بلاناس: "سيام" ملتقى لتبادل الخبرات.. المغرب وإسبانيا يواجهان تغيرات المناخ

تشارك إسبانيا هذه السنة ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته السادسة عشرة كضيف شرف، وتحضر بحوالي 35 شركة فلاحية، في ظل أوج العلاقات بين البلدين، خصوصا في الشق الاقتصادي، نظير الشراكة الفلاحية التي تجمعهما ومازالت تعطي ثمارها، وفقا لما تؤكده أرقام التبادل الفلاحي بين مدريد والرباط.

وتجسدت المشاركة الإسبانية في حضور وزير الفلاحة والتغذية الإسباني لويس بلاناس ضمن فعاليات الدورة الحالية من المعرض، الذي يعد ملتقى عالميا ومن أهم الملتقيات الفلاحية على المستوى العالمي، بالنظر إلى عدد العارضين الذي يصل إلى حوالي 1500 عارض من دول مختلفة، فضلا عن عدد الزوار الذي يرتقب أن يصل إلى حوالي مليون زائر.

وقال بلاناس، ضمن كلمة ألقاها خلال الندوة الافتتاحية للمعرض تحت عنوان “البحث الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية”، إنه “لمن دواعي الشرف والفخر مشاركة إسبانيا كضيف شرف في فعاليات هذا المعرض الذي يعد متميزا بالمملكة والقارة الإفريقية ككل”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأكد الوزير ذاته أن “إسبانيا مهتمة بشكل كبير بالمعرض باعتباره يشكل ملتقى لتبادل الخبرات والتجارب، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تتعلق أساسا بالقطاع الفلاحي، كما يشكل ورشا مفتوحا للتعاون بين دول جنوب أوروبا وشمال إفريقيا تحديدا”.

وانخرط المسؤول الحكومي الإسباني في موضوع الندوة مباشرة، موردا: “اليوم نعيش ضمن سياق جد دقيق ومرحلة مفصلية في تاريخ الزراعة بالعالم ككل، خصوصا مع الصدمات التي نتجت عن التغيرات المناخية التي باتت متواترة، ما يثير بشكل مباشر مواضيع السيادة الغذائية للدول”.

وأوضح بلاناس: “الاشتغال من أجل تجاوز هذه الظروف يمكن أن يتم عبر عدد من المستويات، بما فيها البحث العلمي الذي يظل حاجة أساسية نؤمن بها نحن كأوروبيين، وتحديدا كإسبانيين، وبالأهمية الكبرى التي تكتسيها كذلك، فضلا عن التوجه نحو أنظمة زراعية مستدامة وتراعي التغيرات المناخية القائمة”، لافتا إلى أن “المعرفة العلمية تلعب دورا مهما في هذا الصدد”.

كما أبرز المتحدث “ضرورات الاستغلال الأفيد للموارد الطبيعية المتاحة، في وقت تعاني مجمل الدول من تقلبات المناخ وتراجع منسوب التساقطات المطرية، بشكل بات مقلقا ومهددا للسيادة الغذائية، ما بات معه من اللازم البحث عن كافة الطرق والبدائل التي ستمكن من التكيف مع هذه الأوضاع”، مشيرا إلى “الحاجة الملحة إلى ترشيد استهلاك المياه واستعمالها المعقلن”.

وزاد بلاناس: “الصعوبات المناخية اليوم هي صعوبات كبرى وتحتاج إلى حلول كبرى ومتناسبة معها، وهو ما نتطلع إليه من خلال الاشتغال جماعة على إيجاد الحلول المناسبة والكفيلة بضمان سيادتنا الغذائية”، لافتا إلى أن “هذا الموضوع يحتاج إلى تطوير التعاون بين أوروبا وإفريقيا، وبين إسبانيا والمغرب بطريقة ثنائية ومباشرة”.

وبيّن الوزير الإسباني أن “الأمر يتطلب كذلك مواصلة الاشتغال ليس فقط على مستوى البحث العلمي، بل على مستوى ضمان السيادة الغذائية للبلدين وللقارتين وللعالم أجمع، في وقت تعيش القارتان الإفريقية والأوروبية القدر نفسه، وبالتالي هما مطالبتان بالتعاون المشترك”.

وسجل المسؤول الحكومي ذاته أن “إسبانيا والمغرب بإمكانهما تقديم أجوبة عن التساؤلات والتحديات التي تطرحها التغيرات المناخية في علاقتها بالسيادة الغذائية للبلدين، إذ إن التعاون في مجال البحث العلمي وتعزيز الموارد المرصودة له كفيل بالوصول إلى نتائج مهمة تتوافق مع حجم التحديات المطروحة”.

كما أشاد بلاناس بـ”المجهودات التي تقوم بها الشركات الفلاحية المغربية في إطار التحول نحو الزراعات الإيكولوجية ودعم الإنتاج المستدام بشكل يمكن من الحفاظ على الأمن الغذائي للمغرب”، منوها كذلك بالإستراتيجيات الفلاحية التي اعتمد عليها المغرب خلال الفترة الأخيرة.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 4 قراءة)
.