الرباط – عبدالحق بن رحمون
دخلت السلطات المغربية، حالة التأهب لموسم الحرائق التي باتت تهدد كل موسم صيف الغطاء الغابوي، وفي هذا الاطار تصدرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وبشكل يومي، بناء على معطيات علمية، خرائط تنبؤ تحدد بدقة المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، ابتداء الاثنين إلى يوم غاية الجمعة 20 حزيران (يونيو) 2025 ، وكشف بيان تلقته (الزمان) الدولية تحليل البيانات المتعلقة خصوصا نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، وأيضا التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق.
وفي هذا الصدد قامت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتحديد الأقاليم بوضع ثلاث تصنيفات للأقاليم حسب درجة الخطورة، وبذلك صنفت أقاليم أزيلال، بني ملال، شفشاون، القنيطرة، الخميسات، العرائش، طنجة-أصيلة، تاونات وتازة، ضمن خطورة قصوى (المستوى الأحمر) . في حين تم تصنيف أقاليم أكادير-إيدا أوتنان، الحسيمة، بركان، فحص-أنجرة، إفران، خنيفرة، المضيق-الفنيدق، الناظور، وزان، وجدة-أنجاد، الصخيرات-تمارة، تاوريرت، تارودانت، تطوان، ضمن خطورة مرتفعة (المستوى البرتقالي) .
أما صنف خطورة متوسطة (المستوى الأصفر) فتشمل أقاليم الصويرة، الرباط، سلا، صفرو، سيدي سليمان.
من جهة أخرى، وفي سياق الاستباق لمحاربة الحرائق دعت الوكالة إلى توخي الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها وكذلك من طرف المصطافين والزوار وعليهم أن يتفادوا أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.
يشهد المغرب هذه الأيام ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وعلى غرار السنوات الماضية أصبح مؤشر ارتفاع الحرارة بمثابة تنبيه لاندلاع حرائق الغابات ، حيث حصدت الحرائق آلاف الهكتارات من المساحات الغابوية.
ويحذر الخبراء في المجال البيئي من خطورة توالي الحرائق في الغابات ، وتأثير ذلك على الوظائف العديدة التي تلعبها في الحفاظ على توازن النظام البيئي وبصفة خاصة بإقليم شفشاون الذي صار مهددا بهذه الحرائق إضافة إلى مناطق أخرى بالشمال ، وتوجه دائما الاتهامات إلى العامل البشري.
وسبق أن أوقفت السلطات الأمنية عدد من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في إضرام النار بغابة “كدية الطيفور” شمالي البلاد، وهو الحريق الذي أودى بحياة 3 أشخاص وقضى على مساحات شاسعة من الغطاء النباتي.
على صعيد آخر ، يتحدث مراقبون وملاحظون من الرباط عن من سيخلف عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في المؤتمر المقبل ، بعد أن قضى ولايتين متتاليتين في زعامة الحزب.
ومؤخراً شرع حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يترأس الحكومة في الاستعداد للتحضير لمؤتمره الوطني ، المرتقب عقده بداية سنة 2026، حيث يحاول أخنوش البقاء في زعامة الحزب بدواعي مواجهة الإسلاميين ، حيث كبد في الثامن من ايلول (سبتمبر) 2021 هزيمة مدوية بإسلاميي العدالة والتنمية.
ويتطلع الحزب بحسب مصادر (الزمان) تجديد كوادره والاستغناء على بعض أطره من الذين لم تكن لهم مردودية في الأداء الحزبي ولا يعول عليها في حصاد أصوات كثيرة في صناديق الاقتراع. ويعتبر حزب الحمامة أن هذه المحطة التنظيمية تحظى بطابع خاص باعتبارها الأولى منذ تولي عزيز أخنوش رئاسة الحكومة.
حري بالذكر أن حزب الأحرار أسسه مقرب من الملك الراحل الحسن الثاني العام 1978 لمواجهة المعارضة اليسارية آنذاك، في الحكومات المتعاقبة منذ 23 عاما، باستثناء عام ونصف بين 2012 و2013 غاب فيها عن حكومة عبد الإله بنكيران. لكن أخنوش استمر خلالها وزيرا للزراعة، قبل أن يعود لينتخب رئيسا للحزب في 2016.