كشف المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) عن تسجيل رقم معاملات بقيمة 91.2 مليار درهم خلال السنة الماضية، بعدما بصمت المجموعة على عودة قوية للنشاط خلال النصف الثاني من السنة، تحديدا الفصل الأخير منها، مدعومة باستراتيجية تجارية فعالة، وتدبير معقلن للتكاليف، إضافة إلى شروط سوق ملائمة، ساهمت في انتعاش الطلب العالمي خلال الفصلين الثالث والرابع من 2023.

وأكد مصطفى تراب، الرئيس المدير العام لمجمع الفوسفاط، تعليقا على الحصيلة المالية السنوية للمجموعة اليوم الخميس، على إظهارها أداء قويا رغم ظروف السوق التي طبعت بتراجع ملحوظ في أسعار المنتوجات الفوسفاطية مقارنة مع النتائج الاستثنائية المحققة في 2022، فيما عادت هذه الظروف خلال الفصل الثاني من السنة الماضية لتتحسن بالنسبة إلى الأسمدة الفوسفاطية، حيث ارتفعت أسعارها واستقرت خلال ما تبقى من أشهر السنة.

تعزيز المرونة الصناعية

استمر انتعاش أسعار الأسمدة الفوسفاطية خلال الفصلين الثالث والرابع من السنة الماضية، وساهم هذا التطور، بشكل جزئي، في تعويض انخفاض الأسعار الملحوظ خلال النصف الأول من 2023، علما أن الطلب العالمي على الأسمدة سجل نموا خلال النصف الثاني من السنة، مدفوعا بتراجع المخزونات والظروف الاقتصادية المواتية للفلاحين.

في المقابل، سجل رقم معاملات المعدن الخام والحامض الفوسفوري خلال السنة الماضية انخفاضا بلغ على التوالي 18 في المائة و40 في المائة بالعملة المحلية، تحت تأثير عودة الأسعار إلى مستواها العادي، غير أن هذا الانخفاض جرى تعويضه بارتفاع في الكميات المصدرة خلال النصف الثاني من السنة الماضية.

واعتبرت إدارة المجموعة الفوسفاطية في تحليلها للنتائج المالية السنوية، أن أنشطة الأسمدة استفادت من بلوغ الصين حصصها الخاصة بتصدير الأسمدة، لتراجع صادراتها بشكل ملحوظ، ما حفز بالتالي الطلب في السوق الدولية، وأدى في النهاية إلى زيادة الأسعار، موضحة أن عددا من كبار الزبائن في العالم، خصوصا البرازيليين، خرجوا من زاوية الانتظار إلى الشراء، وشرعوا في اقتناء كميات مهمة من الأسمدة، ما شكل ضغطا إضافيا على الأسعار.

وأشار التحليل إلى التأثير المباشر لارتفاع أسعار مواد أولية ابتداء من يوليوز الماضي، خصوصا منتوجات مثل “الأمونياك”، على أسعار مواد مصنعة، مساهمة في مجمل ارتفاعات الأسعار المسجلة في السوق، موضحا أن المرونة الصناعية والكفاءة التجارية والريادة في تدبير التكاليف مكنت مجمع الفوسفاط من رفع حجم مبيعاته من “ثلاثي صوديوم الفوسفاط” TSP، بعد تسجيل طلب متصاعد في عدة دول، مثل الهند وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث يعد هذا المنتوج مطلوبا جدا في عمليات تسميد محاصيل البقوليات.

مؤشرات مالية إيجابية

حقق المجمع الشريف للفوسفاط رقم معاملات بقيمة 30.2 مليار درهم خلال الفصل الرابع من السنة الماضية، من أصل رقم معاملات سنوي بلغ 91.2 مليار درهم، حيث ربطت المجموعة هذا التطور بظروف السوق التي شهدت دينامية ترجمت إلى ارتفاع ملحوظ في المبيعات.

وفي تحليلها لتراجع رقم المعاملات السنوي بين 2023 و2022، أشارت المجموعة الفوسفاطية إلى أن المقارنة تفترض استحضار خصوصية السنة ما قبل الماضية، التي شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار المواد الأولية والفوسفاط، منبهة إلى أن رقم معاملات السنة الماضية سجل ارتفاعا مهما بزائد 8 في المائة مقارنة مع 2021.

وأكد مجمع الفوسفاط أن النجاعة التشغيلية والريادة على مستوى التكاليف دعما تحقيق ربح خام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك (EBITDA) في حدود 29.3 مليار درهم، ما ساهم في تحصيل هامش ربح عند 32 في المائة، وهو المستوى الذي يظل فوق المتوسط بالنسبة إلى الصناعة، ويشهد على مقاومة المجموعة، التي بلغ حجم استثماراتها 26.8 مليار درهم خلال السنة الماضية، بارتفاع مقارنة مع 2022.

وعزا الفاعل الرئيسي في صناعة الأسمدة تطور حجم استثماراته إلى برنامجه الاستثماري الأخضر، الذي واصل الاستثمار بشكل مسؤول من أجل تقوية تنافسية المجموعة واستدامتها، والاستجابة لمشاكل نقص الأمن الغذائي العالمي، وإشباع نمو الطلب على المدى المتوسط، ولو بشكل جزئي.

وواصلت المجموعة بثبات برامجها الاستثمارية من خلال اعتماد نهج مرن، فبعد نجاح تشغيل أول ثلاثة خطوط إنتاج للأسمدة، مع توقعات بجاهزية تشغيل خطين اثنين آخرين خلال النصف الأول من السنة الجارية، وزيادة تدريجية في الإنتاج، متكيفة مع تطورات السوق والطلب.

ويندرج تقدم استثمارات المجموعة الفوسفاطية في إطار البرنامج الطموح الذي أعلنت عنه خلال 2022، بهدف تعزيز موقعها في السوق العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، تتوافق هذه الاستراتيجية مع سياسة مجمع الفوسفاط، التي تتمثل في الاستثمار بشكل معاكس لدورة الأعمال، من أجل استغلال الفرص عند استعادة السوق، وبالتالي تظل المجموعة في وضع مثالي للاستفادة من النمو المتوقع في الطلب العالمي.