×

العملية الإسرائيلية ضد إيران تأكيد جديد لقدرات الموساد

العملية الإسرائيلية ضد إيران تأكيد جديد لقدرات الموساد | Azzaman

العملية الإسرائيلية ضد إيران تأكيد جديد لقدرات الموساد

 

باريس  (أ ف ب) – يؤكد محللون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يقتصر على العملية العسكرية وحدها، بل استند كذلك على عمل دقيق نفذه جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) الذي حقق اختراقات في الجمهورية الإسلامية منذ سنوات.

وبصرف النظر عمّا إذا كانت عملية “الأسد الصاعد” ستقضي على قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران أصلا السعي إليه، يؤكد محللون أنها ستسجّل ضمن أبرز الإنجازات التي حققها عملاء استخبارات إسرائيليون.

ولاحظ داني سيترينوفيتش من معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي في حديث لوكالة فرانس برس أن “هذا يُظهر تفوّق إسرائيل العملاني والاستخباري على إيران”.

وسبق للجمهورية الإسلامية أن تلقّت نكسة كبيرة في تموز/يوليو الفائت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران. ورأى سيترينوفيتش أن إيران لم تتمكن مذّاك “من سدّ الثغر في نظامها” الأمني.

– “مئات العملاء” –
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن مسيّرات هُرّبت بشكل مسبق إلى إيران كانت، إلى جانب الصواريخ والطائرات الحربية، ضمن الأسلحة التي استخدمتها الدولة العبرية في هجوم 13 حزيران/يونيو.

وأوضح الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد أن “المئات من عملاء الموساد، سواء داخل إيران أو في المقر الرئيسي للجهاز في إسرائيل، شاركوا في العملية، ومن ضمنهم وحدة خاصة من العملاء الإيرانيين الذي يعملون لحساب الموساد”.

ففي وسط إيران “نصبت (وحدات كوماندوس) في العراء أنظمة حربية قابلة للتوجيه بالقرب من منصات إطلاق صواريخ أرض-جو إيرانية”، بحسب رافيد. واضاف أن “الجهاز نشر سرا أنظمة حربية وتقنيات متطورة مخبأة في مركبات”.

وأدّت هذه الأسلحة التي نُشِرت مهمة تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، لتمهّد الطريق أمام الطائرات المقاتلة والصواريخ الإسرائيلية، وضربت كذلك منصات يمكن أن تستخدمها الجمهورية الإسلامية في ردها على العملية.

– استهداف كبار المسؤولين –

وقدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما بين ثمانية أشهر وسنتين مدة التحضير للعملية التي تُذكر بالهجوم الأوكراني الأخير بمسيّرات في روسيا. لكنّ ضربة الجمعة اعتمدت على اختراق إسرائيلي حصل قبل وقت أطول بكثير.

وأكد الخبير الجيوسياسي الإسرائيلي مايكل هوروفيتز أن “إسرائيل تتابع البرنامج النووي الإيراني منذ أكثر من 15 عاما”. ورأى أن ضربات الجمعة تشكّل “تتويجا لجهود متواصلة منذ سنوات لجمع المعلومات الاستخبارية واختراق الجمهورية الإسلامية”.

وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري وضباط كبار في قيادة القوة الجوفضائية للحرس، إضافة الى تسعة علماء نوويين.

ولاحظ مصدر أمني أوروبي أن “العملية اتسمت بدرجة مذهلة من الدقة والإتقان”، رغم كونها تسببت في خسائر جانبية.

– الهوس بإيران –

وسبق للموساد أن أذهل العالم في أيلول/سبتمبر بتفجيره أجهزة اتصال مفخخة كان يحملها عناصر في حزب الله، ما أدى بحسب السلطات اللبنانية إلى مقتل 39 شخصا وإصابة الآلاف بجروح، بينهم عدد كبير من المدنيين، ما أثار موجة إدانات لإسرائيل.

وكان للموساد قبل ذلك سجّل حافل بعمليات الاغتيال التي استهدفت أعداء للدولة العبرية على مدى عقود.

وبعد عملية أجهزة الاتصال، تولّد لدى الرجل الثالث سابقا في جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي (DGSE) آلان شويه اقتناع بأن “لدى إسرائيل ستة منظومات قادرة على التحرك في أي وقت” في إيران.

وكرر شويه قناعته هذا، متوقعا أن يكون الموساد قادرا على “تحريك عدد كبير من العملاء”. وشرح أن “مكافحة التجسس الإيرانية هي عبارة عن جهاز أمني يركز بشكل أساسي على التهديدات الداخلية”.

وأدى ذلك إلى اختراق إسرائيلي كان له وقع الكارثة في الجمهورية الإسلامية، وعبّر كبار المسؤولين الإيرانيين علنا عن انزعاجهم منه، ولا تعوّضه عمليات الإعدام المنتظمة لاشخاص صدرت في حقهم أحكام إدانة بالعمالة لإسرائيل.

– دور واشنطن –

أما دور الإدارة الأميركية، وهي الحليف الوثيق لإسرائيل، فلا يزال اليوم بالغ الغموض. لكنه يبدو حقيقيا، سواء عن أكانَ عن قصد أو بغير قصد.

وُصفت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيرا بأنها متدهورة، إذ توالت أخيرا مفاجآت ترامب لنتنياهو، ومنها توقيع اتفاق من دونه مع الحوثيين في اليمن، وإجراء محادثات مباشرة مع حماس، وزيارة للخليج من دون المرور بالدولة العبرية، ورفع العقوبات عن سوريا.

وفي اليوم السابق للعملية الإسرائيلية، دعا ترامب حليفه إلى عدم ضرب إيران، معتبرا أن الاتفاق النووي “وشيك” ولا يريد أن يراه “ينهار”.

وثمة خلاصة أخرى من الضربة الإسرائيلية، ومفادها أن للعمل الاستخباري والعمليات السرية دورا محوريا بالغ الأهمية في الحرب بمفهومها الحديث.

وشدد بنجامين جينسن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن صعق العدو وشلّ حركته يتطلبان “الجمع بين استخدام القوة الجوية واللجوء إلى العمليات الخاصة، بهدف إحداث تأثيرات متزامنة في عمق ساحة المعركة”.

 

مشاركة
7

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 1 أيام | 3 قراءة)
.