ماذا وراء مبادرة وضع أسلحة نووية أمريكية في بولندا؟

ماذا وراء مبادرة وضع أسلحة نووية أمريكية في بولندا؟

ماذا وراء مبادرة وضع أسلحة نووية أمريكية في بولندا؟ ...

صحافة دولية

ماذا وراء مبادرة وضع أسلحة نووية أمريكية في بولندا؟

تمتلك الولايات المتحدة في أوروبا ما بين 100 و150 قنبلة نووية حرارية تكتيكية من طراز بي 61- البحرية الأمريكية
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن إعلان الرئيس البولندي أندريه دودا مرة أخرى استعداد بلاده لنشر الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيه.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذا النوع من المبادرات، وعلى الرغم من احتمالات التنفيذ الضعيفة للغاية، فإنها تثير عاصفة من النقاش داخل المجتمع.

كلمات بصوت عال
وتضيف الصحيفة أنه خلال مقابلة جمعته مع صحيفة "فاكت" أدلى دودا ببيان جاء فيه: "تعمل روسيا بشكل متزايد على عسكرة منطقة كونيغسبيرغ (وحدة إدارية كانت موجودة سابقًا في ألمانيا، وتم تقسيمها بين الاتحاد السوفييتي وبولندا بعد الحرب العالمية الثانية). وقد قامت مؤخرًا بنقل أسلحتها النووية إلى بيلاروسيا. وفي حال قرر حلفاؤنا نشر أسلحة نووية كجزء من الاستخدام المشترك للأسلحة النووية أيضًا على أراضينا لتعزيز أمن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فنحن مستعدون لذلك".

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس البولندي كان يقصد بكلمة "الاستخدام المشترك" خطة المشاركة النووية التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تنص على مشاركة أعضاء الحلف الذين لا يمتلكون أسلحة نووية في التخطيط لاستخدامها المحتمل، وكذلك تخزين هذه الأسلحة على أراضيهم.

اظهار أخبار متعلقة


بالإضافة إلى ذلك، بموجب شروط الاتفاقية، يضمن المشاركون بشكل مشترك أن الذخيرة جاهزة للاستخدام، أي الأسلحة النووية الأمريكية، المتواجدة حاليًا في أراضي خمس دول أوروبية أعضاء في الناتو، تركيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا.

ووفقًا لمصادر مختلفة، تمتلك الولايات المتحدة في أوروبا ما بين 100 و150 قنبلة نووية حرارية تكتيكية من طراز بي 61. وهكذا، وفقًا لدودا، فإن بولندا مستعدة لتصبح الدولة الأوروبية السادسة التي تمتلك أسلحة نووية أمريكية على أراضيها.

ومع ذلك، لا يتفق الجميع في بولندا مع هذا البيان. وقد كشفت التعليقات اللاحقة للسياسيين البولنديين مرة أخرى للعالم عن المواجهة القائمة بين الرئيس والحكومة، فقد أشار رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إلى موقفه من تصريحات دودا، واصفًا الفكرة بأنها واسعة النطاق معربًا عن رغبته في إعداد أي مبادرات أمنية "بعناية من قبل الأشخاص المسؤولين عنها".

من جانبه، قال وزير الخارجية وعضو المنتدى المدني رادوسلاف سيكورسكي إن حكومة البلاد لا تناقش أي شيء من هذا القبيل في الوقت الحالي، مضيفًا: "أود أن أذكركم أنه وفقا لدستور جمهورية بولندا، فإن مجلس الوزراء هو الذي يدير السياسة الخارجية البولندية".

فكرة قديمة
وذكرت الصحيفة أن طرح مسألة وضع الأسلحة النووية الأمريكية على الأراضي البولندية ليست الأولى من نوعها، وقد كانت موضوعًا للمناقشات السياسية المحلية ومناورات العلاقات العامة لعدة سنوات. وتمت مناقشة هذه المبادرة لأول مرة في كانون الأول/ديسمبر 2015، بعد ستة أشهر من انتخاب دودا رئيسًا. ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، تذكرت وارسو مشاركتها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتخلت عن الفكرة.

وأفادت السفيرة المعينة من قبل ترامب لدى بولندا جورجيت موسباخر عن احتمال نقل الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية من ألمانيا إلى بولندا. كتبرير لذلك أشارت موسباخر إلى أنه على خلفية رغبة برلين في إضعاف الناتو، تفي وارسو بوضوح بالتزاماتها.

وفي خريف سنة 2022؛ أعلن أندريه دودا عن إجراء مفاوضات موضوعية مع الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع، وبعد بضعة أشهر، أعلن رئيس وزراء البلاد آنذاك ورفيق دودا في حزب القانون والعدالة، ماتيوش مورافيتسكي رغبتهما في إقناع حلفاء الناتو بصحة مثل هذا القرار. لكن، حتى الآن لم تحول أي من هذه التصريحات إلى عمل سياسي حقيقي.

اظهار أخبار متعلقة


العلاقة الخاصة
وأضافت الصحيفة أنه بعد زيارته إلى نيويورك حيث التقى دونالد ترامب؛ قرر دودا إحياء فرضية الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا. وقد وصف ترامب وارسو بالشريك المهم. وخلال زيارته الثانية إلى أوروبا كرئيس للدولة، اتفق ترامب مع دودا على توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي. وفي الوقت نفسه، أطلق الرئيس البولندي مبادرة فورت ترامب، والتي كانت عبارة عن مجموعة من الإجراءات المحددة لزيادة الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.

وتنقل الصحيفة عن ماريا بافلوفا، الباحثة في قسم الدراسات السياسية الأوروبية في معهد البحوث الوطني للاقتصاد العالمي، قولها إن السياق الحالي لتصريحات دودا يختلف عن زمن رئاسة ترامب، فعلى مدى العامين الماضيين، قوبلت جميع التصريحات البولندية برد فعل حاد من واشنطن التي نفت مثل هذه الخطط.

وبحسب بافلوفا؛ تعكس هذه الرواية الصراع السياسي الداخلي في بولندا عشية انتخابات البرلمان الأوروبي. وهذه محاولة لإظهار “العلاقة الخاصة” بين حزب القانون والعدالة وفريق ترامب. في الوقت نفسه، إذا كان الهدف المشترك آنذاك هو إضعاف دور ألمانيا، فإن حكومة تاسك، التي يُعرف عنها توجهها المؤيد لألمانيا، تمنع مبادرات حزب القانون والعدالة هذه.

ويرى المحلل العسكري الروسي بوريس دزيرليفسكي أنه في ظل الظروف الحالية، فإن مبادرة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا ليست بالأمر المذهل.

وفي ختام التقرير يقول دزيرليفسكي: "لن أتفاجأ إذا تحقق هذا السيناريو. نحن نرى بالفعل تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة "إم جي إم 140 أتاكمز". لا يستطيع الغرب تحمل هزيمة أوكرانيا، وفي الوقت نفسه لا يستطيع تحمل تكاليف المفاوضات بشأن الأمن الأوروبي، التي بدأتها موسكو في ديسمبر/كانون الأول من عام 2021".
التعليقات (0)

خبر عاجل

منوعات      |      المصدر: عربي 21    (منذ: 7 أشهر | 3 قراءة)
.