×

حزب الاستقلال يكابد (مشقة) بعد تجديد انتخاب نزار بركة

حزب الاستقلال يكابد (مشقة) بعد تجديد انتخاب نزار بركة | Azzaman

حزب الاستقلال يكابد (مشقة) بعد تجديد انتخاب نزار بركة

الرباط – عبدالحق بن رحمون

للمرة الثانية، تمسك سياسي مغربي حزبي، بكرسي الزعامة، اذ أن نزار بركة القيادي الذي يشغل الآن منصبا حكوميا هاما ظل متخوفا من شبح قيادة ثلاثية الأبعاد لحزبه، لكن هذا ماحدث بالفعل، لكن بشكل مغاير، وقريب جدا من التحكم في جهاز قوي بدواليب اللجنة التنفيذية، هذا حدث رغم أن لا أحد كان ينافس هذا الزعيم في السباق نحو منصب الأمانة العامة.

وظل ضغط وأعصاب هذا السياسي مابين ارتفاع وانخفاظ المؤشر، طيلة انعقاد مؤتمر حزبه الثامن عشر الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي تحت شعار “تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن.” حيث يعتبر أقدم حزب مغربي موجود على الساحة حاليًا، تعود جذور تأسيسه إلى عام 1930 .

وتجدر الإشارة أن ظاهرة تشبث بعض القياديين الحزبيين والنقابيين بمناصبهم إلى مالا نهاية في جميع دورات المؤتمرات التي لا تراعي تجديد هياكلها بالنخب من كوادرها الشباب.

وعلى مدى ثلاثة أيام من انعقاد المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، ونزار بركة يبحث عن مسكنات حتى يمر المؤتمر بسلام ومن غير صدمات. ولم يتنفس الصعداء إلى حين الإعلان رسميا في الساعات الأولى من صباح الأحد ببوزنيقة، إعادة انتخابه، بالإجماع، أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية، وذلك في أعقاب عملية التصويت التي جرت خلال أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني للحزب، والتي تلتها بعد ذلك عملية انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية من طرف المجلس الوطني للحزب. ويشار أن نزار بركة في سباقه في حلبة المؤتمر18 لحزب الاستقلال نافسه رشيد أفيلال، الذي سحب ترشيحه للأمانة العامة في آخر لحظة وفسح له المجال .

وقال نزار بركة في كلمة بمناسبة انتخابه لولاية ثانية إن “المشهد الحزبي والسياسي الوطني يعيش اليوم لحظة مراجعة وإعادة هيكلة وبناء مما يشكل فرصة تتيح للحزب أن يستعيد مكانه الطبيعي والمؤثر كمكون للأغلبية، وفي الحياة السياسية والمؤسساتية.”

وأكد بركة عزمه على تقوية مكانة الحزب في الأغلبية الحكومية وأيضا العمل على بلورة مخرجات المؤتمر الثامن عشر إلى استراتيجية جديدة تحدد بوضوح ودقة الأهداف وخطط العمل التي يتوجب تنفيذها ليكون الحزب في الموعد مع الاستحقاقات القادمة (المقرر سنة 2026) ومواصلة العمل من أجل تقوية وتوسيع زخم المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي.

 

وفيما يتعلق بتجديد القيادات وتشبيبها أجمع مراقبون وملاحظون سياسيون التقتهم (الزمان) الدولية أن تقاليد سياسية موروثة من طرف قيادات حزبية لم تتغير لعقود خلت، حيث ظلت زعامات سياسية تبشر في خطبها بالمشروعية الديمقراطية؛ “إلا أننا نجدها متشبتة للبقاء في منصبها، حيث لم تتخلص بعد من مخلفات المشروعية التاريخية، واستمرارها في سد الطريق على بعض المنافذ الموصلة إلى القيادة، وكذا إحباط الكفاءات الشابة التي تنتظر دورها في أن تمنح لها المناصب والتحكم في القرار السياسي.”

من المشاكل التي تابعتها (الزمان) وتوقفت عندها هي توقف مواصلة أشغال المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، بعد الجلسة الافتتاحية، حيث كان المؤتمر على شفى حفرة من الانهيار، أو الوصول إلى النفق المسدود بعد وقوع بلوكاج وتوقف الأشغال المؤتمر من التاسعة مساء إلى الخامسة صباحا.

وتعود أسباب ذلك أن حزب الاستقلال مقسم على ثلاث تيارات متناقضة ظاهرة ومعلنة، وكل تيار لا يثق في الآخر، حيث تحول منصب رئيس المؤتمر إلى أداة للضغط ليتم الاتفاق الأخير أن تكون رئاسة المؤتمر ثلاثية، تضم عبد الصمد قيوح، فؤاد القادري، وعبد الجبار الرشيدي.

وطرح في المؤتمر 18 لحزب الاستقلال بحسب تصريحات كوادر من حزب الاستقلال لـ (الزمان) أن الحزب في مرحلته المقبلة سيعاني من مشكلة أزمة الثقة ، واللايقين بين السياسيين لأن المؤتمر أظهر أن التيارات ظهرت للوجود بشكل علني من خلال ترؤسها لأشغال المؤتمر بثلاث زعماء أو كوادر تمثل نفودا وأغلبية صامتة بالمناطق التي تنحدر منها. فرغم التوافقات التي تمت داخل أشغال المؤتمر فإنها كانت هشة بسبب فقدان الثقة، وهناك خوف من وقوع تصدعات في المستقبل.

وكشف ملاحظون ومراقبون أن تيار حمدي ولد الرشيد المنحدر من المناطق الصحراوية والأكثر نفوذا، متوجس في عدم الثقة من تيار نزار بركة سواءعند انتخابه أمينا عاما، أو بعد اختتام المؤتمر .

على صعيد آخر، وفي موضوع خفايا وخبايا المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال ، كشفت جريدة الأخبار المغربية أن مصطفى حنين ، مدير ديوان نزار بركة ، وزير التجهيز والماء ، هو من تكلف بالإشراف وتنفيذ برنامج المؤتمر، مما أدى إلى تهميش المفتشين الاستقلاليين والتنظيمات الموازية للحزب حيث تم التحكم في توزيع بطائق (شارات) المجلس الوطني تخوفا من أي انفلات .

ويذكر أن نزار بركة (60 عاما) اقتصادي مغربي، تحمل عدة مسؤوليات حكومية ، وهو من أسرة سياسية عريقة، فجده، من أمه، هو الزعيم علال الفاسي. التحق بعد حصوله على شهادة الباكالوريا بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس أكدال، حصل دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد من جامعة إكس مارسيليا بفرنسا والدكتوراه في العلوم الاقتصادية من نفس الجامعة والتحق نزار بحزب الاستقلال في 1981، ثم تدرج في عدد من المسؤوليات داخل الحزب، بدءا من انتخابه عضوا بالمجلس الوطني ثم اللجنة المركزية قبل أن يصبح عضوا باللجنة التنفيذية للحزب منذ 2003 .

مشاركة
3

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 6 أشهر | 4 قراءة)
.