فيديو "المواعدة العمياء" يدفع حقوقيين إلى رفض تشييء للمرأة وتبضيع للرجل

في ظل احتدام النقاش على مواقع التواصل المجتمعي حول مضمون فيديو “المواعدة العمياء”، الذي جر عليه “غضب” العديد من النشطاء، التقت مدافعات عن حقوق النساء وجمعية للدفاع عن حقوق الرجل حول التنديد بالمحتوى، وما يتضمنه من “تهديد لقيم المجتمع”.

الفيديو الذي خلق جدلا واسعا فتح نقاش “القيم المجتمعية المغربية” التي يحملها جيل جديد من الشباب المغاربة، متشبع بالثقافة الغربية، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وبعد خروج بطلة الفيديو لتبرير الواقعة عبر حسابها الشخصي على تطبيق “تيك توك”، حيث قالت إنها “لم تترعرع داخل المجتمع المغربي، بل في هولندا، حيث التنورة القصيرة جدا عادية”، اعتذرت عن مضمون الفيديو، وطلبت تمرير الموضوع.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وإن كانت نسبة مهمة من المغاربة تناقش اللباس القصير لصاحبة الفيديو فإن النقاش احتد حول “اختيارها شريك الحياة من خلال حذائه، واستخدام كلبها الخاص كشرط أساسي للظفر بها”، وهي حلقة استنفرت المدافعين عن حقوق الرجل والمرأة، باعتبارها “ضربا واضحا لكرامة الجنسين، وتهديدا واضحا لمنظومة الأسرة المغربية”.

وتحركت الأجهزة الأمنية في شخص الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من خلال التحقيق في شبهة المساس بالأخلاق العامة والتحريض على الإخلال العلني بالحياء بواسطة الأنظمة المعلوماتية، وذلك بعد تداول شريط تظهر فيه فتاة بصدد محاكاة برنامج أجنبي على شبكات التواصل الاجتماعي.

صدمة قوية فتيحة شتاتو، محامية وعضو فدرالية رابطة حقوق النساء، اعتبرت الواقعة “صدمة قوية لقيم المجتمع المغربي الراسخة، وضربا واضحا لصورة المرأة بمجتمعنا، التي لا يمكن أن تكون بهذا الشكل”.

وأوضحت شتاتو لهسبريس أن “الفيديو يضرب في الحقيقة المرأة والرجل معا، وينقص من كرامتهما معا؛ كما يشوه سمعة المؤسسة الزوجية ببلادنا، التي تنبني على تقاليد عريقة ممتدة عبر التاريخ”.

وبالنسبة للمتحدثة ذاتها فإن “تدخل الأجهزة الأمنية أمر محمود من أجل الوقوف بشدة أمام مثل هاته الممارسات التي تضر بالمرأة المغربية، وتشوه صورتها بشكل كبير”.

وترى المحامية والعضو في فدرالية رابطة حقوق النساء أن “انتقال الأمر إلى جيل الشباب الحالي خطير، ويصعب المحافظة على المكتسبات الكبيرة التي حققتها المرأة المغربية”، وزاد: “تبريرات بطلة الفيديو بكونها ترعرعت في هولندا تدفعنا إلى دعوتها إلى قراءة تاريخ المرأة والمجتمع المغربي”.

ممارسات بائدة نددت أمينة التوبالي، عضو ائتلاف “المناصفة دابا”، بمحتوى الفيديو، قائلة: “المرأة المغربية لها ثقافتها العريقة، وما صدر في هذا الشريط تشييء لها، ويعيدنا إلى زمن كانت فيه بضاعة في السوق يختارها الرجل ويقتنيها”.

وتضيف التوبالي لهسبريس أن “تبضيع المرأة هو ما جاء في هذا الشريط، فقط انتقلنا من عصر السوق إلى الوسط الرقمي”، مؤكدة أن “المجتمع المغربي يختلف مع قيم وتقاليد مجتمعات أخرى، ولا يمكن أن نسقط عليه أي شيء”.

وبينت المتحدثة ذاتها أن “الإشكال الذي نرصده حاليا في فهم الجيل الحديث من المغاربة هو غياب قناة تواصلية معه، بسبب فراغ الأحزاب السياسية، وغياب مؤسسات وسيطة يمكن أن تقربنا منه، وأفكاره، ونوصل له قيم المجتمع المغربي الحقيقية”.

وشددت الحقوقية ذاتها على أن “الزواج في المغرب ليس بهذه الطريقة، وإنما يحتكم إلى مجموعة من القواعد والضوابط والتقاليد التي تربت عليها أجيال عديدة”، مؤيدة بذلك “تدخل الأجهزة الأمنية في الموضوع”.

كرامة الرجل بالنسبة للمدافعين عن حقوق الرجل اعتبرت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي أن الفيديو “حطم كرامة الرجل المغربي، وجعله كبضاعة في صورة مهينة للغاية”.

وقال فؤاد الهمزي، رئيس الجمعية، إن “الفيديو صادم للغاية، ووضع الرجل المغربي في صورة مهينة للغاية؛ حيث كان كلب يختار الأفضل ليكون شريك حياة بطلة الفيديو”.

وأوضح الهمزي لهسبريس أن “الواقعة تمس بشكل كبير قيم المجتمع المغربي، وعلى الأجهزة الأمنية أن تتخذ إجراءاتها لبحث الأسباب التي جعلت من صانعي المحتوى يقومون بذلك”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الأمر لا يمكن قبوله بتاتا، ويشكل مساسا واضحا بقيم مجتمعنا، وخاصة كرامة الرجل المغربي، الذي لا يمكن أن يقبل لعب هذا الدور المهين”.

وتساءل رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي: “ما هي نوعية التربية التي تلقاها الشبان في الفيديو من قبل أسرهم؟”، وزاد: “هذا أمر يثير علامة استفهام واضحة للغاية عن قيم الأسر المغربية في ظل ظهور الجيل الحديث من الشباب المغربي”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.