غزة -الزمان -القاهرة -مصطفى عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن مصر وقطر كثفتا في الأيام الأخيرة من جهودهما لإتمام صفقة تبادل الأسرى و وقف إطلاق النار بين حماس و إسرائيل. و في هذا الإطار عقد وزيرا الخارجية لمصر و قطر إجتماعا في القاهرة إتفقا خلاله على خطة عمل مشتركة لإتمام صفقة الهدنة و تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل بعد إعلان ترامب موافقة إسرائيل على المقترح القطري القائم على هدنة 60 يوما يتم خلالها التفاوض لعقد صفقة لوقف دائم لإطلاق النار و إدخال المساعدات و تبادل الرهائن واضاف المصدر أن الطرفان أجريا إتصالات مع الإدارة الأمريكية لمطالبتها بالضغط على إسرائيل لإتمام الصفقة.
كما طالب الطرفان حركة حماس بإبداء المرونة في التعامل مع الصفقة الجديدة لأن القادم سوف يكون أسوأ مع تعهد الطرفين بتكثيف جهودهما لتحويل الهدنة إلى وقف إطلاق نار دائم و إنسحاب إسرائيل من غزة.
و كشف المصدر وجود وفد أمريكي من إدارة ترامب في مصر منذ عدة أيام لمواصلة المفاوضات و لم يستبعد المصدر قيام السيسي بزيارة الولايات المتحدة عقب التوصل إلى إتفاق .
و أوضح المصدر أنه رغم الإعلان عن قرب التوصل إلى إتفاق إلا أن نتنياهو يحاول عرقلة الصفقة خوفا من إنتهاء مستقبله السياسي في حالة إتمام الصفقة إلا أن الإدارة الأمريكية تحاول طمأنة نتينياهو بأنها ستعمل على وقف محاكمته في الداخل و الخارج بما يسمح بإنتهاء حياته السياسية دون أزمة.
في السياق ذاته أوضح محمود مرداوي القيادي بحركة حماس في تصريحات خاصة للزمان أن تصريحات الرئيس ترامب حول إتمام الصفقة يوجد بها نوع عن التهويل و إن الحركة لم تتلق حتى الآن أية مقترحات جديدة ذات طابع عملي .
و شدد على أن موقف الحركة لا يزال ثابتا في ضرورة وقف إسرائيل المجازر التي ترتكبها في حق الفلسطينيين في قطاع غزة خاصة فيما يتعلق بإستهدافهم عند مراكز تقديم المساعدات ، و أكد أن أي إتفاق يجب أن يتضمن وقف دائم لإطلاق النار و إنسحاب قوات الإحتلال و إدخال المساعدات. و أضاف طاهر النونو مستشار المكتب السياسي لحركة حماس في إتصال هاتفي معه أن الحركة مستعدة للموافقة على مقترح ويتكوف و لكن المشكلة في رفض إسرائيل إنهاء الحرب.
وعن المطالبة بنزع سلاح المقاومة قال النونو أن مصير سلاح المقاومة مرتبط بإنهاء الإحتلال و إقامة الدولة الفلسطينية كما أننا نرفض إبعاد قادة الحركة خارج القطاع لأننا مشروع تحرير و عودة و لسنا مشروع إبعاد أو تهجير.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تسلمت الأربعاء مقترحات من الوسطاء بشأن اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، مشددة على أنها تجري مشاورات لمناقشة المقترحات «بمسؤولية عالية».
وقالت حماس في بيان وردت نسخة منه لوكالة فرانس برس «إننا نتعامل بمسؤولية عالية ونجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة».
وأوضحت الحركة أن «الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف والوصول إلى اتفاق إطار وبدء جولة مفاوضات جادة».
وقال مصدر مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد «يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين».
ووفقا لمصدر آخر مطلع على المفاوضات فإن الاخيرة تواجه «عقبة كبيرة» تتمثل في آلية توزيع المساعدات الحالية التي وصفها بأنها «سيئة جدا».
وقال المصدر «وفق الآلية المعمول بها حاليا يتم حرمان فئات كثيرة من شعبنا من الحصول على الغذاء … الآلية الحالية سيئة جدا».
وأضاف أنها «تتمثل بإدخال كميات محدودة جدا لمؤسسة غزة الأميركية التي تسببت بقتل المئات من أبناء شعبنا وكميات شحيحة للأونروا والمنظمات الدولية الأخرى وكلها تخضع لسيطرة الاحتلال».
وأكد المصدر أن حماس «سوف تبذل جهودا مع كل الأطراف والإخوة الوسطاء بمصر وقطر لضمان دخول المساعدات بكميات كافية وبآلية تضمن وصولها لكافة ابناء شعبنا في قطاع غزة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا حركة حماس الثلاثاء الى قبول هدنة مدتها 60 يوما، مشيرا إلى أن إسرائيل وافقت على انجاز تفاصيل مثل هذا الاتفاق.
وبدون الإشارة مباشرة لتصريحات ترامب، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأربعاء إن «الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقا يفضي إلى تحرير الرهائن» المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
وأضاف «يتعين عدم تفويت فرصة كهذه إن توافرت».