×

مقاتلات جزائرية تخدم أجندة طهران بتأجيج نيران "حرب الجنرالين" في السودان

مقاتلات جزائرية تخدم أجندة طهران بتأجيج نيران "حرب الجنرالين" في السودان

مقاتلات جزائرية تخدم أجندة طهران بتأجيج نيران "حرب الجنرالين" في السودان

مقاتلات جزائرية تخدم أجندة طهران بتأجيج نيران "حرب الجنرالين" في السودان
صورة: أ.ف.ب
الأحد 21 أبريل 2024 - 10:00

في وقت تقود فيه مجموعة من الدول مساعٍ وجهودا للوساطة لإنهاء “حرب الجنرالين” في السودان المستمرة لأكثر من عام بين كل من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، يبدو أن الجزائر ومعها حليفتها إيران تراهنان على إطالة أمد هذا الصراع؛ من خلال تسليح أحد أطراف هذه الحرب، مع ما يعنيه ذلك من تعميق للأزمة الإنسانية التي يشهدها هذا البلد.

في هذا الإطار، أفاد موقع “Bulgarian Military” ، المتخصص في الشؤون والأخبار العسكرية، بأن الجزائر تستعد لمنح جيش البرهان مقاتلات روسية الصنع من طراز “ميغ 29” بشكل مجاني، بدفع من النظام الإيراني الذي يدعم بدوره الجيش السوداني. هذا الدعم الذي تنامى في الآونة الأخيرة مثيرا مخاوف وقلق مجموعة من الدول، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنه يقلل من احتمالات إيجاد مخرج سياسي للوضع الأمني والسياسي والإنساني المتأزم في السودان.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “هذا التحول الاستراتيجي سيدفع بالخرطوم إلى التقارب أكثر مع الجزائر، خاصة في ظل شراكتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية واهتمامها المشترك بالتكنولوجيات العسكرية بما في ذلك الطائرات المسيرة”؛ فيما يرى متتبعون أن هذه المنحة العسكرية الجزائرية المرتقبة تكشف عن انخراط النظام في الجزائر في صراع المحاور وفي خدمة الأجندة التخريبية لطهران في المنطقتين العربية والإفريقية، وبالتالي تهديد أمن واستقرار المنطقة واختراقها أمنيا وعسكريا.

فشل جزائري وأجندة إيرانية

في هذا الإطار، قال شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، إن “الفشل الذي راكمه النظام الجزائري في تدبير العديد من الأزمات الإقليمية التي عجز عن لعب أي دور إيجابي فيها، أمام اتساع رقعة الأزمات التي افتعلها مع مجموعة من الدول وانحساره إقليميا، هو ما يفسر هذا الدعم العسكري المرتقب لفائدة الجيش السوداني بقيادة البرهان، هذا الأخير الذي زار الجزائر بداية العام الحالي لتقوية موقفه وموقعة ضمن الخريطة السياسية والعسكرية في هذا البلد”.

وأضاف بن زهرة أن “استعداد الجزائر لمنح مقاتلات روسية لجيش السودان يأتي أيضا في سياق محاولة الرد على الإمارات التي سبق للرئيس الجزائري وكذا الإعلام أن هاجمها في العديد من المناسبات، من خلال الاستقواء بإيران التي يتنامى دعمها ونفوذها في السودان من خلال دعمها للبرهان”، مشيرا في هذا الصدد إلى اللقاء الأخير بين الرئيسين الجزائري والإيراني الذي أكدا فيه تطابق رؤى البلدان تجاه عدد من الملفات الإقليمية.

وسجل المتحدث لهسبريس أن “الدعم العسكري للسودان هو محاولة لاستمالة هذا البلد واستغلال حالة الحرب والصراع التي يشهده”، موضحا أن “الجزائر تؤكد بهكذا خطوات ارتماءها في أحضان المشروع الإيراني في إفريقيا والمنطقة العربية وتنفيذها لأجندة طهران التخريبية في المنطقة، وهذا لا يمكن إلا أن يساهم في تأجيج الوضع في هذا البلد في وقت تقود فيه دول مساعٍ سلمية للوصول إلى تسوية سياسية بين أطراف النزاع في السودان”.

وخلص الناشط السياسي الجزائري المعارض إلى أن “دعم الجزائر عسكريا لأحد أطراف الصراع في هذا البلد يقوّض الاستقرار والأمن الإقليميين، ويهدد وجود الدولة الجزائرية نفسها؛ وهو ما يدل على أن النظام الجزائري صار خطرا أمنيا كبيرا على استقرار الدول العربية والإفريقية وعلى الأمن القومي العربي والإفريقي ككل، بتحوله إلى أداة في يد إيران بتخريب المنطقة وفتح جبهات جديدة للمواجهة مع الغرب”.

صراع محاور ورهان على البقاء

سعيد بركنان، باحث في الشؤون السياسية والدولية، قال :”قبل الإطاحة بنظام عمر البشير ودخول السودان في حالة من الاضطرابات السياسية التي تطورت إلى خلافات عسكرية لأطراف داخلية على أرض السودان، كان هذا البلد هو الشريك العسكري الثاني إفريقيا لروسيا بعد الجزائر”، مسجلا انضمام هذه الأخيرة إلى “محور طهران- الخرطوم – موسكو لمواجهة الهندسة الجيو-ستراتيجية الأمريكية في شرق وشمال إفريقيا”.

وأوضح بركنان، ضمن تصريح لهسبريس، أن “استعداد الجيش الجزائري لمنح طائرات روسية الصنع لصالح الجيش السوداني المُراد منه هو خلق توازن بين أطراف الصراع العسكري في السودان بهدف تمديد هذا الصراع؛ وبالتالي استغلاله لتعديل أو التأثير على أهداف المشروع الاستراتيجي الأمني الغربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا”.

وسجل الباحث في الشؤون السياسية والدولية أن “تمديد عمر الصراع في السودان يخدم أهداف العواصم الثلاث الداعمة لجيش البرهان؛ أي طهران أولا المستهدفة في المخطط الغربي لحماية الشرق الأوسط، ثم موسكو المستهدفة بدورها لحماية الأمن الاستراتيجي لأوروبا انطلاقا من أوكرانيا، ثم أخيرا النظام العسكري الجزائري المستهدف الثالث لحماية الأمن القومي الأمريكي والأوروبي في شمال إفريقيا، والمرتبط أساسا بإنهاء دعمها لجبهة البوليساريو وحل ملف الصحراء المغربية”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “النظام العسكري الجزائري بات يدرك جيدا أنه في ظل حالة الاستقطاب الدولي وصراع المحاور، فإنه من أجل البقاء في السلطة عليه أن ينخرط في التحالفات العسكرية التي تتصارع للحسم في مستقبل الهندسة الاستراتيجية والخريطة الأمنية لمستقبل شمال إفريقيا والشرق الأوسط، على الرغم من الثمن الذي قد يؤديه نتيجة اصطفافه إلى جانب محور على حساب الآخر”.

‫تعليقات الزوار

26
  • كمال
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:09

    السلام. لعنة الله على من اوقد حربا او شارك فيها
    فإن طائفتين اقتتل فأصلحوا بينهما و إن بغت إحداهما علىالأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى امر الله وأمر الله هو الصلح

  • Imazighan Morocco
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:11

    نتمنى الأمن والاستقرار و السلام لأشقائنا السودانيين.

  • سامي
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:14

    الجزائر عبارة عن عصابات مرتزقة تخدم أجندات خارجية إيرانية وفرنسية ودول بعيدة عن المنطقة تعمل بالوكالة .

  • يونس
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:16

    حتى الحكومة المصرية تساعد البرهان في تثبيت أركان الدولة فالجيش السوداني يملك الشرعية بعكس الدعم السريع الذي هو مجموعة من الميليشيات الخارجة عن القانون

  • adil Madrid
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:18

    ومادا تنتظر من شبه دولة وقفت في طريق جارتها خمسين سنة لاسقاطها لكنهم نسوا بأن المغرب قضى على امبراطوريات كبيرة والتاريخ شاهد على هدا ، هده الدويلة الشريرة يجب أن تصنف دولة إرهابية ويجب اعطاء حق دولة القبائل حقها في ترسيم وإنشاء دولتها

  • عبداللطيف ici الرباط
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:37

    أخبث نظام حاكم في العالم حاليا هو النظام العسكري الجزائري الكرغولي.
    فين تبان كوريا الشمالية.

  • فواز
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:39

    على دول العالم دعم جمهورية القبائل التي تم الاعلان عن احياءها يوم امس ….

  • كريم امين
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:49

    توظيف الجماعات والميليشيات الانفصالية المسلحة لنشر الفوضى والخراب وزعزعة الاستقرار الإقليمي و الدخول في الشؤون الداخلية للدولة
    ان النظام الذي لا يتحرر من مفاهيم الإستعمار لا يمكن أن يتحرر في واقع الحياة العملي

  • مغربي
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:53

    تلك هي وظيفتهم في أفريقيا والأمة العربية. نشر الفوضى والإرهاب…… الدولتين الوظيفتين إيران والجزاير. فيروسان ليس في صالح الأمة العربية.

  • مواطن 80
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:58

    دولة دون استثمارات دون خطة للتنمية دون أفق تعتمد على ثرواتها لإطعام شعبها و افتعال الصراعات و تمويل الإرهابيين . يوم ستنضب تلك الموارد سنجد طوابير للاجئين عند المركز الحدودي جوج بغال .

  • bougataya
    الأحد 21 أبريل 2024 - 10:59

    إذا سلمنا أن الهدية لاترد ولكن ماهو المقابل في هذه الحالة الشاذة أجزم قطعا على أن الجزائر ستطلب من السودان ولو أنه مطبع مع إسرائيل طلب الجزائر الوحيد هو الإعتراف بالبوليزاريو في قلوبهم وزادهم الله مرض صدق الله العظيم اللهم إجعل كيدهم في نحرهم

  • ملاحظ
    الأحد 21 أبريل 2024 - 11:12

    والله سينحني النظام العسكري الجزائري الغبي للمغرب عندما يبيع آخر متر مكعب من غازه الطبيعي، وبيننا الأيام

  • Marouan
    الأحد 21 أبريل 2024 - 11:24

    اظن انه حان الوقت للقضاء على هاد النظام الكبرناتي الارهابي العميل الدي يؤجج التوترات بين الدول في المنطقة

  • الخراب و الخراب
    الأحد 21 أبريل 2024 - 11:45

    ماذا عن الدعم المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاوها للآخرين.

  • عاشت السودان
    الأحد 21 أبريل 2024 - 12:02

    نظام الكبرنات مجرم وعميل لفرنسا.يوقد النار ويقتل الأخوة السودانيين.قبح الله سعي نظام الكبرنات.

  • أعراب
    الأحد 21 أبريل 2024 - 12:56

    يجب ان نساعد القبائل باخذ إستقلالها و أن ندعمها ماديا ومعنويا ومساعدة الشعب الجزائري للتحرر من قبضة الجنرالات

  • Marocain du monde
    الأحد 21 أبريل 2024 - 13:35

    ليس هناك طرفان متساوين في الشرعية. هناك الجيش السوداني من جهة بقيادة البرهان، وهناك طرف ثان وهو قوات التدخل السريع المتمردة على الجيش السوداني وعلى الدولة السودانية، وهذا الطرف المتمرد بزعامة حميدتي. حميدتي ليس أكثر من رجل فتنة يخدم أجندات خارجية ويتلقى الدعم من حفتر حيث حارب إلى جانبه في ليبيا، كما حارب في اليمن خدمة للأجندة الإماراتية. إذا اقتنى الجيش السوداني مسيرات إيرانية لمحاربة التمرد فهذا شيئ مشروع وتقوم به كل جيوش العالم لمحاربة العصيان المسلح.
    حميدتي متهم بجرائم حرب في دارفور أثناء حكم البشير، ويقترف الآن الجرائم ضد الشعب السوداني بحرق قرى بأكملها وسرقة مناجم الذهب السودانية والسطو على المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية للشعب السوداني المجوع، حيث أكثر من 8 ملايين يواجهون خطر المجاعة.

  • amaghrabi
    الأحد 21 أبريل 2024 - 14:15

    تشبث غريق بغريق وكلاهما ينتظران الاغاثة من غريق ثالث الا وهو ايران التي تسير نحو الكارثة الشسياسية والاجتماعية

  • حسن الزموري
    الأحد 21 أبريل 2024 - 15:01

    شوف والله لو فتحت الجزائر الحدود في اتجاه المغرب اقسم لكم اكثر من تسعين في المائة من الشعب الجزاىر

  • oussama
    الأحد 21 أبريل 2024 - 15:16

    جزائر ارهابية جزائر ارهابية

  • متتبع
    الأحد 21 أبريل 2024 - 15:17

    يجب توثيق هذه الإجراءات المزعزعة للاستقرار لافريقيا في أفق ادراج نظام الكابرانات كنظام ارهابي من طرف امريكا واوروبا. وليعلم العالم مع من حشرنا بالحوار كما قال المرحوم الحسن الثاني.

  • فاقد الشيء لا يعطيه
    الأحد 21 أبريل 2024 - 15:50

    الجزائر اصبحت ملليشية من مليشيات إيران في القارة الإفريقية ،بعد تنكرت لها موسكو .وفاقد الشيء لا يعطيه .

  • عبد الله
    الأحد 21 أبريل 2024 - 20:49

    دولة ميليشيات إرهابية تستبد بالحكم رغما عن الشعب تنصب دمية كرءيس وتزور الانتخابات حسب هواها وتقمع المعارضين مثل المرشحة لمنافسة التبون دولة نفطية وغازية مثل دول الخليج لازال شعبها في الطوابير للحصول على العدس واللوبيا والحليب حلل و ناقش.

  • ملاحظ
    الأحد 21 أبريل 2024 - 20:52

    اتوقع انه بعد انتهاء حرب غزة ستفرغ امريكا وحلفاؤها لنظام العسكر التوسعي المزعزع للاستقرار شمال افريقيا والساحل.

  • observateur
    الأحد 21 أبريل 2024 - 21:26

    فالجيش السوداني يملك الشرعية بعكس الدعم السريع الذي هو مجموعة من الميليشيات الخارجة عن القانون

  • خذيجة ثعلوبة سايس .
    الأربعاء 24 أبريل 2024 - 09:53

    إنها أفة التشرد المكابر وإيران والجزاءر مثل شخصان متشردان يؤججان النزاعات بين الناس عن بعد لكي يدفعوهم الى الملل والرحيل عن المكان ليجدا الثعلبان المتنكران بعدها الفرصة للسكن بالأماكن المهجورة وما أفدح أن يتم فقدان الثقة بصفة مطلقة في أشخاص بعينهم فلا يمكن ترميم ذلك ولو بكل شيء .

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با
الخميس 16 ماي 2024 - 01:24

أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با

صوت وصورة
"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان
الأربعاء 15 ماي 2024 - 23:51

"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان

صوت وصورة
مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 22:32 3

مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"

صوت وصورة
احتجاج عمال شركة "ليديك"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 21:30 1

احتجاج عمال شركة "ليديك"

صوت وصورة
ميارة يترأس "برلمان المتوسط"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 20:40

ميارة يترأس "برلمان المتوسط"

صوت وصورة
دعم المقاولين في الفلاحة
الأربعاء 15 ماي 2024 - 18:25

دعم المقاولين في الفلاحة

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 3 قراءة)
.