"نطق بالحق والمبدأ قبل الرحيل".. الشيخ صالح حنتوس آخر دروس الكرامة

"نطق بالحق والمبدأ قبل الرحيل".
.
الشيخ صالح حنتوس آخر دروس الكرامة الأربعاء 02 يوليو 2025 02:31 ص الصحوة نت | خاص في مساء الثلاثاء، كان الشيخ السبعيني صالح حنتوس، يقف في سطح منزله بقرية البيضاء بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، ممسكًا بمواقفه كما تمسك طوال عمره بالمصحف.
لم يكن شيخ القرآن الكريم مجرد رجل يدير دارًا لتعليم كتاب الله، بل رمزًا لأجيال تعلمت منه التلاوة والعقيدة والاعتدال.
لكن مواقفه الرافضة لمليشيا الحوثي وطرق تعليمها ومنهجها السام، وتمسكه بمواصلة التدريس في مسجده رغم إغلاق دار القرآن قبل سنوات، جعله هدفًا مباشرًا في قائمة "العداء للمشروع الاجرامي الإمامي".
فجر الثلاثاء، بدأ القصف.
لم تكن طلقات تحذيرية، بل حملة منظمة نفذتها مليشيا الحوثي طوقت فيها منازل القرية بأكثر من عشرين طقمًا، وأمطرتها بالقذائف، واستمر القصف حتى الليل.
في السابعة مساءً، ارتقى الشيخ شهيدًا.
رواها قريبه هشام المسوري الذي كتب لاحقًا: "استشهد عمي وهو يقاوم في سطح منزله.
حاولت زوجته سحب جثته، لكنها تعرضت للقصف مراراً.
بعد محاولة، استطاعت التسلل وسحب الجثمان ، هي الآن محاصرة مع جدتي التي تبلغ من العمر 85 عامًا، بلا ماء".
زوجة الشيخ صالح حنتوس وفي اتصال هاتفي أُجري معها مساء يوم الاستشهاد، كانت تنزف منذ أكثر من 13 ساعة.
قالت: "قتلوا زوجي وهو في السطح، وأنا مصابة.
حاولت الصعود للتأكد من مصيره، فأُطلقت عليّ النيران وأُصبت مجددًا بشظايا.
حتى خزانات المياه قصفت، رفضوا حتى السماح لنا بقطرة ماء.
" تضيف "رفضت الخروج من المنزل ورفضت حيلة الحوثيين الذين طالبوا مني الخروج لاسعافي".
مستطردة "لا اقبل ان يسعفني أعداء الله".
يقول شهود عيان لـ"الصحوة نت" إن أصوات الانفجارات كانت تُسمع من مسافات بعيدة، وإن ألسنة اللهب كانت تتصاعد طوال الليل.
في زمن صار فيه تحفيظ القرآن جريمة، صار الشيخ صالح شهيدًا.
لم يغادر قريته، ولم يساوم على عقيدته، بل دفع حياته ثمنًا لموقف عاش عليه.
في كلماته الأخيرة التي لم تُسمع، بقي صوته الأوضح: أن يموت الإنسان واقفًا وهو يحمل قضيته مدافعاً عن أهله وبيته، خير من أن يعيش منبطحًا خاضعاً.
قالها في تسجيل صوتي صباحاً ثم نام مساء نومته الأخيرة.