الحوثيون يستعرضون عسكرياً قرب الحدود السعودية في تحدٍّ لمساعي السلام

في تصعيد عسكري خطير، نفذت ميليشيا الحوثي، اليوم الثلاثاء، مناورة قتالية واسعة لما تُسميه "قوة المهام النوعية" التابعة لـ"قوات حرس الحدود"، في محافظة صعدة المحاذية للحدود السعودية، بالتزامن مع تحركات سياسية تقودها الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية لاحتواء التوترات ودفع عملية السلام في اليمن.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أن المناورة جرت تحت شعار "لستم وحدكم"، بمشاركة وحدات رمزية من مسلحي الجماعة، زاعمة أنها تحاكي استهداف مواقع للعدو "الصهيوني"، في محاولة لتقديم نفسها كقوة مقاومة إقليمية.
ويؤكد مراقبون أن هذه المناورة تحمل رسائل سياسية وعسكرية مزدوجة، خصوصًا أنها جاءت بعد يوم من زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى مدينة عدن، كما تزامنت مع أنباء عن وصول السفير أحمد علي عبدالله صالح إلى الرياض، ما يشير إلى تصعيد محسوب يرمي لتثبيت موقع الجماعة في أي ترتيبات سياسية قادمة.
ورأى محللون أن التمرين العسكري الحوثي، الذي نُفذ على مسافة قريبة من الحدود السعودية، يمثل تحديًا صريحًا للجهود الإقليمية والدولية، ويعكس تصعيدًا متعمدًا بالتوازي مع فراغ سياسي تشهده الساحة اليمنية وتنامي الغضب من أداء الحكومة الشرعية.
وتأتي المناورة ضمن سلسلة من العروض العسكرية التي دأبت الجماعة على تنظيمها في المناطق الحدودية، بالتوازي مع استمرارها في خرق الهدنة غير المعلنة من خلال الهجمات الجوية والبحرية.
ويحذر خبراء من أن الجماعة تسعى بهذه الخطوات لفرض نفسها كقوة عسكرية لا يمكن تجاوزها في مشهد ما بعد الحرب، حتى وإن كان ذلك على حساب الأمن الإقليمي والقرارات الدولية.