتفوق بكثير على الجماعات المسلحة كحماس وحزب الله.
وبالتالي فإن الرد الإسرائيلي يُضطر لأن يكون ثقيلًا، متطورًا، ومكلفًا للغاية.
* تشبّع منظومات الدفاع: أظهرت القبة الحديدية محدوديتها أمام وابل منسق وكثيف من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما يفرض إعادة نظر عاجلة في العقيدة الدفاعية الإسرائيلية لتحديد الأولويات أثناء التصدي.
* صدمة اقتصادية كامنة: رغم أن الكلفة العسكرية مباشرة ومرتفعة، فإن الكُلف غير المباشرة – مثل توقف الأنشطة الاقتصادية، ارتفاع أقساط التأمين وتراجع الاستثمارات – لم تُقيّم بعد بالكامل، وقد تُطيل من التأثير المالي للنزاع إلى ما بعد نهايته.
* ضغط على الجبهة الداخلية: عبر التعبئة الواسعة للاحتياط وفرض الإغلاقات في بعض المناطق، يُعرّض القرار الحكومي الاقتصاد الوطني لتباطؤ حاد، في سياق شعبي هش أساسًا بفعل أشهر طويلة من الحرب في الجنوب والشمال.
* نموذج إقليمي جديد: يُنذر هذا الصراع بدخول المنطقة في مرحلة من المواجهات غير المتكافئة بين الدول، حيث تعيد التكنولوجيا الهجومية والدفاعية رسم موازين القوى، ولكن بتكلفة لا تستطيع معظم الدول تحمّلها على المدى الطويل.
و هكذا، تُجسّد الحرب بين إسرائيل حقيقة استراتيجية مؤكدة: كلفة الحرب بين دولتين في عام 2025 باتت تصاعدية بشكل هائل – على مستوى التمويل، والضغوط السياسية، والهشاشة المدنية.
انقر لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة لدينا 73000000 خبرا ومقالا مفهرسا.