جرمانا -أ ف ب) دمشق -الزمان –
قتل 14 شخصا على الأقل بينهم سبعة مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات «ملاحقة المتورطين» فيها. وساد الهدوء الحذر شوارع ضاحية جرمانا شبه الخالية قرب دمشق الثلاثاء ولزم السكان منازلهم، لأنّ «الوضع غير مطمئن»، بحسب الأهالي الذين يخشون تحوّل المدينة الى «ساحة حرب» بعد اشتباكات بين مسلحين دروز وعناصر أمن. ويشكل الدروز اقل من ثلاثة بالمائة من عدد السكان وقام عدد من وجهائهم بزيارة إسرائيل وتلقي الدعم المعنوي منها..
فيما تدفقت القطعات العسكرية من مناطق في دير الزور وحمص لتعزيز بسط الامن في أكثر البور اثارة للمتاعب الأمنية حول العاصمة دمشق.
وقال عنصر في فصائل سابقة للثورة السورية التي تسلمت الحكم قبل شهور لمراسل -الزمان – ان تعليمات رئاسة الجمهورية في تغليب لغة الحوار والمعالجات المدنية لكا الملفات جعل بعض ضعاف النفوس يستغلون الفرص ويظنون ان ذلك من الضعف.
قتل 14 أشخاص على الأقل بينهم سبعة مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات «ملاحقة المتورطين» فيها.
وأتى هذا التوتر بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر. ووقعت اشتباكات جرمانا عقب انتشار تسجيل صوتي نسب الى شخص درزي يتضمن إساءات الى النبي محمد. ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحة هذا التسجيل.
وأفاد سكان وكالة فرانس برس بسماع أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، مؤكدين تراجع حدة المعارك صباحا، وفتح بعض المحال والأفران أبوابها، لكن الحركة بقيت خفيفة في الشوارع.
وشاهد مصوّر في وكالة الصحافة الفرنسية انتشارا كثيفا لمسلحين محليين عند مداخل جرمانا، بينما انتشر عناصر تابعون لوزارتي الداخلية والدفاع على أطرافها في عربات مدرعة وأخرى مزودة رشاشات ثقيلة. كذلك، حلّقت في الأجواء مسيّرات تابعة لوزارة الدفاع.
وأكدت وزارة الداخلية الثلاثاء أنها فرضت «طوقا أمنيا» حول المدينة.
وقالت في بيان إن جرمانا شهدت «اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها»، أسفرت عن «قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة».
وتعهدت «ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون … وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي»، مضيفة أن «التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء لنبينا محمد» متواصلة.
وكان المرصد السوري تحدث عن اندلاع اشتباكات في جرمانا «بعد اقتحام عناصر أمن ومسلحين تابعين لها أحياء في المدينة، على خلفية توتر سببه انتشار تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، يتضمن اساءات ذات طابع ديني». وأشار الى مقتل ستة مسلحين دروز وثلاثة من المهاجِمين في المعارك. بعد ظهر الثلاثاء، شيّع عناصر من قوات الأمن اثنين من زملائهما قضيا في المواجهات، بحسب مصور فرانس برس. وجاب المشيّعون أحد شوارع العاصمة على متن سيارات ودراجات نارية، وأطلقوا النار في الهواء من بندقيات رشاشة.
وأمضت رهام وقاف الليلة الماضية وهي تحاول إلهاء طفليها عن أصداء الاشتباكات التي اندلعت على خلفية طائفية، وأثارت خوفا من تكرار حوادث العنف التي حصلت في منطقة الساحل السوري.
وتقول وقاف (33 عاما)، الموظفة في منظمة إنسانية، لوكالة الصحافة الفرنسية، عبر الهاتف، «لم تتوقّف رشقات الرصاص طيلة ساعات الليل، واشتدّت فجرا».
وتضيف أنها حاولت تجنيب طفليها سماع أصوات إطلاق الرصاص… ثم القصف. لكن «لم ينفع رفع صوت التلفاز أو إعطاؤهما الهاتف المحمول لمشاهدة مقاطع الفيديو». وتتابع وقاف التي آثرت التزام المنزل مع عائلتها اليوم «الوضع غير مطمئن (…) أخاف أن تتحوّل مدينة جرمانا إلى ساحة حرب أو أن نعلق هنا».
وقتل 14 شخصا في الاشتباكات بين مسلحين من الطائفة الدرزية وآخرين بينهم عناصر أمن هاجموا المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء ذلك بعد «توتر تسبّب به انتشار تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، تضمّن إساءات» الى النبي محمد.
وتحدّثت وزارة الداخلية عن «اشتباكات متقطعة» بين مسلحين «بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها»، أسفرت عن «قتلى وجرحى من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة».
خشية من «تكرار» سيناريو الساحل
وأفاد سكان عن سماع أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، وتراجع حدة المعارك صباحا.
وفتحت بعض المتاجر أبوابها الثلاثاء، لكن الشوارع خلت إجمالا من روادها. وبدأ التوتر منذ يومين إثر تداول التسجيل الصوتي على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تتمكّن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة التسجيل الذي أثار سخطا وغضبا على مواقع التواصل في سوريا، وسط دعوات الى الانتقام. وهاجم المدينة مسلحون من خارجها، بحسب السلطات ومصادر محلية والمرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حين أشار المرصد الى أن المهاجمين كانوا «عناصر (من قوات) أمن ومسلحين تابعين لها»، لم تحدّد المصادر الأخرى هويتهم. ويقول ربيع منذر، وهو عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، لفرانس برس إن «اتصالا ورد من الأمن العام السوري الى مركز الأمن في المدينة، أفاد فيه عن توتر ومحاولة حشود غير منضبطة دخول جرمانا».
وأوضح أن مسلحين هاجموا عناصر من أبناء المدينة منتسبين الى جهاز الأمن العام التابع للسلطات، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة آخرين. وتلت ذلك «اشتباكات متقطعة» مع مجموعات مسلحين «حاولوا دخول المدينة من منتصف الليل وحتى الفجر». وندّدت المرجعية الروحية للدروز في جرمانا بـ»هجوم غير مبرّر»، مؤكدة أن «غالبية من أصيبوا أو استُشهدوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حين فاجأتهم يد الغدر والعدوان».
البقية على الموقع
وأثارت الاشتباكات خشية السكان من حصول تصعيد، وأعادت الى الأذهان أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل حيث قتل نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. واتُهمت قوات الأمن ومجموعات رديفة لها بالوقوف خلفها.
ويقول منذر «المحاذير كبيرة جدا من حصول اجتياح، نخشى تكرار ما حدث في الساحل سابقا، هذا ما يخيفنا».
ويضيف «لا يمكن لمقطع مفبرك لا يمكن لأحد التثبّت من هوية من يتكلّم فيه، أن يعرّض حياة مئات الآلاف من الأشخاص في المدينة للخطر»، متابعا «هذا ما يخيفنا خصوصا أن ثمة تجييش طائفي مستمر… ثمة فتنة».
- «مدينة ميتة» -
وتقع جرمانا جنوب شرق العاصمة، وتقطنها غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع الذي اندلع في سوريا عام 2011. وبحسب التقديرات، يتجاوز عدد سكانها حاليا المليون نسمة.
خلال أعوام النزاع، تعرضت المدينة الى تفجيرات وسقوط قذائف وهجمات مسلحة على أطرافها، لكن داخلها بقي إجمالا في منأى عن أعمال العنف.
بعد إطاحة فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بحكم الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، شهدت المدينة اشتباكات مع مسلحين دروز، أعقبها انتشار عناصر أمن تابعين للسلطات الجديدة في مطلع آذار/مارس.
وتعهدت وزارة الداخلية الثلاثاء «ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون… وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي».
وشاهد مصوّر في فرانس برس الثلاثاء مسلحين محليين على مداخل جرمانا، فيما انتشرت قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في مكان قريب من طريق المطار المشرف عليها.
وأكد أحد المسلحين المحليين الذي قدّم نفسه باسم جمال «لم تشهد جرمانا يوما كهذا منذ سنوات طويلة».
ويتابع «المدينة عادة مزدحمة وحيوية ولا تنام، لكنها اليوم مدينة ميتة والجميع في بيته».