تقرير: إيران تزوّد الحوثي بمعدات متطورة ومواد كيميائية لتعزيز قدراته العسكرية

كشفت تقارير استخبارية ومصادر أمنية مطلعة عن تصاعد الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي، من خلال تزويدها بتقنيات متقدمة ومواد حساسة تُستخدم في تصنيع الصواريخ والأسلحة غير التقليدية، وسط تحذيرات من تداعيات هذا الدعم على الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.

وبحسب ما نقلته منصة «ديفانس لاين»، فإن الجماعة المدعومة من طهران حصلت خلال الأشهر الماضية على معدات صناعية دقيقة مثل الغلايات والخلاطات المخصصة لتحضير الوقود الصاروخي الصلب، إلى جانب شحنات متفرقة من مواد كيميائية تُستخدم في هذا السياق، أبرزها نترات الأمونيوم وبيركلورات الصوديوم.

بنية تحتية للتصنيع العسكري في مناطق سيطرة الحوثيين مصادر دفاعية رجحت أن الحوثيين نجحوا في تأسيس منشآت شبه مكتملة لتصنيع الذخائر بعيدة المدى داخل اليمن، مستخدمين تكنولوجيا إيرانية تم تهريبها عبر قنوات معقدة.

وتشمل هذه التكنولوجيا خلايا وقود ومحركات صواريخ موجهة ومكونات لطائرات مسيّرة، جرى ضبط بعضها في عمليات تفتيش بحرية خلال العامين الأخيرين.

ويُعتقد أن هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية إيرانية أوسع تهدف إلى توسيع نقاط النفوذ والضغط عبر “وكلاء ميدانيين”، لا سيما بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مصالح طهران وأذرعها في عدة دول.

هجمات الحوثيين تكشف عن ترسانة متطورة منذ أواخر 2023، صعّدت مليشيا الحوثي من عملياتها الهجومية، مطلقة مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه أهداف بحرية وعسكرية في البحر الأحمر، بزعم دعمها للمقاومة الفلسطينية.

هذا التصعيد، الذي تزامن مع حظر غير رسمي فرضته الجماعة على الملاحة في ممرات استراتيجية، أثار تساؤلات حول حجم ترسانتها ونوعية التقنيات التي بحوزتها.

وأكد ضباط عسكريون تحدثوا لـ«ديفانس لاين» أن نوعية الهجمات وكثافتها تشير إلى امتلاك الجماعة قدرات تصنيعية مستقلة، بما في ذلك القدرة على تخزين وإنتاج وقود صلب عالي الكفاءة يُستخدم في صواريخ متوسطة المدى، وهي تقنية تعتمد على خلط نترات الأمونيوم مع مسحوق الألمنيوم داخل خلاطات صناعية متطورة.

تهريب منظم تحت غطاء مدني في إحدى أبرز المحاولات التي تم إحباطها، ضبطت قوات بحرية يمنية شحنة بحرية قادمة عبر البحر الأحمر تحتوي على أنظمة خلايا وقود هيدروجيني، ومكوّنات إلكترونية عسكرية مغلّفة على أنها أسطوانات أكسجين طبية.

كما شملت الشحنة محركات أوروبية المنشأ وأجهزة تتبع متطورة وصواريخ مدفعية موجهة، في ما يبدو أنه جزء من مشروع تسليحي واسع النطاق.

وتشير تقارير إلى أن جزءاً من هذه المعدات تم تهريبه عبر موانئ إيرانية، أبرزها بندر عباس، باستخدام وثائق مزورة وشركات وسيطة في الصين، ما يعزز من فرضية وجود “شبكة دعم لوجستي سرية” تسهّل نقل التقنيات إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

مخاوف إقليمية ودولية متزايدة ويرى محللون أن امتلاك الحوثيين لقدرات إنتاجية في مجال الذخائر الصاروخية والطائرات المسيرة يمثل نقطة تحول خطيرة، تُنذر بإطالة أمد النزاع اليمني وتوسيع رقعة التهديد إلى ما يتجاوز حدود الإقليم.

كما حذر خبراء أمنيون من أن استمرار تدفق المواد الكيماوية والتقنيات العسكرية من إيران إلى الحوثيين قد يؤدي إلى تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، ويفتح الباب أمام مواجهات أوسع، لا سيما في ظل التوتر القائم بين طهران والغرب.

اليمن      |      المصدر: تهامة24    (منذ: 6 ساعة | 2 قراءة)
.