ط§ظ„ط´ظٹط® طµط§ظ„ط­ ط­ظ†طھظˆط³.. ظ…ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ط§ظ„ط°ظٹ ظˆط§ط¬ظ‡ طھط±ط³ط§ظ†ط© ط§ظ„ط­ظˆط«ظٹظٹظ† ط­طھظ‰ ط§ظ„ط´ظ‡ط§ط¯ط©

ط§ظ„ط´ظٹط® طµط§ظ„ط­ ط­ظ†طھظˆط³.. ظ…ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ط§ظ„ط°ظٹ ظˆط§ط¬ظ‡ طھط±ط³ط§ظ†ط© ط§ظ„ط­ظˆط«ظٹظٹظ† ط­طھظ‰ ط§ظ„ط´ظ‡ط§ط¯ط©

 في ريمة، الجبل الحصين، ارتقى الشيخ صالح أحمد حنتوس شهيدًا مساء الثلاثاء، بعد مقاومة بطولية استمرت ساعات، واجه خلالها حصارًا وقصفًا عنيفًا شنّته مليشيا الحوثي على منزله في مديرية السلفية، مُستخدمة عشرات الأطقم العسكرية في مشهد أعاد للأذهان أساليب الاحتلال الإسرائيلي في حربه على الشعب الفلسطيني.

الشيخ السبعيني، المعروف بسيرته العلمية والاجتماعية، رفض الرضوخ لمليشيا دموية حاولت إخضاعه بذريعة "تحفيظ القرآن"، فقاومهم وحده، وبجانبه زوجته التي أصيبت بنيرانهم وهي تعبئ له الذخيرة، في مشهد نادر يعيد تعريف البطولة والكرامة.

خاض الشيخ معركته الأخيرة أعزل إلا من إيمانه وسلاح شخصي، رافضًا الاستسلام أو مغادرة منزله كما حاولت ميليشيا الحوثي إجباره على ذلك مرارًا.

ولقي حتفه متمسكًا بمبادئه التي عاش من أجلها، مُقدِّمًا درسًا نادرًا في الصمود والكرامة، جسّده في أفعاله كما علّمه لتلاميذه طيلة عقود.

السبب: تحفيظ القرآن! بدأت القصة حين حاولت مليشيا الحوثي اختطاف الشيخ حنتوس بذريعة تحفيظ القرآن الكريم في مسجده، بعدما كانت قد أغلقت "دار القرآن الكريم" التابعة له قبل سنوات، وصادرت مبانيها وسلمتها لأحد مشرفيها، في حين أبقت المسجد تحت مسؤوليته كخطوة رمزية.

لكن الشيخ، الذي كرّس حياته للتعليم والعمل المجتمعي، رفض الرضوخ.

تمسك برسالته في تعليم الأطفال وتحصينهم ضد أفكار المليشيا، ورفض التوقيع على أي تعهد بوقف أنشطته الدعوية، رغم كل أشكال الضغط والمضايقات التي مورست عليه وعلى أسرته، وكان آخرها إطلاق النار على أسرته أثناء التسوق ومحاولة اغتياله داخل المسجد.

بحسب مصادر محلية، أرسلت مليشيا الحوثي صباح الثلاثاء أكثر من 50 طقماً عسكرياً مدججًا بالسلاح، اقتحمت بها منطقة السلفية، وحاصرت منزل الشيخ كمنطقة عمليات، قبل أن تدفع بتعزيزات مسائية من معسكرات ذمار والسخنة بالحديدة.

وقد استخدمت القصف المباشر ومحاولات الاقتحام المتكررة، بهدف تصفية الرجل الذي أرهقها بموقفه الصلب.

ورغم كل ذلك، استمر الشيخ في مقاومة الحملة بمفرده، مدعومًا فقط بزوجته أستاذة القرآن الشيخة فاطمة غالب المسوري التي أصيبت أثناء الهجوم، لكنها واصلت تعبئة الذخيرة له في مشهد إنساني مؤلم وبطولي في آنٍ معًا، حتى لحظة استشهاده.

وقال حنتوس في تسجيله الأخير: "قصفونا داخل المسجد وحاولوا اغتيالي، والآن يهددني بأنه سيقصف عليّ البيت.

إن شاء الله هي الشهادة، فمن قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد".

كان هذا صوته الأخير.

لم يكن يشكو، بل كان يُعلّم.

يكتب درسَه الأخير من على سطح داره.

المعلم الذي صاغ الجمهورية في نفوس طلابه ولد الشيخ صالح حنتوس في ريمة، وشغل منصب مدير المعاهد العلمية في المحافظة قبل أن تُلغى، فأنشأ بعد ذلك دارًا لتحفيظ القرآن الكريم، احتضن خلالها أيتامًا ومحتاجين في بيته، وكان مع زوجته يقدم لهم التعليم والمأوى والكساء.

منذ الثمانينيات، ظل الشيخ صالح يُعلّم الأجيال قيم الكرامة، وكان يرى في تعليم القرآن مهمة تتجاوز حدود الحفظ إلى بناء الوعي، ولهذا استهدفه الحوثيون كرمزٍ يصعب تدجينه.

وفي هذا السياق، كتب عدنان العديني نائب رئيس إعلامية حزب الإصلاح: "بعض المساءات تلد البطولات.

كتيبة مهام خاصة بكامل عتادها تخرج من صعدة وتتجه صوب ريمة، لا لمواجهة خصم مسلح، بل لمداهمة بيت ريفي يقطنه شيخ مسن تجاوز السبعين، مع نسائه وأحفاده، وصوت لا يزال يعلو بالقرآن.

.

.

".

وأضاف، أن الشيخ حنتوس لم يكن سياسيًا، لكنه ظل يعمل في قلب الفكرة الجمهورية، معلّمًا وصاحب رسالة، ووجهاً من وجوه النظام القيمي الذي حاول الكهنوت سحقه منذ لحظة انقلابه.

" وتابع العديني: "فحين تهاجم ميليشيا مسلّحة معلم قرآن لأنه لم يركع لها، فإن ما يُستهدف هو جوهر الجمهورية: أن يكون الإنسان حراً، وفياً لقيمه، لا تابعاً لإمام ولا خادماً لسلالة".

حنتوس يعيد تعريف الكرامة لم يكن الشيخ صالح حنتوس رجل حزب أو قبيلة أو صراع نفوذ.

كان صوتًا مستقلًا لجمهورية القيم.

رجلٌ أعزل واجه "المسيرة القرآنية" بسلاح القرآن، فأرعبهم، فهاجموه، فانتصر عليهم بالخاتمة.

قصة الشيخ حنتوس لم تنتهِ باستشهاده، بل بدأت من حيث اعتقدوا أنها تنتهي.

سيظل دمه لعنة تطاردهم، وستبقى وصيته درسًا تتناقله الأجيال: أن الكرامة أعلى من السلامة.

.

وأن الجمهورية لا تموت ما دام في الناس شيخ يعلّمها، أو صوت يقول لا.

وقال الناشط زيد الشليف "استُشهد الشيخ صالح حنتوس بعد أن واجه ترسانة الحوثي بمفرده دفاعاً عن عرضه وكرامته.

جيشه الوحيد كان زوجته، التي رغم إصابتها بالصباح، كانت تعبئ له الذخيرة حتى لحظة استشهاده.

.

" وأضاف، "لم يكن له من جرم سوى أنه يعلّم القرآن بلا شعاراتهم، دون أن يتلو صرختهم.

أعاد تعريف الكرامة بدمه، ودافع عن عرضه حتى نال الشهادة كما تمنى، ولم يكن يملك المرافقين ولا الفلل، كما هو حال المشايخ المنبطحين الذين داس عليهم الحوثي وأذلهم.

.

".

بدوره، قال الصحفي كمال حيدرة، إن "الهجوم على شيخ سبعيني يعاني من أمراض مزمنة بكتيبة مسلحة بأسلحة ثقيلة، ليس إلا إعلاناً لطبيعة هذه السلطة: إنها سلطة قهر لا تسعى لتقديم نفسها بشكل جيد، بل لترهيب كل من يفكر بالمقاومة.

وتابع: "الشيخ صالح أراد أن يُكمل حياته كمعلم للقرآن، بينما أرادوا إذلاله وإخراسه.

.

.

لكنه استعصى عليهم، واختار النهاية التي تليق برجل شهم وعنيد".

من جانبه أشار الكاتب يحيى الثلايا إلى أن "الشيخ صالح حنتوس اسم يجب أن يُكتب بالذهب، ويُنقش في جبال ريمة، وفي وجدان كل حر.

.

هذا القيل الشهم أصر أن يبعث رسالة تقول إن شعبنا لم ولن يموت، بعيدًا عن السياسة والتكتيك.

أعلنها من قريته أن الكرامة غالية ودونها تهون الأرواح".

وبالمثل فقد رأى الكاتب الصحفي علي الفقيه، أن الشيخ حنتوس اختار نهايةً تليق برجل يمني.

.

.

لم يسمح لهم برسم خاتمة مذلة له كما فعلوا مع غيره.

وقال: "من لم يعد في عمره متسع، قرر أن يكثف ما تبقى في لحظة واحدة، يعلّم بها تلاميذه الدرس الأخير: قاوم البغي أو مُتْ وأنت تحاول".

بدوره قال كتب الصحفي حسن الفقيه:"هذا شيخي، شيخ كل يمني حر، تجري دماء البطولة في عروقه.

ما فعلوه به لن يُنسى، وما فعله بهم هو الذي انتصر: تحدّاهم بوقوفه، بثباته، بوصيته.

بقيت دماء الشيخ في ذمة كل يمني مؤمن بالجمهورية، وكل كافر بالعبودية".

أما الصحفي عبدالله السامعي فقد أشار إلى أن "التفاوض الحوثي مع الشيخ كان بأن يتعهد بعدم تحفيظ القرآن ويسمح لهم بتفجير بيته.

.

كانوا يريدون منه أن يوقّع على تنازل عن دينه، أن يُقر أمامهم أن تعليم القرآن جريمة"!.

وختم السامعي قائلا: "لم يكن لديهم (الحوثة) شيء اسمه تفاوض، بل تنفيذ للقتل.

.

لكن الشيخ واجههم، وارتقى شهيدًا وهو يعلم أن نهاية الموقف شرف، ونهاية الذل موت بطيء في سجونهم".

اليمن      |      المصدر: يمن سكاي    (منذ: 6 ساعة | 1 قراءة)
.