×

محمد الحجري .. محكوم سابق بالإعدام يحوّل منزل أسرته إلى ورشة إبداع

محمد الحجري .. محكوم سابق بالإعدام يحوّل منزل أسرته إلى ورشة إبداع

محمد الحجري .. محكوم سابق بالإعدام يحوّل منزل أسرته إلى ورشة إبداع

محمد الحجري .. محكوم سابق بالإعدام يحوّل منزل أسرته إلى ورشة إبداع
صور: سعد القادري
الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:00

بعد أن تمكن محمد الحجري من تحويل حياته داخل السجن، الذي قبع فيه 24 سنة وستة أشهر، منها 22 سنة بعنبر الإعدام، إلى فسحة للإبداع في الرسم والموسيقى والمسرح، واصل هذا السجين السابق ممارسة هواياته بعد معانقته، مؤخرا، للحرية ضمن فوج السجناء الذين أفرج عنهم إثر تفشي جائحة “كورونا”، محولا بيت والديه بدوار باب محرز بجماعة ازريزر في إقليم تاونات إلى ورشة للإبداع.

قبل حوالي 25 سنة، دخل محمد الحجري السجن على خلفية تورطه في قضية جنائية، وهو ابن 25 ربيعا من العمر، ليدان، سنة 1996، بالإعدام؛ لكن ابن دوار باب محرز لم يقيد مصيره بغياهب السجن، فأطلق العنان لهواياته مستغلا وقته الطويل في صقل موهبته في الرسم والموسيقى والمسرح، ما جعله مثالا للسجين المنضبط والمبدع، فكان ثمار ذلك تحويل عقوبته من الإعدام إلى المؤبد سنة 2016، ثم السجن المحدد سنة 2017.

الإلهام داخل عنبر الإعدام

“جميع الناس يولدون موهوبين؛ غير أن هناك من يجد الفرصة لصقل موهبته، وهناك من يفقدها. وبحكم أن السجن يشكل مكانا للفراغ، والفراغ كما يقولون يقتل الطبيعة، حاولت قتل الفراغ بالإبداع”، يقول محمد الحجري، مبرزا أن الحكم عليه بالإعدام، على الرغم من قساوته، لم ينل من عزيمته في مزاولة مواهبه.

وأوضح السجين السابق، في مقابلة مع هسبريس بمسقط رأسه بإقليم تاونات، أنه وجد من ساعده داخل السجن في الحصول على الأصباغ، مشيرا إلى أنه بدأ في ممارسة موهبته العصامية في الرسم على أوراق صغيرة، فنالت لوحاته إعجاب السجناء وإدارة سجن مدينة القنيطرة الذي كان يقبع فيه.

“أصبحت أعرض لوحاتي داخل مؤسستي السجنية، ثم في معارض جهوية مخصصة لإبداعات السجناء، كان آخرها مشاركتي في معرض متحف بنك المغرب بالرباط سنة 2020. وإلى جانب ذلك، أصبحت أساهم في تأطير زملائي السجناء في فن الرسم”، يورد محمد الحجري الذي أفاد بأنه كانت له موهبتان أخريان لا تقلان أهمية عن فن الرسم، وهما الموسيقى والمسرح.

وأفاد محمد، في هذا الصدد، بأنه تمكن بفضل أغنية من إبداعه من نيل الجائزة الأولى على الصعيد الوطني سنة 2017 في مسابقة إبداعات السجناء؛ وهي الأغنية التي كان له شرف تأديتها رفقة الفنان الحاج يونس على مسرح محمد الخامس بالرباط، فضلا عن مشاركته، سنة 2018، في تشخيص مسرحية “امبارك ومسعود” التي أبدعها السجناء وتم عرضها على خشبة 8 مسارح ودور للثقافة خارج أسوار السجن.

“الإبداع، بالنسبة إلي، كان بمثابة نافذة أطل من خلالها على الحرية من داخل السجن”، يقول محمد، مؤكدا أن الحرية كانت دائما تلوح أمام عينيه على الرغم من أنه كان محكوما عليه بالإعدام؛ فالرسم، كما يؤكد ذلك السجين السابق ذاته، كان يغمره بالطمأنينة وينسيه ظلمات السجن وهول حكم الإعدام.

وإلى جانب ذلك، أبرز متحدث الجريدة أنه تمكن داخل المؤسسة السجنية من إتمام دراسته الابتدائية والإعدادية والحصول على شهادة البكالوريا قبل أن يسجل نفسه بشعبة الحقوق بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، لينقطع عن متابعة دراسته الجامعية بعد الإفراج عنه وعودته إلى مسقط رأسه بتاونات.

غربة الحرية واغتراب الإبداع

“المجتمع لا يرحم؛ لأن بصمة سجين تطارد السجناء السابقين على الدوام، على الرغم من أن الكثير منهم هم ضحية لجريمة الصدفة”، يقول محمد، مشددا على ضرورة دعم هذه الفئة من المجتمع لكي تستطيع الاندماج وتتجنب العودة إلى السجن.

وأوضح متحدث الجريدة أنه، عكس تجربته الإبداعية داخل السجن، لا تجد اللوحات التي يرسمها داخل منزل أسرته الاهتمام من طرف ساكنة البادية، وعلى الرغم من ذلك، يؤكد محمد أنه يواصل استغلال وقت فراغه في الرسم وكتابة الزجل وتلحينه عزفا على آلة “الوتار” التي أهدتها له أم أحد السجناء عندما كان وراء القضبان، مروجا لأعماله على وسائط التواصل الاجتماعي.

وأوضح السجين السابق نفسه أنه يميل في لوحاته كثيرا إلى رسم المناظر الطبيعية، بسبب ما قال حرمانه من الاستمتاع بالطبيعة لمدة طويلة، مضيفا أنه عندما كان داخل أسوار السجن كانت لوحاته الفنية المجسدة للمناظر الخلابة تجعله يعيش إحساس الحرية داخل زنزانته.

ويرى محمد الحجري أن الإبداع وليد المعاناة، وأن الفضل في معانقته للحرية سالما وعدم إقدامه على الانتحار، كما يفعل ذلك الكثير من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام أو بمدد طويلة، يعود بالأساس إلى عشقه للفن وتمسكه بالحياة.

وأضاف متحدث الجريدة أن علاقته جيدة مع ساكنة قريته، لأنه كان يتمتع بصدى طيب قبل دخوله السجن، موردا أنه عندما عاد إلى مسقط رأسه لم يتمكن من التعرف على أغلب ساكنته، وانتابه إحساس عميق بالغربة، فاقمها عدم توفره على مصدر للدخل وكبر سنه وحاجته إلى شريكة حياة.

ويتطلع محمد الحجري إلى الحصول على فرصة شغل، حيث اتصل، لأجل ذلك، بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء معززا طلبه بشواهد التكوين المهني التي حصل عليها داخل السجن، مبرزا أنه ينتظر، كذلك، تسليمه حوالي 60 لوحة فنية رسمها داخل أسوار السجن، والتي تحكي تجربته الإبداعية لما كان محكوما عليه بالإعدام.

‫تعليقات الزوار

20
  • التمسماني
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:11

    هناك مجرمون بالفطرة. و هناك مجرمون بالصدفة. ربما هذا الشخص من الفئة الثانية التي وجدت نفسها فجأة في السجن لفعل أرتكب في لحظة غضب أو تهور. على مؤسسة إدماج السجناء الوقوف إلى جانبه في هذه الفترة الذي هو في أشد الحاجة إلى دعمها.

  • مسعودي
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:34

    أخي العزيز إفتح لك فأنت وأعرض فيها قصتك والمدة التي قدضيتها في السجن وقصمها على قصص قصيرة مزودة بإبداع ولحن منك وأعرض فيها لوحاتك بين الفينة والأخرى وستجد إقبالا كبيرا من الجميع أن شاء الله وسنشجعك على دالك كلنا إن شاء الله

  • We never forget zafzafi
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:38

    Freedom for nasser zafzafi and all prisoner politicals in morocco, freedom for Victims

  • لن تلغى عقوبة الاعدام
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:46

    قال تعالى: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون

  • النورس المغربي
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:57

    برافو بالمقارنة ارى اننا لم نستفد كثيرامن حريتنا نحن الأحرار soit disant

  • Hassan
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 07:00

    القتل مع سبق الاسرار و الترصد عقوبته الاعدام . واتمنىىان ينفد كما تفعل دول عربية اخرى كمصر الكويت اليمن .. فهذه هي العدالة

  • مغرب العنابر
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 07:23

    المغاربة سيحولون بيوتهم إلى عنابر للإبداع إبتداء من يوم غد حتى نهاية رمضان. الحكومة السجنية سمحت للسجناء المغاربة بالفسحة اليومية دون طعام او شراب خلال النهار … على أن يتم إغلاق عنابر المغاربة من الساعة الثامنة مساءا إلى غاية 6 صباحا. دولة تعشق السجون و المحاكامات و الإغلاق و العنابر و الإصلاحيات. إنا لله وإنا إليه راجعون

  • Omar
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 07:35

    يا سلام محكوم بالإعدام يُصبح بالإبداع فنان
    والذي قُتل يُصبح تراب

  • تيزنيتي حر
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 07:44

    نتمنى أن يرسم لنا لوحة فنية تجسد ” الروح المسلوبة”

  • wald baba
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 08:10

    مزيد من التوفيق اخي العزيز اتمنى لك التوفيق في حياتك ومسارك الفني والابداعي وان يكون السجن نقطة قوة لك لا ضعف.واوصيك اخي.العزيز لا تكترث للمجتمع يرحم او لا يرحم ذلك شأنه انهم قالوا على الانبياء والرسل ما لا يتصور على بال فما بالك انت.اذن اجعل قافلتك تسير الى الامام والمستقبل المشرق ودع الكلاب تنبح كيفما شاءت.
    موفق انشاء الله

  • fariss rabia
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 08:49

    حقيقة الفن شيء عظيم لم يخطر ببالي انه بامكانه تحدي حتى فاجعة الاعدام …..استقامة هذا الفنان ورضائه بالقدر خرج من عنق الزجاجة مشاء الله.

  • وجدي
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 09:07

    ليس لي أدنى مشكل مع هذا الشخص ولست ضد معانقته للحرية بل وأشجعه على إبداعه وأصفق له.ولكني أخشى لو كان مثلا قد قتل نفسا أخشى على مشاعر أهل الضحية المفترض .لأنه مادام حوكم بالإعدام فأكيد أنه أزهق روحا.فالمخدرات وغيرها لا يعاقب عليها بالإعدام عندنا.

  • الانبياء المصطفون
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 09:28

    الى wald Baba

    انا لا اعلم ما دفعهم الا حكم الاعدام، والمغرب لا يطبقه الا علا عتاب المجرمين كقاتل عدنان،
    فكيف لك ان تقول حتى الانبياء قيل فيهم، لو تشبه المجرمين والقتلة المتعمدين بالانبياء الذين اتهموا زورا وعد وانا!!!!!!!!!!!!!!!!
    و فين ما كان شي مجرم ولا يجبد حتى الانبياء سجنوا، و في وقاحة منقطعة النظير يقارنون انفسهم بالانبياء، سيدنا يوسف سجن عن ظلم و فضل ان يسجن على ان يفعل شيئا يغظب الله،
    وياتي واحد قاتل روح عمدا ويشبه نفسه بهم، والروح عزيزة عند الله،
    مثل الممثلة التي عذبت خادمتها بكل همجية و حرقتهما و حين استجابت بعد خروجها قالت حتى الانبياء سجنوا!!!!!!!

  • توضيح
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 09:29

    انا اعرف قصته عن مجموعة كبيرة من زملائه في العمل:
    اقدم على قتل رئيسه في العمل نتيجة لتعرضه المستمر لأشكال الحكرة والتعسف

  • Saif
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 09:49

    لا مثيل للكرم الذي تجود به العدالة المغربيه.على المجرمين في العالم . يتمتعون بالعفو اكثر من مرة بل مرات متكررة . ويتساءلون عن ارتفاع نسبة الاجرام . عشوائية في الاحكام وفي تنفيذها. يا سلام من الاعدام الى الحرية . ننتظر لوحة عن معانات اهل الضحيه.

  • Marouane review
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 10:06

    ليس هناك مجرم يولد بالفطرة ،لأن الحياة طويلة وذات منعرجات خطيرة لذلك ممكن أن تعطى الفرصة لهذا الشخص للتكفير عن خطأه

  • الحياني نورالدين
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 11:23

    قمة النفاق في إطلاق السجناء.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل يقتل ولو بعد حين.فلا يحق لأحد أن يعفو عن حق ليس من حقه’الا اهل القتيل.وليس هنالك تقادم أو تحويل لحكم ثابت إلى آخر اخف منه الا لذا بخاف العقول.مالله له

  • Bader radouani
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 12:34

    يجب تطبيق الإعدام في المغرب..هذا هو العدل وكفانا عبت هذه حقوق الله و حقوق الإنسان المقتول هذا هو شرع الله

  • لماذا حكم عليه
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 12:37

    لم تقل عن سبب الحكم عليه بالاعدام،
    هل اغتصب وقتل كقاتل عدنان
    وكيف يطلق سراحه؟
    اما ان تدس السم في العسل وتقول الفن والحس المرهف، نحن لا نعرف ان كان بريئا ام قاتل روح، ولو براته اللاعدالة المغربية،

  • محمد بن ع
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 20:06

    لا احد يعدر بجهله للقانون ولا احد مسؤل عن رسم حياته لكن الصحبة السيءة تجلب المصاءب عند ما يتجاهل المرء عواقب صحبته فالغنم يرعها راع واحد بصحبة كلب او بدونه لكن عندما تلبس السماء الغمام فانه يقوم بالامام لكي لا ينفلت القطيع كدلك تصرفات المرء عندما لايقيس الامور بمنطق الميزان فانه ينزلق كما ينفر القطيع والرعي خلفه نتمنى من الله العوضله ولامثاله وهدنا جميعا سبل السلام

صوت وصورة
بصمة مزراوي وعدلي بالبوندسليغا
الأحد 5 ماي 2024 - 15:32

بصمة مزراوي وعدلي بالبوندسليغا

صوت وصورة
لشكر ينتقد النظام الجزائري
الأحد 5 ماي 2024 - 12:54 6

لشكر ينتقد النظام الجزائري

صوت وصورة
طائرة البريد الجوي في طرفاية
الأحد 5 ماي 2024 - 12:12 1

طائرة البريد الجوي في طرفاية

صوت وصورة
استيراد الاغنام من إسبانيا
الأحد 5 ماي 2024 - 11:27 14

استيراد الاغنام من إسبانيا

صوت وصورة
اختتام مهرجان تطوان السينمائي
الأحد 5 ماي 2024 - 10:41

اختتام مهرجان تطوان السينمائي

صوت وصورة
حكيمي يتبرع بمدرسة لتلاميذ الحوز
السبت 4 ماي 2024 - 20:30 19

حكيمي يتبرع بمدرسة لتلاميذ الحوز

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 12 قراءة)
.