×

لعروسي: الإجهاد المائي يضع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمام خطر وجودي

لعروسي: الإجهاد المائي يضع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمام خطر وجودي

لعروسي: الإجهاد المائي يضع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمام خطر وجودي

لعروسي: الإجهاد المائي يضع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمام خطر وجودي
صورة: و.م.ع
الجمعة 5 أبريل 2024 - 02:00

تنبيه من خطورة تفاقم وضع شح المياه في المنطقة العربية والعالم وأثره على الاستقرار وآفاق معالجته بين الفوضى والتعاون حضر في مقال لمحمد عصام لعروسي، المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية بالرباط، نشر في العدد 627 من المجلة العسكرية الاستراتيجية “درع الوطن” الإماراتية.

واستشهد المقال بتوقعات ارتفاع الطلب على المياه بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030؛ مما يعني أنه مع استمرار تفاقم التغير المناخي وارتفاع استهلاك المياه، وعوامل الجفاف، وقلة الإمداد بهذا المورد الحيوي؛ فإن “خطر الصراع على هذا المورد الحيوي يتزايد بشكل كبير، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

من بين ما استحضره المقال سالف الذكر ما أورده تقرير للبنك الدولي عام 2016 حول التغيرات المناخية والمائية والاقتصادية، ويقول: “التغيرات التي يشهدها العالم، وخاصة ندرة المياه والجفاف والفيضانات، قد تتسبب في حدوث موجات للهجرات المتوالية وحروب أهلية وانتشار لظاهرة العنف، وخاصة في ظل العولمة المتسارعة وانتشار ظاهرة الاعتماد المتبادل، وعدم المساواة بين الدول؛ مما يدفع مواطني الدول الفقيرة نحو الهجرة إلى المدن والدول الغنية، الأمر الذي قد يتسبب في تعاظم التوترات السياسية والاجتماعية”.

وأضاف المصدر ذاته: “تعاني العديد من الدول العربية من موجات متواصلة للجفاف وشح المياه؛ مما ينعكس على طبيعة التعاطي مع الأزمات المرتبطة بالأمن الغذائي والمائي والصحي، وخاصة في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يعرفها العالم بعد أزمة كورونا”، ثم يقول إنه “على الرغم من اختلاف الظروف بين دول المنطقة، فإن معظم السكان يواجهون خطرا وجوديا يتمثل في ندرة المياه، كما تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر مناطق العالم التي تشهد إجهادا مائيا منقطع النظير”.

وتابع المقال متحدثا عن مصالح الدول الكبرى في استقرار المنطقة وعدم ظهور موجات جديدة من اللاجئين والنازحين، علما أنه “بدون المياه ستتوقف الحياة ويضطر المواطنون إلى البحث عن مناطق أخرى للعيش فيها؛ وهو ما سيزيد من أعداد اللاجئين بالمنطقة، التي وصلت إلى أكثر من 10 ملايين لاجئ”.

هذا التزايد في الأزمات والصراعات وأعمال العنف “قد يؤثر على مصالح الدول الغربية في المنطقة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقتها مع الدول النفطية (…) يمكن أن تستغل الولايات المتحدة أزمة المياه لإشعال مزيد من التوتر ببعض دول المنطقة، التي تعيش بالأساس على إيقاع النزاعات المسلحة، ودينامية مرتفعة للجماعات والميليشيات المسلحة”.

ودفع هذا الباحثَ إلى القول إن “التحرك الدبلوماسي لواشنطن والدول الغربية وفواعل إقليمية أخرى كتركيا وإيران ودول الخليج العربية قد يكون مطلوبا؛ بل وضروريا للحد من الأزمات، وخاصة ما يتعلق بالصراع حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، القضية المحورية التي تشكل أهم ملمح من ملامح الصراعات حول الماء في المنطقة الإفريقية، وكذلك أزمة المياه الصالحة للشرب وعملية التطهير التي يعيش على إيقاعها اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة بعد إجلائهم وتكديسهم في مدينة رفح من طرف إسرائيل، في غياب أدنى شروط العيش الكريم”.

ودافع المقال على فكرة أن “الاعتماد على جيوبولتيك المياه يستدعي ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التقلبات والتغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة لأجل الوقاية وحل النزاعات المرتبطة بالمياه”؛ فـ”التوترات الجيوسياسية تزداد حدة خلال أزمات المياه وهي فترات الجفاف الطويلة نسبيا، في حين أن الفترات الأكثر تساقطا تعطي أحيانا الشعور غير المبرر بوجود أمن مائي”.

وميز محمد عصام لعروسي بين ثلاثة أنواع من الندرة، لتحليل أزمات المياه: الندرة المطلقة التي تشير إلى إنهاك تام لمورد مائي غير متجدد، وهي ظاهرة نادرة الحدوث ويمكن تحديدها في المكان والزمان؛ والندرة النسبية المرتبطة بممارسات غير ملائمة لنسق تجدد المورد؛ والندرة المتصلة بمشاكل التنظيم في توزيع وضبط المورد، أي كفاءة وقدرة المسيّرين.ذ

وخلص الباحث ذاته إلى أن سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجهون العديد من مخاطر الأمن الغذائي والصحي نتيجة ندرة الموارد المائية، التي من المتوقع أن تؤدي إلى أزمة مائية حادة، تعقبها مباشرة أزمة غذائية تضرب شعوب المنطقة؛ “مما قد يخلف مجاعات واسعة النطاق قد تسهم أساسا في هشاشة وفقر العديد من دول المنطقة”. كما أن “هذا الضغط الإضافي” قد يسبب “فوضى عارمة في شتى مجالات الحياة، ربما تعقبها صراعات وأعمال عنف واسعة النطاق تؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين الحالية”.

لكن ليس هذا السيناريو الوحيد الممكن؛ بل “يمكن أن تكون المياه رافعة من روافع التعاون فيما بين بلدان المنطقة وأيضا داخلها”، باستحضار كون مستقبل دول المنطقة رهينا بـ”توفير الخدمات الضرورية وعلى رأسها الماء الصالح للشرب، وضمان الأمن الغذائي والصحي للمواطنين”.

‫تعليقات الزوار

6
  • لرياؤ
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 02:39

    لا أعتقد أن لبنان وسوريا وفلسطين و اليمن سيعانون من الأجهاد المائي أو ندرة المياه .

  • amin sidi
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 04:17

    سلام . هد التقرير على ندرة ألماء في شمال ايفريقيا الى قراءه تبون غدي ايطيحل الماء فركابي او هو عاول ادير 100000 گطار باش انتج حليب الغبرة

  • سيدي اشعول البيءي
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 05:11

    أزمة المياه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يفاقمها سوء التدبير وفي المغرب كمثال هناك لامبالاة رسمية في إهدار مياه الأنهار في البحر بشكل يومي وكذلك مياه الأمطار والثلوجات التي يضيع معظمها في البحر وكذلك عدم استغلال المياه الجوفية الموجود قرب السواحل والمتجهة انحدارا الى البحر وهناك غياب قومة مثل رجل واحد لتشجير الغابات والواحات ومكافحة التصحر وعدم رصد ميزانيات مهمة لهذا الأمر .

  • benha
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 10:59

    يظهر ان ندرة المياه ستجعل السكان مضطرين الى النزوح نحو المناطق التي تعرف وفرة في هذه المادة الحيوية ، وهي مناطق الشمال، القريبة من القطب الشمالي كاوروبا وكندا وروسيا وغيرها ، وكذلك القريبة من القطب الجنوبي حيث يتراكم الجليد والثلوج التي هي مصدر امن للماء ، وهذا النزوح قد يؤدي الى اصطدامات و معارك ووو . ويمكن ، من اجل تفادي هذا النزوح الذي قد يكون خطيرا على تلك المناطق ، ان يتم تحويل المياه منها نحو المناطق المتضررة وذلك عن طريق مد قنوات لنقل المياه من المناطق التي فيها وفرة منها الى المناطق التي تعرف ندرة منها بالشكل الذي ننقل به البترول والغازووو ، والتي تربط ببن دول وقارات ، و مشروع نقل الغاز من نيجيريا نحو بلادنا و نحو اوروبا لخير مثال على ذلك ، وبهذا نضمن استقرار السكان في اماكنهم ، ونتفادى انتقالهم الى اماكن اخرى بحتا عن الماء و ما سبترتب عليه من صعوبات ومتاعب وصراعات ، واكتظاظ ووو ، وهكذا يمكن ان يعيش الجميع في امن وسلام .

  • aziz
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:01

    المغرب الأول افريقيا في تصدير البطيخ الأحمر الى اوروبا ولماذا البكاء

  • سلام
    الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:10

    زراعة الأفوكادو التابعة لإسرائيل اليهودية في المغرب هي السبب فكل ثمرة تحتاج الف لتر من الماء ليتك تصديرها

صوت وصورة
أكاديمية المملكة وتصنيف الأديب الإفريقي
الخميس 16 ماي 2024 - 23:30

أكاديمية المملكة وتصنيف الأديب الإفريقي

صوت وصورة
اختناق تلاميذ في البيضاء
الخميس 16 ماي 2024 - 23:10

اختناق تلاميذ في البيضاء

صوت وصورة
أُسر "ضحايا ميانمار"
الخميس 16 ماي 2024 - 21:10

أُسر "ضحايا ميانمار"

صوت وصورة
تصنيف الأدباء الأفارقة
الخميس 16 ماي 2024 - 20:34

تصنيف الأدباء الأفارقة

صوت وصورة
"الجيل الأخضر" ودعم الفلاحة التضامنية
الخميس 16 ماي 2024 - 18:00

"الجيل الأخضر" ودعم الفلاحة التضامنية

صوت وصورة
أخنوش يتلو خطاب الملك إلى القمة العربية
الخميس 16 ماي 2024 - 16:52

أخنوش يتلو خطاب الملك إلى القمة العربية

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.