تحدث الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، محمد العريان، في مقابلة مع CNN بالعربية تطرقت إلى عدة مواضيع، من بينها استراتيجية تنويع الاقتصادات بدول الخليج، إضافة إلى اتفاقية "رأس الحكمة" بين مصر والإمارات والخطوات التي يجب أن تتبعها مصر لكي يتمكن اقتصادها من النمو بوتيرة متسارعة.
وقال العريان إنه "كانت هناك خطوات كبيرة في تحقيق التنوع بالاقتصادات (الخليجية)، ولا تزال هناك خطوات لاتخاذها. ترى ذلك في الأرقام، فالاعتماد على النشاط النفطي في انخفاض. لذا ترى قطاعًا تلو الآخر، السياحة والتعليم والطب، وما تراه هو نموذج الإمارات وقطر ينظر إليه ويُنسخ في المزيد من الدول، ليس في الخليج فقط، وإنما إلى أبعد من ذلك".
وفيما يتعلق باتفاقية "رأس الحكمة" بين مصر والإمارات، وضح العريان تأثيرها بالقول: "لقد كان لها تأثير جيد بالفعل، وأفكر بالأمر كأسلوب هجوم ودفاع. لقد لعبت دورًا مهمًا في الدفاع، فقد عززت احتياطات مصر في وقت مهم جدًا ما سمح لمصر بتغيير نظام سعر صرف العملات. وما رأيناه هو انخفاض سعر صرف الجنيه المصري في السوق السوداء من 70 إلى 50 مقابل الدولار وكان هناك توحيد لسعر الصرف. كما أنه قلل المخاوف بشأن الدين المصري والصلاحية المالية المصرية. هذا جانب الدفاع. أما جانب الهجوم، فهو استثمار كبير في مستقبل مصر وستشكّل تأثيرًا كبيرًا على التوظيف والبناء، لذا فإنها ستساعد أيضًا في النمو الاقتصادي. بالتالي، أرى أنها تلعب دورًا مهمًا في كل من الدفاع والهجوم".
أما فيما يخص الخطوات التي يمكن اتباعها ليلحق اقتصاد مصر بغيره من الاقتصادات التي حققت نموًا في المنطقة، فقد أشار العريان إلى أمصر "فوتت في تاريخها العديد من الخطوات المهمة والسبب وراء ذلك هو عدم القدرة على الإصلاح بطريقة سريعة".
وأضاف: "أتذكر في الألفينيات، كانت هناك فترة للنمو السريع في مصر، وتم وصف مصر - وكان هناك مؤتمر يسمى "نمر النيل"، حيث كان النمر يدل على الاقتصادات الآسيوية التي نمت بشكل سريع جدًا بنسب 5 و6 و10 بالمائة لعشر سنوات وأكثر، وتلك النسب غيّرت الاقتصادات بشكل كامل كما رأينا ذلك يحدث في الصين وكوريا وسنغافورة وتايوان وغيرها من الدول الكثيرة. لكن لسوء الحظ، لم يتم الحفاظ على تلك الجهود".
وانتهى بالقول: "لذا فإن الأمل هو أن تستطيع الحفاظ على الإصلاحات لأن بإمكانك إطلاق العنان لأشياء مذهلة. أصادف في كثير من الأحيان قصصًا ملهمة داخل مصر عن الشركات الناشئة وعن مصريين خارج مصر يقومون بأشياء مذهلة في تحدي البيئات. إذا استمررنا في إطلاق العنان للشباب فإن مستقبل مصر واعد جدًا".