**توترات الشرق الأوسط وتباطؤ الاقتصاد يضغطان على الأسواق العالمية: خسائر حمراء في وول ستريت وارتفاع الذهب والنفط**

توترات الشرق الأوسط وتباطؤ الاقتصاد يضغطان على الأسواق العالمية: خسائر حمراء في وول ستريت وارتفاع الذهب والنفط شهد الأسبوع الثاني من يونيو تقاطعًا بين التطورات الجيوسياسية والمؤشرات الاقتصادية، مما أحدث تأثيرًا ملحوظًا على أسواق المال العالمية.
ففي ظل تصعيد خطير في التوترات بالشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، تراجع المستثمرون نحو البحث عن ملاذات آمنة، ما اضطر أسواق الأسهم إلى تراجع ملحوظ وسط موجة من الحذر.
تأثير التصعيد الجيوسياسي على الأسواقتزامنت المخاوف من التصعيد المستمر بالشرق الأوسط مع ترقب حثيث لنتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أسفرت عن اتفاق إطارى، على الرغم من محدودية تأثيره في ظل اضطراب المشهد العام.
وأثارت هذه التطورات حالة من عدم اليقين حول مستقبل الأسواق، الأمر الذي انعكس سلبًا على مؤشرات الأسهم التي واجهت خسائر أسبوعية ملحوظة في وول ستريت وأوروبا.
انخفاض الأداء في وول ستريتشهدت مؤشرات وول ستريت أداءً هبوطيًا خلال الأسبوع، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.
32% ليغلق عند 42,197.
79 نقطة مقارنة بمستوى 42,762.
87 نقطة في نهاية الأسبوع السابق.
كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجعًا بنحو 0.
4%، حين أنهى الأسبوع عند 5,976.
97 نقطة بعد إغلاق الأسبوع الأول فوق مستوى 6 آلاف نقطة.
ولم يسلم مؤشر «ناسداك» من هذه النزعات الحمراء حيث أغلق عند 19,406.
83 نقطة مقابل 19,529.
95 نقطة، بخسائر تقدر بنحو 0.
63%.
وأشارت التقارير إلى أن التصعيد بين إيران وإسرائيل، الذي تجلى في ضربات غير مسبوقة شنتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، أثّر على معنويات الأسواق، رغم خفوت حدة المخاوف مؤقتًا بعد الإعلان عن الاتفاق الإطاري في المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.
بيانات اقتصادية متباينة وسط حالة من التفاؤل المحدودعلى الجانب الاقتصادي، ظهرت بيانات أمريكية متباينة، إذ استمر التضخم في التباطؤ الطفيف وحسّنت ثقة المستهلكين، ما انعكس إيجابًا على قراءات استطلاع جامعة ميشيغان الذي سجل ارتفاعًا إلى 60.
5 نقطة في يونيو، متجاوزًا التوقعات.
وفي ظل هذه الإشارات المتفاوتة، بذلت أسهم بعض الشركات جهودًا للارتفاع؛ فقد شهدت أسهم تسلا ارتفاعًا تجاوز 10% عقب بوادر انفراجة في أزمة الرئيس التنفيذي إيلون ماسك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما تراجعت أسهم أبل بأكثر من 3.
5% بعد مؤتمر المطورين الذي لم يرقَ لتوقعات المستثمرين.
الأسواق الأوروبية تحت وطأة المخاوف الجيوسياسيةلم تخلُ الأسواق الأوروبية من تأثيرات التشاؤم، حيث انهى مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي الأسبوع عند 544.
94 نقطة بانخفاض نسبته 0.
68%، فيما تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 3.
20% ليغلق عند 23,516.
23 نقطة.
وتعكس هذه الخسائر الحساسية العالية للاقتصاد الألماني أمام التقلبات الخارجية.
وفي المقابل، سجل مؤشر فوتسي البريطاني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.
14%، فيما انخفض مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.
54%.
ارتفاع أسعار الطاقة والمعادن الثمينةتزامنت المخاوف من توترات الشرق الأوسط مع ارتفاع أسعار النفط؛ فقد سجل خام برنت مكاسب أسبوعية تجاوزت 11% ليصل إلى 74.
23 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت أسعار الخام الأمريكي بنسبة تزيد عن 13 لتصل إلى 72.
98 دولارًا للبرميل.
كما شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 4%، حيث وصل سعر الذهب الفوري يوم الجمعة إلى 3,428.
10 دولار للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3,452.
80 دولار، مقتربة من أعلى مستوى قياسي مسجل في أبريل.
ختام وتطلعات مستقبليةمع استمرار حالة عدم اليقين وسط التطورات الجيوسياسية والتجارية، يبقى مستقبل أسواق المال متوقفًا على مسار الأحداث المحتمل، حيث تسعى الأطراف المختلفة إلى احتواء التصعيد بينما يعيد المستثمرون تقييم رهاناتهم في ظل أجواء من الحذر والترقب.