الشهيد جمعة الطحلة مؤسس سلاح "السايبر" القسامي
جمعة الطحلة مهندس أردني من أصل فلسطيني، وأحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومؤسس وحدة سلاح "السايبر" القسامية، ولد عام 1962 في الأردن، بدأ حياته الجهادية حين شارك مع المقاومين في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تنقل بعدها بين محطات عدة، وأصبح مسؤول الأمن السيبراني لكتائب القسام في قطاع غزة، اغتالته إسرائيل في معركة سيف القدس عام 2021.
النشأة
ولد جمعة الطحلة في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1962 بمنطقة رأس العين في العاصمة الأردنية عمّان لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة الرملة التي هُجّرت عنها عام 1948 إلى قطاع غزة، قبل أن تنتقل العائلة إلى الخليل ثم الأردن.
كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وتربى على يد يوسف العظم وعبد الله عزام ومحمد أبو فارس.
تزوج ورزق بـ4 أبناء وبنت واحدة، رافقته عائلته في جميع محطاته، بما فيها أفغانستان وسوريا وقطاع غزة.
التكوين العلمي
بدأ جمعة الطحلة حياته التعليمية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمنطقة حي نزال، وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة حنين الثانوية عام 1981، ثم حصل على منحة دراسية في كلية وادي السير الهندسية التابعة لـ"أونروا" لدراسة الرسم الهندسي.
وبعد مرور سنة دراسية فُصل من الكلية لخلافه مع أحد الأساتذة جراء تأخره وزميل له عن المحاضرة بسبب أدائهما الصلاة.
انتسب عام 1982 لدراسة المحاسبة في جامعة بيروت العربية، ولكنه تركها والتحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
محطات جهادية
أول معركة لجمعة الطحلة كانت في التصدي للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، حيث اكتسب في هذه المحطة خبرات قتالية في مواجهة الاحتلال واستخدام الأسلحة المتنوعة.
المحطة الثانية كانت عام 1983 حين سافر للمشاركة مع من كانوا يسمون "المجاهدين العرب" في حرب أفغانستان بقيادة عبد الله عزام، وشغل هناك منصب "رئيس مكتب خدمات المجاهدين العرب" في باكستان وبقي فيها حتى عام 1992.
عاد بعدها إلى الأردن وتخصص في مجال البناء لسنوات عدة، ثم انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وأسس شركة للمقاولات هناك.
في عام 2004 ترك الطحلة شركته وأعماله، والتحق بمجال التصنيع العسكري مع المقاومة، فسافر إلى سوريا للمشاركة في تطوير أسلحة كتائب عز الدين القسام وأساليبها القتالية.
استمر في العمل في دمشق مع كتائب القسام سنوات عدة، وفي عام 2009 طلبت منه قيادة حركة حماس السفر إلى قطاع غزة، وفي طريقه إلى هناك اعتقله الأمن المصري وأودعه سجن أبو زعبل، قبل أن يخرج منه بعد سقوط نظام مبارك عام 2011 إثر "ثورة 25 يناير".
تمكن الطحلة من إكمال طريقه نحو قطاع غزة ليستقر هناك ويبدأ محطة جديدة من المقاومة.
الأمن السيبراني للمقاومة
استقر الطحلة في قطاع غزة عام 2011 مصطحبا معه خبرات وتجارب سنوات وظفها في تطوير الأمن السيبراني والتصنيع العسكري بكتائب القسام.
عمل الطحلة على تطوير البرامج المتعلقة بالحرب الإلكترونية والأمن السيبراني والتطوير العلمي في كتائب القسام، وأصبح مسؤول الأمن السيبراني فيها.
أشرف عام 2014 على تأسيس وحدة الحرب الإلكترونية (سلاح السايبر) وتشكيلها وهيكلتها، وقاد بنفسه هجمات عديدة استهدفت منظومة العدو الحيوية، ونجح "سلاح السايبر" القسامي في السيطرة على نظام صفارات الإنذار لدى الجيش الإسرائيلي.
ونفذت هذه الوحدة أيضا في مايو/أيار 2019 بقيادة الطحلة هجوما كبيرا على أهداف إسرائيلية طال 30 ألف هدف، معظمها لمنشآت أمنية وقواعد عسكرية.
أنشأ الطحلة جيشا أطلق عليه "جيش القدس الإلكتروني" تقوم فكرته على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات الشابة والفاعلة ذات خبرة في المجال السيبراني، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح إسرائيل ومنظوماتها.
صناعة المسيّرات
كان للمهندس جمعة الطحلة كذلك دور في مشروع صناعة الطائرات المسيرة في كتائب القسام، إذ تدرب وعمل إلى جانب محمد الزواري، وشارك إلى جانبه في تطوير النسخ الأولى من الطائرات المسيّرة.
وكان الطحلة من المشرفين على مشروع الطائرات المسيّرة القسامية إلى جانب مجموعة من المهندسين، منهم حازم الخطيب وظافر الشوا، وعمل على تصنيع وتطوير الصواريخ وزيادة قوتها التدميرية، وتصنيع طائرات الاستطلاع والمراقبة.
اغتيال الطحلة
حاول الجيش الإسرائيلي اغتيال جمعة الطحلة مرات عدة ولم ينجح، ثم تمكن من ذلك يوم 12 مايو/أيار 2021، إذ استهدفه بغارة جوية برفقة ثلة من القادة والمهندسين خلال معركة سيف القدس.