عجبب أمر هذه الادارة ، هي استثناء في كل شيء: الموظف فيها سجين لا يمكنه الاستفادة من أبسط حقوقه كالإجازة، ادارة لا تفتح الحوار مع فرقائها الاجتماعيين، ادارة تتعسف على النقابيين، ادارة لم يسلم من بطشها حتى ذوي الاحتياجات الخاصة على ضعف حيلتهم، ادارة ليس في قاموسها شيء اسمه القانون وإنما تشتغل بمنطق الضيعة، ادارة لا تحارب المفسدين وتطبع معهم وتحميهم وتقويهم، ادارة لا يتغير المسؤول عنها الا بعد أن يموت، ادارة تخلد مسؤوليها المركزيين والخارجيين في مناصبهم الى يوم يبعثون، ادارة لا يشملها التدقيق والمحاسبة الا نادرا …ادارة من زمن آخر في مغرب الحقوق والحريات

الحوار ضروري ومؤكد و بناء وجدي

في كل مناسبة ولقاء يلقي المسؤول الأول على القطاع كلمات تحث الموظفين المنتمين للمندوبية السامية على تمرير وغرس قيم المواطنة والوطنية الصادقة في صفوف فئة التلاميذ والشباب والمواطنين.
فبالله عليكم كيف يستطيع هذا الموظف فعل ذلك وهو الذي تمارس عليه كل أنواع القهر والحكرة والتعسف والشطط وحتى بعض أشكال السخرة التي كانت في فترة الإستعمار والتي نستحيي ذكرها ونشرها أمام الملأ حفاظا على ما بقي من ماء وجه هذه الإدارة.

مشاكل إدارة المندوبية اظن انها عادية، بل انها اقل من مشاكل القطاعات الأخرى اذا قارناها، حينذاك نعرف الفرق، جميع الادارات المغربية تعاني من اختلالات بنيوية، من الصعب حلها بجرة قلم ، لا بد من مراجعة القوانين التي وضعها الاستعمار، ولم تعد صالحة لحالنا، صحيح ان هناك بعض التجاوزات، ولكن ليس الى حد التشهير والانتقام، المسؤول الاول عن الإدارة معروف بتفانيه في العمل والصرامة والجدية والحزم، خدمة لاسرة المقاومة والوطن ووحدته ومصيره، وهو من القامات العلمية والفكرية التي تستحق تكريمها ، والاشادة بها.

كمتتبع للشأن العام لقطاع المقاومة وجيش التحرير أعتقد أنه أصبح من الضروري إحداث تغيير جدري بهذه المؤسسة العمومية؛ لكون المسؤول الأول الحالي قضى أكثر من 23 سنة على رأس الإدارة. فمغرب اليوم يحتاج إلى شبابه ورجاله من الطاقات والكفآت القادرة على تحمل المسؤولية بروح من الجدية والإستقامة والنزاهة. فأنا شاهد على كل معاناة هؤلاء الموظفين _ خاصة الشباب منهم _ بهذا القطاع والذين يعانون كثيرا وفي صمت؛ وفي نفس الوقت هم الأكثر حرصا على خدمة المرتفقين من أسرة المقاومة وجيش التحرير إلى جانب غيرتهم الوطنية الصادقة على تخليد الذكريات التاريخية الوطنية بشكل دائم ومستمر وبصفر درهم للأسف. لذلك لا بأس من فتح الحوار معهم والإنصات لهم، فمطالبهم مشروعة يضمنها القانون والدستور. خالص التحيات.