×

الأمن السوري يبسط الهدوء الحذر في جرمانا بعد 14 قتيلا

الأمن السوري يبسط الهدوء الحذر في جرمانا بعد 14 قتيلا | Azzaman

الأمن السوري يبسط الهدوء الحذر في جرمانا بعد 14 قتيلا

جرمانا‭ -‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) ‬دمشق‭ -‬الزمان‭ ‬–

قتل‭ ‬14‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بينهم‭ ‬سبعة‭ ‬مسلحين‭ ‬محليين‭ ‬دروز،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬في‭ ‬اشتباكات‭ ‬ذات‭ ‬خلفية‭ ‬طائفية‭ ‬اندلعت‭ ‬ليل‭ ‬الاثنين‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬جرمانا‭ ‬قرب‭ ‬دمشق،‭ ‬وتعهدت‭ ‬السلطات‭ ‬‮«‬ملاحقة‭ ‬المتورطين‮»‬‭ ‬فيها‭. ‬وساد‭ ‬الهدوء‭ ‬الحذر‭ ‬شوارع‭ ‬ضاحية‭ ‬جرمانا‭ ‬شبه‭ ‬الخالية‭ ‬قرب‭ ‬دمشق‭ ‬الثلاثاء‭ ‬ولزم‭ ‬السكان‭ ‬منازلهم،‭ ‬لأنّ‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬مطمئن‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬الأهالي‭ ‬الذين‭ ‬يخشون‭ ‬تحوّل‭ ‬المدينة‭ ‬الى‭ ‬‮«‬ساحة‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬اشتباكات‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬دروز‭ ‬وعناصر‭ ‬أمن‭. ‬ويشكل‭ ‬الدروز‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬وقام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وجهائهم‭ ‬بزيارة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتلقي‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬منها‭..‬‮ ‬

‭ ‬فيما‭ ‬تدفقت‭ ‬القطعات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬وحمص‭ ‬لتعزيز‭ ‬بسط‭ ‬الامن‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬البور‭ ‬اثارة‭ ‬للمتاعب‭ ‬الأمنية‭ ‬حول‭ ‬العاصمة‭ ‬دمشق‭.‬

وقال‭ ‬عنصر‭ ‬في‭ ‬فصائل‭ ‬سابقة‭ ‬للثورة‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تسلمت‭ ‬الحكم‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬لمراسل‭ -‬الزمان‭ – ‬ان‭ ‬تعليمات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬تغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والمعالجات‭ ‬المدنية‭ ‬لكا‭ ‬الملفات‭ ‬جعل‭ ‬بعض‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬يستغلون‭ ‬الفرص‭ ‬ويظنون‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الضعف‭.‬

‮ ‬قتل‭ ‬14‭ ‬أشخاص‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بينهم‭ ‬سبعة‭ ‬مسلحين‭ ‬محليين‭ ‬دروز،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬في‭ ‬اشتباكات‭ ‬ذات‭ ‬خلفية‭ ‬طائفية‭ ‬اندلعت‭ ‬ليل‭ ‬الاثنين‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬جرمانا‭ ‬قرب‭ ‬دمشق،‭ ‬وتعهدت‭ ‬السلطات‭ ‬‮«‬ملاحقة‭ ‬المتورطين‮»‬‭ ‬فيها‭.‬

وأتى‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬دامية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬السوري‭ ‬قتل‭ ‬خلالها‭ ‬نحو‭ ‬1700‭ ‬شخص‭ ‬غالبيتهم‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬العلويين،‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬السلطات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬الانتقالي‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع،‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬لتثبيت‭ ‬حكمها‭ ‬ورسم‭ ‬أطر‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المكونات‭ ‬عقب‭ ‬إطاحة‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭. ‬ووقعت‭ ‬اشتباكات‭ ‬جرمانا‭ ‬عقب‭ ‬انتشار‭ ‬تسجيل‭ ‬صوتي‭ ‬نسب‭ ‬الى‭ ‬شخص‭ ‬درزي‭ ‬يتضمن‭ ‬إساءات‭ ‬الى‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭. ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬هذا‭ ‬التسجيل‭.‬

وأفاد‭ ‬سكان‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بسماع‭ ‬أصوات‭ ‬إطلاق‭ ‬رصاص‭ ‬وقذائف‭ ‬خلال‭ ‬الليل،‭ ‬مؤكدين‭ ‬تراجع‭ ‬حدة‭ ‬المعارك‭ ‬صباحا،‭ ‬وفتح‭ ‬بعض‭ ‬المحال‭ ‬والأفران‭ ‬أبوابها،‭ ‬لكن‭ ‬الحركة‭ ‬بقيت‭ ‬خفيفة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭.‬

وشاهد‭ ‬مصوّر‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬انتشارا‭ ‬كثيفا‭ ‬لمسلحين‭ ‬محليين‭ ‬عند‭ ‬مداخل‭ ‬جرمانا،‭ ‬بينما‭ ‬انتشر‭ ‬عناصر‭ ‬تابعون‭ ‬لوزارتي‭ ‬الداخلية‭ ‬والدفاع‭ ‬على‭ ‬أطرافها‭ ‬في‭ ‬عربات‭ ‬مدرعة‭ ‬وأخرى‭ ‬مزودة‭ ‬رشاشات‭ ‬ثقيلة‭. ‬كذلك،‭ ‬حلّقت‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬مسيّرات‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭.‬

وأكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أنها‭ ‬فرضت‭ ‬‮«‬طوقا‭ ‬أمنيا‮»‬‭ ‬حول‭ ‬المدينة‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬جرمانا‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬متقطعة‭ ‬بين‭ ‬مجموعات‭ ‬لمسلحين،‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬وبعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬داخلها‮»‬،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قتلى‭ ‬وجرحى،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الأمن‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وتعهدت‭ ‬‮«‬ملاحقة‭ ‬المتورطين‭ ‬ومحاسبتهم‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ … ‬وحماية‭ ‬الأهالي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬المجتمعي‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التحقيقات‭ ‬لكشف‭ ‬هوية‭ ‬صاحب‭ ‬المقطع‭ ‬الصوتي‭ ‬المسيء‭ ‬لنبينا‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬متواصلة‭.‬

وكان‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬اندلاع‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬جرمانا‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬اقتحام‭ ‬عناصر‭ ‬أمن‭ ‬ومسلحين‭ ‬تابعين‭ ‬لها‭ ‬أحياء‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬توتر‭ ‬سببه‭ ‬انتشار‭ ‬تسجيل‭ ‬صوتي‭ ‬منسوب‭ ‬لمواطن‭ ‬درزي،‭ ‬يتضمن‭ ‬اساءات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬ديني‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬ستة‭ ‬مسلحين‭ ‬دروز‭ ‬وثلاثة‭ ‬من‭ ‬المهاجِمين‭ ‬في‭ ‬المعارك‭. ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬شيّع‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬زملائهما‭ ‬قضيا‭ ‬في‭ ‬المواجهات،‭ ‬بحسب‭ ‬مصور‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وجاب‭ ‬المشيّعون‭ ‬أحد‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سيارات‭ ‬ودراجات‭ ‬نارية،‭ ‬وأطلقوا‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬من‭ ‬بندقيات‭ ‬رشاشة‭.‬

وأمضت‭ ‬رهام‭ ‬وقاف‭ ‬الليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وهي‭ ‬تحاول‭ ‬إلهاء‭ ‬طفليها‭ ‬عن‭ ‬أصداء‭ ‬الاشتباكات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬طائفية،‭ ‬وأثارت‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬حوادث‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬السوري‭.‬

وتقول‭ ‬وقاف‭ (‬33‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬الموظفة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬لوكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تتوقّف‭ ‬رشقات‭ ‬الرصاص‭ ‬طيلة‭ ‬ساعات‭ ‬الليل،‭ ‬واشتدّت‭ ‬فجرا‮»‬‭.‬

وتضيف‭ ‬أنها‭ ‬حاولت‭ ‬تجنيب‭ ‬طفليها‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬إطلاق‭ ‬الرصاص‭… ‬ثم‭ ‬القصف‭. ‬لكن‭ ‬‮«‬لم‭ ‬ينفع‭ ‬رفع‭ ‬صوت‭ ‬التلفاز‭ ‬أو‭ ‬إعطاؤهما‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬لمشاهدة‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‮»‬‭. ‬وتتابع‭ ‬وقاف‭ ‬التي‭ ‬آثرت‭ ‬التزام‭ ‬المنزل‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬اليوم‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬مطمئن‭ (…) ‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬تتحوّل‭ ‬مدينة‭ ‬جرمانا‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬حرب‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نعلق‭ ‬هنا‮»‬‭.‬

وقتل‭ ‬14‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬من‭ ‬الطائفة‭ ‬الدرزية‭ ‬وآخرين‭ ‬بينهم‭ ‬عناصر‭ ‬أمن‭ ‬هاجموا‭ ‬المدينة،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬توتر‭ ‬تسبّب‭ ‬به‭ ‬انتشار‭ ‬تسجيل‭ ‬صوتي‭ ‬منسوب‭ ‬لمواطن‭ ‬درزي،‭ ‬تضمّن‭ ‬إساءات‮»‬‭ ‬الى‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭.‬

وتحدّثت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬متقطعة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬‮«‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬وبعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬داخلها‮»‬،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الأمن‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

خشية‭ ‬من‭ ‬‮«‬تكرار‮»‬‭ ‬سيناريو‭ ‬الساحل‭ ‬

وأفاد‭ ‬سكان‭ ‬عن‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬إطلاق‭ ‬رصاص‭ ‬وقذائف‭ ‬خلال‭ ‬الليل،‭ ‬وتراجع‭ ‬حدة‭ ‬المعارك‭ ‬صباحا‭.‬

وفتحت‭ ‬بعض‭ ‬المتاجر‭ ‬أبوابها‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬لكن‭ ‬الشوارع‭ ‬خلت‭ ‬إجمالا‭ ‬من‭ ‬روادها‭.‬‭ ‬وبدأ‭ ‬التوتر‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬إثر‭ ‬تداول‭ ‬التسجيل‭ ‬الصوتي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ولم‭ ‬تتمكّن‭ ‬وكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬التسجيل‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬سخطا‭ ‬وغضبا‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وسط‭ ‬دعوات‭ ‬الى‭ ‬الانتقام‭. ‬وهاجم‭ ‬المدينة‭ ‬مسلحون‭ ‬من‭ ‬خارجها،‭ ‬بحسب‭ ‬السلطات‭ ‬ومصادر‭ ‬محلية‭ ‬والمرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬المرصد‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المهاجمين‭ ‬كانوا‭ ‬‮«‬عناصر‭ (‬من‭ ‬قوات‭) ‬أمن‭ ‬ومسلحين‭ ‬تابعين‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تحدّد‭ ‬المصادر‭ ‬الأخرى‭ ‬هويتهم‭. ‬ويقول‭ ‬ربيع‭ ‬منذر،‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬جرمانا،‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬اتصالا‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬السوري‭ ‬الى‭ ‬مركز‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬أفاد‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬توتر‭ ‬ومحاولة‭ ‬حشود‭ ‬غير‭ ‬منضبطة‭ ‬دخول‭ ‬جرمانا‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مسلحين‭ ‬هاجموا‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة‭ ‬منتسبين‭ ‬الى‭ ‬جهاز‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬التابع‭ ‬للسلطات،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬اثنين‭ ‬منهم‭ ‬وإصابة‭ ‬آخرين‭.‬‮ ‬‭ ‬وتلت‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬متقطعة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬مسلحين‭ ‬‮«‬حاولوا‭ ‬دخول‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬وحتى‭ ‬الفجر‮»‬‭. ‬وندّدت‭ ‬المرجعية‭ ‬الروحية‭ ‬للدروز‭ ‬في‭ ‬جرمانا‭ ‬بـ»هجوم‭ ‬غير‭ ‬مبرّر‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬غالبية‭ ‬من‭ ‬أصيبوا‭ ‬أو‭ ‬استُشهدوا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬جهاز‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وكانوا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬عملهم‭ ‬حين‭ ‬فاجأتهم‭ ‬يد‭ ‬الغدر‭ ‬والعدوان‮»‬‭.‬

البقية‭ ‬على‭ ‬الموقع

وأثارت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬خشية‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬تصعيد،‭ ‬وأعادت‭ ‬الى‭ ‬الأذهان‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬نحو‭ ‬1700‭ ‬شخص‭ ‬غالبيتهم‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأقلية‭ ‬العلوية‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬الأسد‭. ‬واتُهمت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬ومجموعات‭ ‬رديفة‭ ‬لها‭ ‬بالوقوف‭ ‬خلفها‭.‬

ويقول‭ ‬منذر‭ ‬‮«‬المحاذير‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬اجتياح،‭ ‬نخشى‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬سابقا،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يخيفنا‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لمقطع‭ ‬مفبرك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬التثبّت‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬من‭ ‬يتكلّم‭ ‬فيه،‭ ‬أن‭ ‬يعرّض‭ ‬حياة‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬للخطر‮»‬،‭ ‬متابعا‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يخيفنا‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تجييش‭ ‬طائفي‭ ‬مستمر‭… ‬ثمة‭ ‬فتنة‮»‬‭.‬

‭- ‬‮«‬مدينة‭ ‬ميتة‮»‬‭ -‬

وتقع‭ ‬جرمانا‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬العاصمة،‭ ‬وتقطنها‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬الدروز‭ ‬والمسيحيين،‭ ‬وعائلات‭ ‬نزحت‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬النزاع‭ ‬الذي‭ ‬اندلع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬وبحسب‭ ‬التقديرات،‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬حاليا‭ ‬المليون‭ ‬نسمة‭.‬

خلال‭ ‬أعوام‭ ‬النزاع،‭ ‬تعرضت‭ ‬المدينة‭ ‬الى‭ ‬تفجيرات‭ ‬وسقوط‭ ‬قذائف‭ ‬وهجمات‭ ‬مسلحة‭ ‬على‭ ‬أطرافها،‭ ‬لكن‭ ‬داخلها‭ ‬بقي‭ ‬إجمالا‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭.‬

بعد‭ ‬إطاحة‭ ‬فصائل‭ ‬معارضة‭ ‬تقودها‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬بحكم‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر،‭ ‬شهدت‭ ‬المدينة‭ ‬اشتباكات‭ ‬مع‭ ‬مسلحين‭ ‬دروز،‭ ‬أعقبها‭ ‬انتشار‭ ‬عناصر‭ ‬أمن‭ ‬تابعين‭ ‬للسلطات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬آذار‭/‬مارس‭.‬

وتعهدت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الثلاثاء‭ ‬‮«‬ملاحقة‭ ‬المتورطين‭ ‬ومحاسبتهم‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭… ‬وحماية‭ ‬الأهالي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬المجتمعي‮»‬‭.‬

وشاهد‭ ‬مصوّر‭ ‬في‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬مسلحين‭ ‬محليين‭ ‬على‭ ‬مداخل‭ ‬جرمانا،‭ ‬فيما‭ ‬انتشرت‭ ‬قوات‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬المشرف‭ ‬عليها‭.‬

وأكد‭ ‬أحد‭ ‬المسلحين‭ ‬المحليين‭ ‬الذي‭ ‬قدّم‭ ‬نفسه‭ ‬باسم‭ ‬جمال‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬جرمانا‭ ‬يوما‭ ‬كهذا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‮»‬‭.‬

ويتابع‭ ‬‮«‬المدينة‭ ‬عادة‭ ‬مزدحمة‭ ‬وحيوية‭ ‬ولا‭ ‬تنام،‭ ‬لكنها‭ ‬اليوم‭ ‬مدينة‭ ‬ميتة‭ ‬والجميع‭ ‬في‭ ‬بيته‮»‬‭.‬

مشاركة
7

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 7 ساعة | 1 قراءة)
.