موسكو للغرب:ادعموا أفغانستان قبل الانحراف
موسكو- كابول – الزمان
دعت روسيا الإثنين الغرب لمساعدة أفغانستان اقتصاديا لمنع البلد الذي يواجه أزمة إنسانية وأمنية خطرة، من الانزلاق إلى تجارة المخدرات والإرهاب.
وصرح مبعوث الكرملين لأفغانستان زامير كابولوف للصحافيين «إذا حاول الغرب خنق أفغانستان … بالجوع فلن يكون أمامها من خيار سوى اللجوء إلى تهريب المخدرات».
فيما تعهدت حكومة طالبان الأفغانية الاثنين بضمان أمن أي بعثة جديدة للاتحاد الأوروبي في كابول فيما تدرس بروكسل خطوة العودة إلى البلاد بحذر.
وقال مسؤول أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية»يمكننا أن نؤكد أننا نعمل على إعادة حد أدنى من الوجود على الأرض» بعد أن ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن البعثة يمكن إعادة فتحها في غضون شهر.
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «لأسباب أمنية لا يمكننا الخوض في مزيد من التفاصيل».
أغلق مكتب العمل الخارجي الأوروبي إلى جانب العديد من السفارات أبواب بعثاتها في كابول وأجلت موظفيها في آب/أغسطس بعد استيلاء قوات طالبان على العاصمة.
لكن بروكسل حريصة الآن على التواصل مع طالبان بشأن معالجة أزمة إنسانية تلوح في الأفق، لكنها في المقابل لن تعترف بالنظام الإسلامي كحكومة لأفغانستان.
الأسبوع الماضي قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتفقت «على أن وجود الاتحاد الأوروبي في الحد الأدنى في كابول ضروري لدعم الشعب الأفغاني وضمان مرور آمن للأفغان المعرضين للخطر، لكن هذا لا يعني أي اعتراف من قبل الاتحاد الأوروبي».
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان عبد القهار بلخي الاثنين إن إعادة فتح بعثة الاتحاد الأوروبي ستكون «خطوة سليمة وإيجابية نرحب بها».
وأضاف «مثلما يتم ضمان أمن السفارات الأخرى في كابول سيتم ضمان أمن سفارة الاتحاد الأوروبي وموظفيها».
منذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس، جمد المجتمع الدولي مساعداته التي يعتمد عليها اقتصاد أفغانستان المدمر نتيجة أكثر من أربعة عقود من النزاعات.
وحذرت وكالات للأمم المتحدة الإثنين من أن البلاد على شفا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وقدرت أن أكثر من نصف سكانها سيعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي هذا الشتاء.
وأضاف كابولوف أن جزءا من الأفغان الفقراء «إما سينضمون إلى منظمات إرهابية أو يتدفقون على أوروبا».
وشدد أن «على أوروبا أن تفعل كل شيء لتحفيزهم على البقاء في بلدهم».
ودعا المبعوث الروسي الاتحاد الأوروبي بشكل خاص إلى التحرك و»العودة إلى أفغانستان».
وتابع «ما كان ينبغي للشركاء الأوروبيين مغادرة أفغانستان»، وقد أجلت دول غربية عدة سفاراتها من كابول في حين أبقت روسيا والصين ودول أخرى قليلة على تمثيلها الدبلوماسي.
وأكد أنه «لا يوجد تهديد والأمن مضمون».
وبحسب الدبلوماسي الروسي، يمكن لطالبان أن تفكر في بيع أسلحة لجماعات إرهابية دولية في حال وجدت نفسها في «وضع يائس».
وأردف كابولوف «حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى الأفعال»، مضيفا أن روسيا تستعد من جانبها لإرسال طائرات تحمل مساعدات إنسانية للشعب الأفغاني.
استضافت موسكو الأربعاء الماضي محادثات دولية أسفرت بشكل خاص عن اتفاق بين طالبان والروس والصينيين والإيرانيين لتعزيز التعاون الأمني في أفغانستان.
وقد انتقدت روسيا الانسحاب الأميركي المتسرع من أفغانستان، وهي تخشى أن تمتد الفوضى إلى حلفائها في آسيا الوسطى.