مسؤولون ينادون بتثبيت قيمة "التسامح المتبادل" كآلية للعيش المشترك

في أول نشاط ثقافي وفكري لها، نظمت الجمعية المغربية لجوقة الشرف ندوة فكرية خصصتها لموضوع “التسامح المتبادل”، شدد المشاركون فيها على أهمية هذه القيمة وعلى ضرورة تكريسها في المجتمع كآلية للعيش المشترك.

نور الدين بنسودة، الخازن العام للمملكة، قال، في تقديم الندوة، إن موضوع التسامح المتبادل يهم المجتمع ويكتسي أهمية بالغة ويدفع الجميع إلى المشاركة لتحقيق المشروع المجتمعي المشترك.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأضاف بنسودة أن اختيار موضوع التسامح المتبادل جاء في ظل ما يشهده العالم، اليوم، من توسع العولمة وتكاثف الاتصال بفضل الرقمنة، مبرزا أن هذا الوضع يتيح فرصا كثيرة؛ ولكنه يتسم أيضا بكثير من القيود، كما أن له تأثيرا على القيم المؤطرة للمجتمعات.

وأشار المتحدث ذاته في هذا الصدد إلى أن الأنترنيت والشبكات الاجتماعية التي تتيح قنوات تعبير بدون حدود، تحفل بتعبيرات وآراء تصب في تحطيم الآخر، مؤكدا أن غياب النقاش الذي يقود إلى التفكير والعقل سيُفقد العالم الكثير.

قال أندريه أزولاي، المستشار الملكي، إن المغرب يلعب دورا نموذجيا في مجال تكريس قيمة التسامح والتعايش، معبّرا عن تفاؤله بأن تتكرّس هذه القيمة بشكل أكبر في صفوف الأجيال الصاعدة.

وأضاف أزولاي، خلال الندوة، إن المغرب لم يعالج كل الأسئلة المتعلقة بالتسامح؛ ولكنه يعرف دينامية فريدة ونموذجية في هذا الصدد ويشكل نموذجا في المنطقة.

وذهب المستشار الملكي إلى أن المكانة التي يوجد عليها المغرب اليوم سوف تتطور أكثر مستقبلا في اتجاه مزيد من الانفتاح بفضل القيم التي تحملها الأجيال الصاعدة، والتي قال إنها تصنع مستقبلها متمسكة بجذورها الأصلية، ومنفتحة في الآن نفسه.

من جهته، قال عبد الله ترابي، صحافي مغربي، إن المجتمع يعيش تحولا كبيرا في علاقته مع “الآخر”، وأن مجتمعنا يتجه نحو “علمنة” اختياراته وعدم إقحام الدين في باقي شؤون الحياة.

وأشار ترابي، وهو أيضا دكتور في العلوم السياسية، إلى أن المغاربة مرتبطون بالدين، وغالبيتهم مسلمون؛ لكنهم يفرقون بين الخطاب السياسي الديني وبين السياسات الأخرى، الاقتصادية والاجتماعية… معتبرا أن هذا التحول “هو أكبر ثورة نعيشها اليوم”.

وتوقف المتحدث ذاته عند مسألة قبول التنوع وقبول الآخر، قائلا إن الأجيال السابقة عانت من سيادة خطاب في المجتمع مناهض لهذه القيمة، وكانت تُشحن عبر المناهج الدراسية بخطابات مضاد للتسامح ورافض للآخر.

واعتبر الباحث المتخصص في العلوم السياسية أن هذا الوضع تغيرا كليا، الآن، وهناك تحول كبير في المجتمع في ما يتعلق بالعلاقة مع الأديان الأخرى، ومع “الآخر”، على حد تعبير.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 42 قراءة)
.