المفوضية الأمريكية في طنجة تحتفي بتصدي رابحة الحيمر للزواج المبكر

في جو رمضاني وذي نكهة حقوقية جرى، مساء أمس الخميس، بمقر المفوضية الأمريكية في مدينة طنجة، تنظيم نشاط احتفالي يتضمن إفطارا جماعيا وأنشطة أخرى احتفاء برابحة الحيمر، التي توجت مؤخرا بجائزة اللجنة الدولية للمرأة لسنة 2024 التي تقدم سنويا للنساء الملهمات على المستوى العالمي.

وحضر الحفل كل من بونيت تالوار، السفير الأمريكي في المغرب، إلى جانب جينيفر راساميمانانا، مديرة المفوضية الأمريكية بالمملكة، علاوة على عدد من المسؤولين المغاربة على الصعيد الجهوي؛ بمن فيهم يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتكريما نظير إنجازها، تم كذلك عرض شريط فيلمي يحكي عن قصة رابحة التي كانت ضحية للزواج المبكر، حيث تزوجت في سن الـ14 وبدون إبرام عقد.

وكافحت رابحة من أجل أن تنال ابنتُها الصغيرة (2004) نسب والدها، تزامنا مع الانتقال من مدونة الأحوال الشخصية إلى مدونة الأسرة.

ولأجل هذه الغاية، خاضت الأم معركة قضائية تمكنت من خلالها من نيل مرادها.

وألهمت تجربة المرأة القاطنة بضواحي البيضاء عددا من الفاعلين في مجال السينما والتلفزيون؛ فقد حولت البريطانية ديبورا بيركين، منذ سنوات، قصتها إلى فيلم وثائقي بعنوان Bastards، نال فيما بعد جوائز دولية.

وبفعل قصتها هذه التي جسدت معاناة النساء مع الزواج المبكر وغير الموثق، جرى اختيارها خلال بداية شهر مارس الجاري للفوز بجائزة النساء الشجاعات لسنة 2024، إذ استقبلها بالعاصمة الأمريكية واشنطن كل من وزير الخارجية أنطوني بلينكن وزوجة الرئيس الحالي بايدن.

وفي هذا الصدد، علقت رابحة الحيمر، الفائزة بالجائزة والمعنية بالتكريم على الاحتفال بها بطنجة، قائلة:” صراحة أنا جد فخورة بكل هذه الحفاوة بي كسيدة مغربية، فأنا اليوم أتواجد بين مسؤولين مغاربة وأمريكيين كبار احتفوا بي بطريقة مبهرة، وهو شرف لي بطبيعة الحال”.

وأضافت الحيمر، في تصريح لهسبريس، أن “اختيارها كفائزة بجائزة المرأة الشجاعة على المستوى العالمي يشكل مبعثا على الفخر بالنسبة لها.

كما يشكل كذلك مبعث فخر للمرأة المغربية ككل المجتهدة والتي تحاول فرض نفسها على مستوى مختلف المجالات المجتمعية”.

ولفتت المتحدثة إلى أن “التتويج بهذه الجائزة يعد رسالة لباقي النساء المغربيات اللواتي يبقين ضحايا للزواج المبكر أو زواج الفاتحة؛ فهي وضعية مجتمعية جد صعبة، وأتمنى ألا يكررن تجربتي، فقد عانيت كثيرا وتأثرت صحيا، لكن في الأخير استطعت المقاومة من أجل نيل مرادي”.

من جهته، قال بونيت تالوار، السفير الأمريكي بالمغرب، إنه “من دواعي السرور والفخر الحضور اليوم خلال هذا الحدث الذي يحتفل برابحة الحيمر التي أبانت عن مغربيتها وكينونتها النسائية الخالصة، حيث تمكنت بفعل عزمها وشجاعتها من التتويج عالميا، وحظيت على إثر ذلك باستقبال خاص من وزير الخارجية أنطوني بلينكن وزوجة الرئيس بايدن”.

متحدثا لهسبريس، أثنى تالوار على رابحة معتبرا إياها “نموذجا للمرأة الشجاعة والمكافحة التي لا تتوانى في مجابهة كل المصاعب؛ فهي نموذج للمرأة المغربية الكفؤة والساعية إلى تمتيع نفسها وعائلتها بحقوقها”، موضحا أن “هذا التتويج يأتي في وقت تبذل المملكة جهدا كبيرا بغرض إحقاق المساواة الفعلية بين الرجال والنساء على جميع المستويات”.

بدورها، قالت جينيفر راساميمانانا، مديرة المفوضية الأمريكية بطنجة، إن “اللقاء المنظم اليوم جاء احتفالا برابحة الحيمر التي تظل امرأة مغربية قوية جدا وشجاعة، وهي كذلك موظفة هنا بالمفوضية”، لافتة إلى أن المحتفى بها “فازت، خلال الأسابيع الماضية، بالجائزة الدولية للمرأة القوية والشجاعة؛ وهي تستحق ذلك نظير كفاحها وشجاعتها”.

وأضافت راساميمانانا، في تصريح لهسبريس، أن “شجاعة رابحة مكنتها من إثبات نفسها وطنيا ودوليا، حيث قادها ذلك إلى الوصول إلى التراب الأمريكي من أجل تسلم الجائزة من أيدي مسؤولين أمريكيين كبار؛ فنحن اليوم أمام قصة قوية ومعبرة جدا وملهمة كذلك”.

المسؤولة الأمريكية أبرزت كذلك أن هذه المرأة، ذات 37 سنة، تمثل “المرأة المغربية الشجاعة التي تغامر وتفكر في مستقبلها ومستقبل عائلتها وتسعى جاهدة إلى أن تظفر بحقوقها وعدم تعرضها للهضم من طرف أي كان، وهي قدمت تضحيات كبيرة نتيجة لوضعها الأسري الخاص”، متابعة: “نحن لا نحتفل برابحة فقط؛ بل نحتفل اليوم بكل النساء المغربيات اللواتي يعبرن عن إصرارهن من أجل الظفر بحقوقهن كاملة”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 4 قراءة)
.