الطقس يفاقم محنة سكان مناطق الزلزال.. والسلطات تتقدم في معالجة الشكايات

في الوقت الذي استبشر فيه المغاربة خيرا بالتساقطات المطرية والثلجية الأخيرة، لم تكن ساكنة المناطق التي مسها زلزال ثامن شتنبر الماضي لتتقاسم معهم الإحساس ذاته، حيث أدركتها هذه التساقطات وهي لا تزال تحت الخيام، منتظرة تسريع وتيرة إعادة الإعمار.

ووفقا للمعطيات التي وفرتها العامة للأرصاد الجوية، فإن الطقس سيظل “باردا إلى غاية نهاية الأسبوع، حيث ستكون مناطق متفرقة من المملكة على موعد مع تساقطات مطرية، بما فيها مناطق الأطلس، على أن تعرف مرتفعات الأطلس والريف تساقطات ثلجية نهاية الأسبوع الجاري”.

وأكدت فعاليات مدنية بالمناطق المتضررة من الزلزال “ارتفاع منسوب المعاناة تزامنا مع التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة، حيث جاءت في وقت لا تزال فيه عملية إعادة التأهيل والإعمار تعرف نوعا من البطء”، مؤكدة الحاجة الماسة إلى “تسريع العملية ومواكبة الساكنة خلال هذه الفترة مضطربة المناخ”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} في هذا الصدد، قال محمد بلحسن، منسق متضرري الزلزال بأمزميز، إن “معاناة الساكنة المحلية لا تزال مستمرة، حيث ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة وحتى الثلجية في تعميق معاناتها، على اعتبار أنها لم تتمكن بعد من العودة إلى حياتها الطبيعية رغم كوننا استنفدنا الـ6 أشهر الأولى على الواقعة”.

وأورد بلحسن، في تصريح لهسبريس، أن “حتى مشكل التعويضات الحكومية، في شقيها، لم يتم بعد تسويته، على اعتبار أن هناك من المواطنين ممن يزالون ينتظرون جوابا من السلطات حول شكايات تقدموا بها في وقت سالف مؤكدين أحقيتهم في الاستفادة”، مشيرا إلى أن “نسبة من الساكنة المحلية بمنطقة أمزميز هي التي تمكنت من إزالة الركام، يمكن أن تصل إلى 25 في المائة”.

وذكر المتحدث ذاته أنه “لم يتم بعد الوصول إلى تقدم ملموس مقارنة مع ما كان مرجوا؛ فالبطء لا يزال العنوان الأبرز في هذا الصدد، حيث لا يمكن بأي شكل كان نكران الواقع المُعاش بالمنطقة، خصوصا في ظل برودة الطقس وإمكانية ازدياد منسوب البرودة خلال الفترة المقبلة”، داعيا إلى “تكثيف الجهود من أجل إخراج عشرات الآلاف من المواطنين من هذه الحالة التي يعيشون عليها لمدة تجاوزت نصف السنة”.

من جهته، قال عبد الحميد بجيح، الناطق الإعلامي باسم تنسيقية الحوز التابعة للائتلاف المدني من أجل الجبل، إنه “بالنظر إلى مرور أزيد من ستة أشهر على واقعة الزلزال فإن القول ببطء عملية إعادة الإعمار والتأهيل جائز، حيث ما زالت الساكنة المتضررة تنتظر العودة إلى حالتها الطبيعية والحصول على مساكن؛ وهو ما يتضح أنه لا يزال بعيد المنال”.

وأكد بجيح، في تصريح لهسبريس، أن “سوء الأحوال الجوية زاد من تعقيد المأمورية على المحليين، على اعتبار أن المناطق المتضررة من زلزال الثامن من شتنبر، شأنها في ذلك شأن جميع مناطق المملكة، تعرف هذه الأيام تساقطات مطرية وحتى ثلجية، ونحن نعرف أساسا أن غالبية المناطق المتضررة من الزلزال هي مناطق جبلية ترتفع عن سطح البحر بأزيد من ألف متر”.

وأورد المتحدث ذاته أن “البقاء تحت الخيام البلاستيكية في ظل هذه الأجواء يظل مغامرة، إذ يبقى عدد من أرباب الأسر مضطرين إلى المكوث بهذه الخيام عوضا عن الالتحاق بالعمل خارج الإقليم تحسبا لأي طارئ لكون إعادة البناء لم تتم بعد”، خالصا إلى أن “موجة التضامن السابقة قد تلاشت، في وقت لا يمكن الاستمرار في العيش داخل الخيام البلاستيكية”.

خلافا لذلك، كشف مصدر من جماعة أغواطيم بإقليم الحوز أن “الأمور بدأت في التحسن مقارنة بالماضي، حيث جرى النظر في مختلف المشاكل التي كانت مطروحة في وقت سابق، على اعتبار أنه تمت الاستجابة بنسبة معتبرة للشكايات التي كانت واردة على السلطات الجماعية والإقليمية”.

المصدر ذاته أبرز، في تصريح لهسبريس، أن “ذوي الحقوق قد استفادوا من التعويضات التي أقرتها السلطات الحكومية؛ بما فيها التعويضات الشهرية وتعويضات الترميم أو إعادة البناء”، لافتا إلى أن “السلطات المحلية تأخذ بعين الاعتبار مسألة برودة الطقس، وهنالك تأهب لأي تطور في هذا الإطار”.

وفيما يخص المعلومات التي تتحدث عن 70 مترا كقياس للمنازل المنتظر بناؤها، بيّن المصدر الجماعي نفسه أن “الأمر صحيح”، على اعتبار أن “هذه القياسات هي التي تم تحديدها من قبل السلطات المكلفة بذلك، وهي تظل، رغم من كونها أقل من السابق، كافية للأسر المتضررة على حسب عدد أفرادها”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 5 قراءة)
.