دراسة تنبش في نضال المرأة الريفية

أكدت دراسة حديثة وردت ضمن العدد الأخير من مجلة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، التي تصدر عن المركز الديمقراطي العربي، تحت عنوان “المرأة والمقاومة بالريف خلال فترة الاستعمار الإسباني”، للباحثة في التاريخ الاجتماعي حنان الزاهر، أن “المرأة المغربية لعبت أدوارا هامة ومحورية في المقاومة الشعبية للمستعمر، التي خاضها المجاهدون بمنطقة الريف ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني مع بداية القرن العشرين”.

وأضاف المصدر ذاته أن “المرأة المغربية ساهمت في حركة المقاومة وعمليات جيش التحرير ضد الاستعمار في مختلف أنحاء المملكة، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، وناضلت إلى جانب أخيها الرجل بأشكال مختلفة ومتعددة، أكدت فيها شعورها وحسها الوطني وغيرتها على المقدسات الوطنية”، لافتة إلى أن “المغربيات في الريف ساهمن في المقاومة العسكرية، وذلك بالدعوة إلى الجهاد وتحفيز الرجال على المقاومة”، إضافة إلى مشاركة المرأة الريفية “في بعض المعارك دفاعا عن قبيلتها وأرضها التي يسعى المستعمر لاحتلالها”.

وأشارت الدراسة وجود “هناك صمت وتهميش للمشاركة النسوية في المقاومة بالريف، وربما ذلك راجع لعدة أسباب، يمكن أن تكون من بينها العقلية الذكورية السائدة بشكل كبير في مناطق الريف المغربي”، مشددة على أن الكثير من النساء شاركن في حرب التحرير وخلدن أسماءهن في المقاومة الريفية، ومن أشهر المجاهدات: خدوج التجالة الورداسية، خدوج السرسوري التازرورتية وصروخة الكرفطية وغيرهن”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ومن الأدوار التي كانت تقوم بها المرأة خلال المعارك، ذكر المصدر ذاته “حمل الماء وصعود الجبال الوعرة لسقي المجاهدين حينما يشتد بهم العطش، وإسعاف الجرحى وتضميد جروحهم بطرق تقليدية، إضافة إلى نقل وحمل السلاح من مكان لآخر، اعتبارا للمرونة التي كانت تمارس تجاههن في مناطق التفتيش”، كما كانت المرأة تقوم بـ”قطع الطريق على المستعمر عبر طمس آثار أقدام المجاهدين وتحريض المقاومين على القتال، والسخرية ممن تخلفوا عن ذلك”.

في سياق آخر، رصدت الوثيقة مشاركة المرأة الريفية في المقاومة من خلال الأشعار الشفوية، مسجلة أنه “يمكن اعتماد الشعر الشفوي كمصدر لكتابة جوانب من تاريخ المقاومة النسائية، وهو ما يطلق عليه اسم شعر المقاومة، الذي ما فتئت المرأة الريفية تكتل أشعارا محفزة للمقاومين بهدف تحريضهم ومساعدتهم على القتال والوقوف في وجه المحتل”، مشددة على أن “شعر المقاومة يعد شكلا من أشكال المقاومة، وهو من بين المصادر التي لا غنى عنها للباحث لأنها تعطي صورة حية عن مجريات النضال الذي خاضت فيه النساء المقاومات إلى جانب الرجال”.

وخلصت الدراسة إلى أن “المرأة بالريف ساهمت بشكل كبير في حرب التحرير التي قادها المجاهدون بالشمال ضد المستعمر الإسباني، حيث إن عمل المرأة لم يقتصر فقط على أعمال البيت كأم وزوجة فقط، بل اخترقت المجال الخارجي ونحتت مكانها في مجال الإنتاج وشاركت في الأعمال الفلاحية المضنية وبصمت بصمتها في مجال السياسة والجهاد والحروب”، مؤكدة أن “إعادة قراءة تاريخ المقاومة النسائية بالمغرب عموما، والريف خصوصا، يعتبر ضرورة ملحة وواجبا وطنيا وضرورة أكاديمية يمليها الائتمان على الموروث التاريخي والوفاء لنضالات المرأة المغربية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أيام | 4 قراءة)
.