حمزاوي تحصّن صوت "نساء كناوة".. والعرض يخطف قلوب المغاربة والأجانب

“حفل بهيج” قدّمته “المعلّمة” أسماء حمزاوي رفقة فرقتها “بنات تومبكتو” النسائية في أمسية فوق منصّة برج باب مراكش بالصويرة، لتنال “إشادات واسعة” من الحاضرين، خصوصاً الأجانب الذين لفت نظرهم تقديم مسيّرة الحفل الفرقة النسائية بأنها خزّان لأفق جديد داخل عوالم “تكناويت” يضيفُ “لمسة أنثوية” على فنّ كان حكراً على الرجال بلا قدرات كبيرة للتفاوض مع هذه “الحقيقة”.

ورغم أن حمزاوي صارت “معلّمة” منذ سنوات، فإنها حين تعزف على آلة “الكمبري”، اليوم، تبدو كأنها ما زالت تحمل نفس “الحماس الأول”، ولذلك بدت في حفلها مصرّة على أن ترسم لوحات كناوية بالرقص مزخرفة بـ”القراقب” وترددات أصوات بقية نساء الفرقة، إثباتاً لقدرة المرأة على تحمّل ثقل مسؤولية أن تكون ضمن “تمعلّميت”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} مواطنة فرنسيّة حضرت الحفل المنظم ضمن فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، رفقة بعض أصدقائها، لم تخف انبهارها حين سمعت أن “كناوة ما زالت تشكو فقراً حادّا في أصوات النّساء”، مسجلة أن البداهة تقتضي دعم الكفاءات النسائية، التي تريد أن تضمن بدورها أداءً متميّزاً قادراً على حشد الجمهور.

وتابعت قائلة: “لا يجبُ أن يكون الأمر بطولة، هو عادي، علينا فقط أن ندعمه ليتعزّز”.

وتمكنت حمزاوي في عرضها من أن تجرّ جميع الحاضرين من مجالسهم للرقص بشكل جماعي، وهو حماس يتغذى، حسبما عاينت هسبريس، من “جمالية الأداء”، لاسيما مفعول “الكمبري” حين يمتزج بـ”القراقب” والأغاني الكناويّة، فيصبح “خلطة” صالحة للاستهلاك الروحي “بلا أعراض جانبية”، مثلما يتحدثّ الذين يربّون في قلوبهم حبّا عميقاً لهذا الفن الروحي.

وفي تصريح لهسبريس، قالت “المعلّمة” أسماء حمزاوي إنها تتمنى أن يتعزز الميدان بالمزيد من “المعلمات”، ليكنّ زخماً ينضاف إلى اللون الكناوي مثلما يكنّ قيمة مضافة أيضاً لـ”تكناويت” بشكل عام، مسجلة وجود فرق بين الفنانات الكناويات و”المعلّمات”.

والانتقال بين المرحلتين يتطلب، حسبها، جهدا كبيراً ومضنيا لأن ولوج هذا العالم ليس بالخطوة السهلة.

وأبرزت حمزاوي أن كناوة صارت الآن تراثاً لا ماديا للإنسانية، وبالتالي لم تعد تحتمل أيّ تكليف باسم جندر ما، مشيرة إلى أنها تراث مشترك للإنسانية يستطيع تأديته الذكر والأنثى ممن لديهم القدرة على تحمل هذه المسؤولية.

وأضافت أن “تمعلميت مع ذلك ليست نطاقا مستباحاً أو سهلاً، وأعتبرني محظوظة لأنني ولدت وترعرعت وسط عائلة كناوية تعرف بحقّ هذا الفن”.

وشددت على ضرورة تقوية الصفّ النسائي في حقل كناوة بشكل عام، وفوق منصة “مدينة الرياح” بشكل خاص، منادية كلّ فتاة تظنّ أنها تستطيع خوض المغامرة بأن تتخلص من التردد والخوف.

وتابعت قائلة: “كل من تطمح إلى هذا الأمر تحتاج أن تتصف بالأمانة والأخلاق والأدب واحترام “المعلمين” وعدم التبجح أو التكبر.

سرّ كناوة التواضع”.

وختمت حمزاوي تصريحها بالقول: “فرقتي هي الوحيدة التي تتضمن عناصر نسائية 100 بالمائة في المهرجان، وهذا فخر كبير.

اليوم هناك فرص لتنبت فرق جديدة تحمل هذا المشعل، وتضمن بصمة نسائية بالمزيد من الطرافة في عالم كناوي ممتع وحافل بالبركة، وهو ما يرعاه مهرجان كناوة الصويرة، الذي أتشرف بالمشاركة فيه كصوت نسائي بتوقيع خاص نرجو أن يتعزز”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أيام | 7 قراءة)
.