يبدو أن الحراك التقني المتسارع والنقلة الرقمية الهائلة التي اجتاحت الدنيا في أركانها الأربعة وجعلت الكرة الأرضية العملاقة مجرد قرية إلكترونية صغيرة تمضي إلى آخر تجلياتها بانقضاء أمد كثير من المعينات التي ظلت تلازم الإنسان منذ العقود الغابرة. ظلت العيون «التي في طرفها حور!» أو تلك التي أصابتها المياه الزرقاء والبيضاء والسوداء أسيرة للنظارات التي تقي من لسعات الشمس أو تزيد من قوة بصرها في القصر والطول، ليأتي زمان يتبدل فيه حال النظارة من أداة معينة إلى «عين أخرى» تعمل باللمس، في استبدال تاريخي للذراعين المعدنيتين اللتين تغطيان الأذنين!

النظارة العصرية التي أطلقتها شركة «Apple» باسم «Apple Vision Pro» ضمن مؤتمرها السنوي تدعم خاصية الإحساس المكاني للصور الرقمية عند استخدامها؛ إذ يمكن أن يتم تكبيرها أمام العين لتبدو كما لو كانت موجودة بالفعل في الغرفة، فضلاً عن قدرتها على تبسيط الواقع المختلط، والدمج بين الواقع الافتراضي والعالم الحقيقي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك إن النظارة الجديدة تمثل الخطوة الأولى للشركة في مجال الحوسبة المكانية.

وتعتمد نظارة آبل الجديدة على تقديم تجارب للواقع المختلط، وتدمج العالم الحقيقي مع عناصر رقمية، وتتيح للمستخدم التحكم في درجة انغماسه في الواقع الافتراضي، مع التحكم بإشارات اليد والأوامر الصوتية، دون الحاجة إلى ذراع تحكم لليد.

وأوضحت آبل من خلال الإعلان عن نظارتها الجديدة أنها تتفاعل مع واجهة مستخدم حاسوبية، تتميز بمزية أطلقت عليها اسم «EyeSight» تجعل الزجاج الأمامي للنظارة شفافاً بحيث يمكن لمن حولك رؤية عينيك. وأشارت آبل إلى أنها وثقت ما يصل إلى 5000 براءة اختراع جديد، عززت بها قدرات النظارة الاستثنائية الجديدة.