سر زيادة نسبة الذكاء.. دراسة تكشف مفاجآت عن تطور الدماغ البشرية
الدماغ البشري
الانتقادات التي توجهها الأجيال القديمة للأجيال الجديدة أحدث ما يُسمى بصراع الأجيال، فكُل جيل يسعى ليثبت أنه أكثر حكمةً وذكاءً من الجيل الذي يسبقه، اليوم وبفضل العلم أصبح من الممكن أن وضع حدًا لتلك الانتقادات وحسم الجدل بين الأجيال بعد التوصل إلى نتائج مٌذهلة عن الدماغ البشرية نستعرضها في السطور التالية.
هل يصبح الدماغ البشري أكثر ذكاءً بمرور الزمن؟
بدراسة أدمغة الأشخاص الذين ولدوا في السبعينيات من القرن الماضي، لاحظت دراسة نشرتها مجلة «JAMA Neurology» أن حجم أدمغتهم كان أكبر بنسبة 6.6% من أدمغة الأشخاص الذين ولدوا في الثلاثينيات، بما دفع العلماء في جامعة كاليفورنيا الذين قاموا بالدراسة إلى تعقب حجم أدمغة الأجيال التالية لتكتشف أن حجم الدماغ داخل الجمجمة يتزايد ببطء ولكن بثبات، موضحين أن زيادة حجم الدماغ يتعلق بالمادة الرمادية والمادة البيضاء والحصين، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالتعلم والذاكرة، بما يعني أن نسبة الذكاء تتزايد عبر الأجيال.
سبب زيادة حجم الدماغ
أوضح مؤلف الدراسة وأستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، «تشارلز ديكارلي»، أن الوراثة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد حجم الدماغ، لكن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تشير إلى أن التأثيرات الخارجية مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، قد تلعب دورًا هامًا في تحديد حجم الدماغ تبعًا لنسبة المادة البيضاء المتواجدة في الأنسجة العميقة للدماغ، وتحتوي على ألياف عصبية تسمح بالتواصل بين أجزائه المختلفة، إلى جانب نسبة المادة الرمادية المتواجدة في الطبقة الخارجية للدماغ، وتسمح للأفراد بالتحكم في الحركة والذاكرة والعواطف.
وأضاف «ديكارلي» خلال حديثه لمجلة «JAMA Neurology» أنه يعتبر نتائج الدراسة مشجعة؛ لأنها تعطي احتمالية انخفاض حالات الخرف المرتبطة بالعمر، مثل مرض الزهايمر لتنخفض نسبة الإصابة بمثل هذه الأمراض في المستقبل.