بيروت – الزمان
صدرت عن دار الحوار – سورية رواية “قناطر إبليس” للكاتب شكيب أبو سعده.
تندرج هذه الرواية ضمن إطار أدب السجون، مسلّطة الضوء على وجع الإنسان تحت قبضة السلطة المستبدة.
في روايته “قناطر إبليس”، يأخذنا الكاتب السوري شكيب أبو سعده في رحلة سردية مفعمة بالشجن والتمرد، حيث تتقاطع أسئلة الوجود والحرية والمنفى، في عمل روائي لا يروي قصة فرد، بل يكشف عن حال أمة كاملة.
بطل الرواية حماد أبو الليل، الملقب بالراوي، يُعتقل في سجن سري بسبب رواية كتبها على لسان صديقه المغترب مرداس. وبينما يوهمنا الكاتب بأن مرداس هو من ينقل الحكاية من منفاه في أميركا الجنوبية، يتضح أن الرواية ما هي إلا انعكاس لتخيلات الراوي، حيث أن مرداس لم يعد إلى الوطن منذ أن هجره.
تدور أحداث الرواية في مدينة الهوارة ببلاد القاع، المدينة التي تُجسّد حالة كل مدينة في المشرق العربي، ويجسد حماد مأساة المواطن البائس في تلك البلاد، في واقع تحكمه السلطة بقبضة من حديد.
في مقطع لافت، يعكس فكر الحاكم المستبد، يردد الوالي:
“الرأس المقطوع خير من الرأس الذي يفكر… واليد التي تحمل قلمًا يتطاول علينا، ستغدو بلا أصابع. هذا لم يرد في دستور أو قانون. الدستور هو نحن، والقوانين هي ما نراه، وتريده”.
بمراوغة ذكية بين الواقع والمتخيل، يرسم الكاتب عالمًا مأزومًا يشبه واقعنا العربي حدّ الصدمة. الرواية تشبه المرآة المكسورة: كل شظية منها تعكس وجهًا مختلفًا من القهر.
“قناطر إبليس” ليست مجرد رواية، إنها طريق محفوف بالخوف والمساءلة، لكنه أيضًا مخرج إلى الوعي، لمن يجرؤ على العبور.
تجدر الإشارة إلى أن للكاتب رواية سابقة بعنوان “مارا” صدرت عن دار الحوار عام 2021.