"السرعة" و"التخفي" يدفعان شبكات المخدرات إلى الاعتماد على القوارب المطاطية

شكل إحباط الحرس الإسباني محاولة قارب مطاطي نقل طنين و345 كيلوغراما من مخدر الشيرا، بمساعدة من المديرية العامة لمراقبة التراب المغربية (DST)، مناسبة لإلقاء الضوء على استمرار شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود في الاعتماد على هاته الوسيلة.

القارب الذي تم اعتراضه كانت حمولته تتجاوز طنين، ما يؤشر على “استمرار وضع المنظمات المافيوية هذه الوسيلة في مقدمة خياراتها لتنفيذ عملياتها الإجرامية على الرغم من تطور عمليات المراقبة، ونجاح السلطات المغربية والإسبانية في التصدي لها”.

وبحسب بلاغ للحرس المدني الإسباني، فإن “العملية التي أسفرت أيضا عن اعتقال مهربين اثنين، يبلغان من العمر 36 و26 عاما، تمت بفضل معلومات مقدمة من المديرية العامة لمراقبة التراب المغربية (DST)”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} واستعمال القوارب المطاطية ليس بالأمر الجديد على منظمات التهريب العابرة للحدود التي تنشط بين إسبانيا والمغرب؛ فقد طال اعتمادها على هاته الوسيلة على الرغم من لجوئها منذ فترة كورونا إلى بدائل جديدة على غرار الطائرات بدور طيار “درون”، و”الهيلكوبتر”.

ويبلغ طول القارب الذي تم التصدي له أمس الاثنين، بحسب المصدر سالف الذكر، 7 أمتار، وهو ومزود بمحركين وهاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية، وجهازين لتحديد المواقع (GPS)، والعديد من الهواتف المحمولة.

حسن سعود، خبير أمني واستراتيجي، قال إن “السر وراء ذلك يعود إلى السرعة وتقليص المدة الزمنية التي تجعل عمل هاته المنظمات ينتهي بدون تأخر”.

وأضاف سعود، في تصريح لهسبريس، أن “استعمال هاته المنظمات القوارب المطاطية طيلة سنوات، راجع إلى رغبتها في إيصال الحمولات في أقرب مدة ممكنة”، مشيرا إلى أن “المنظمات الإجرامية العابرة للحدود تبحث عن أي وسيلة حتى لو كانت تقليدية من أجل الوصول بسرعة”.

وأورد المتحدث أن “الإجرام دائما له مدة يسبق بها المؤسسات الأمنية التي تحاربه؛ فدائما يبحث ويخترع الجديد لتسهيل عملياته”، مبينا أن تشديد الخناق عليه في جهة ما يدفعه للبحث في جهة أخرى، وهذه “قاعدة عامة في الإجرام الدولي”.

وأوضح الخبير الأمني والاستراتيجي أن ما يجب فهمه باختصار حول استمرار منظمات تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا في استخدام القوارب المطاطية، هو “السرعة ثم السرعة”، مشددا على أن “تقليص عامل الزمن لأكبر حد ممكن، هو هدف هؤلاء الأشخاص الرئيسي”.

ووفق الشرقاوي الروداني، أستاذ جامعي خبير استراتيجي وأمني، فإن الحل الأبرز لمحاربة القوارب المطاطية التي ما تزال مفضلة لهاته المنظمات، “هو العمليات الاستخباراتية”.

وصرح الروداني لهسبريس بأن “القوارب المطاطية لها قدرات على التخفي، ويصعب في الواقع رصدها بسبب سرعتها الكبيرة، والحل هو استباق عمليات استغلالها من التنسيق الاستخباراتي”.

وأضاف أن “القوى الأمنية عبر العالم يصعب عليها أن تترصد المجالات البحرية الشاسعة بشكل كامل، وهو أمر يدفع هاته المنظمات إلى استغلال القوارب المطاطية دائما”.

وأكد الخبير الأمني أن “مواجهة القوارب المطاطية تكون عبر العمل الاستخباراتي، وتكثيف التنسيق مع الشركاء الإقليميين لتبادل المعطيات الخاصة بتحركات هاته المنظمات”.

وشدد الروداني على أن “القوارب المطاطية تمكن المنظمات من خاصيات عديدة، فبالإضافة إلى التخفي والسرعة، يمكن تجميعها والتنقل بها بشكل سلس في البر، وهذه خاصية أخرى تصعّب مهمة رصدها”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 4 قراءة)
.