أطر تمريضية تساهم بالجهود والمال في إنجاح عملية التلقيح ضد الجائحة

وسط إقبال كبير للمغاربة على التلقيح ضد فيروس كورونا، وخلْف الانتقادات التي تطال تدبير تنظيم عملية التلقيح، والتي تشوبها في كثير من الأحيان فوضى ناجمة عن الاكتظاظ، تمور صدور الممرضات المكلفات بالتلقيح باحتجاج صامت على الأوضاع التي يشتغلن فيها.

داخل قاعة الرياضات التي تتم فيها عملية التلقيح في حي الغرابلية بمدينة سلا، لا توجد سوى طبيبة واحدة وممرضتان رئيسيتان، يؤدّين واجب تلقيح المواطنين الذين يفدون على المكان بالمئات كل يوم، والذين يتراوح عددهم بين ألف وألف ومائتين كل يوم.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} لحسن حظ الممرضات المكلفات بعملية التلقيح في قاعة الغرابلية أن الأطر الصحية للجيش تشارك في عملية تسريع عملية التلقيح؛ بينما وزارة الصحة لم تجد من بُدّ، لسد الخصاص الكبير الذي يعاني منه الطاقم التمريضي المكلف بالعملية، سوى الاستعانة بممرضات متدربات، “وإلا كنا غادي ناكلو الدق”، تقول ممرضة لهسبريس.

وإذا كانت الممرضات المكلفات بعملية التلقيح ضد فيروس كورونا يؤدّين مهامهن في نكران تام للذات، من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا، فإن المثير للانتباه هو أنهن لا يبذلن جهدا جسديا ومعنويا فحسب، بل يقدّمن مقابلا ماديا من جيوبهن لإنجاح العملية.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن الممرضتان الرئيسيتان المكلفتان بعملية التلقيح في قاعة الرياضات الغرابلية بمدينة سلا تجمعان مساهمات مالية يقدمانها إلى الممرضات المساعدات، على اعتبار أن هؤلاء لا يحصلن على أي تعويض من طرف وزارة الصحة لقاء العمل الذي يؤدّينه.

تقول إحدى الممرضات إن الحل الوحيد أمامهن هو تقديم دعم مالي لهن، من أجل تحفيز زميلاتهن المساعدات على مواصلة أداء مهمتهن التي تتم في ظروف صعبة بسبب الضغط الناجم عن أعداد الملقحين وصعوبة التعامل مع الفئة الشابة التي يتم تلقيحها حاليا، بعدما كانت العملية تتم بنوع من السلاسة مع الفئات العمرية الأكبر سنا.

ولاحظت هسبريس، خلال زيارتها لمركز التلقيح ضد كورونا في قاعة الرياضات الغرابلية، عدم توفير وزارة الصحة حتى لقنينات الماء لفائدة الأطقم الصحية المكلفة بعملية التلقيح، والتي تتم في جو حار داخل القاعة المكتظة بالمواطنين.

وفيما يخصّ التغذية، تحصل الممرضات المكلفات بعملية التلقيح على وصلين لوجبتيْن بقيمة ثمانين درهما لكل وصل في اليوم؛ لكن المطعم المتعاقد معه يوجد في حي أكدال بمدينة الرباط، ويتعين عليهن الانتقال إلى عين المكان لتناول وجباتهن؛ وهو ما يتعذّر عليهن نظرا لاستمرارهن في المداومة إلى الساعة الرابعة، وبالتالي يدّخرن الوصولات التي يحصلن عليها للاستفادة منها في وقت لاحق.

وعلى غرار الممرضات، يشتغل أعوان السلطة المكلفون بتنظيم عملية التلقيح، بدورهم، في ظروف صعبة، خاصة في ظل غياب أي تحفيزات مالية، على الرغم من أنّ عملهم المكثف والمتواصل على جبهة مواجهة جائحة فيروس كورونا انطلق منذ شهر مارس 2020 ولا يزال مستمرا إلى اليوم، بدون توقف.

يقول عوْن سلطة من المكلفين بتنظيم سيْر عملية التلقيح في قاعة الرياضات الغرابلية بمدينة سلا، في حديث لهسبريس، وجبهته تتفصد عرقا: “ها انت كتشوف، مكيناش تا قرعة د الما، وما كاينش تحفيز مالي، ولكن هانية، نصبرو ونتقاتلو، حيت المهم هو مصلحة بلادنا”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 32 قراءة)
.