×

المغربية هناء ميكو ح: تجربة تشكيلية في عوالم اللاوعي

المغربية هناء ميكو ح: تجربة تشكيلية في عوالم اللاوعي | Azzaman

المغربية هناء ميكو ح: تجربة تشكيلية في عوالم اللاوعي

كاظم بهية – الزمان

“فنانة تشكيلية اجتماعية مرحة تتميز بالاحترافية والجدية في العمل للغاية، حساسة لكل ما هو جميل ومختلف ومتميز”.

هكذا وصفت نفسها التشكيلية المغربية هناء ميكو، في بداية حواري معها، وعن كيفية اكتشاف موهبتها في عالم التشكيل ومن ساعدها على تنميتها، قالت الفنانة هناء: موهبتي الفنية ظهرت في سن مبكرة جدا، وكان اهتمامي بالرسم والألوان وكل ما يتعلق بالجمال من حولي واضحا للجميع منذ أن كنت طفلة صغيرة.

يعود هذا إلى والدتي بحكم إجادتها للرسم، وأيضًا لشغفي الكبير بتطوير هذه الموهبة الفنية، والذي بدأ في فترة الدراسة الابتدائية، حيث ساعدتني في الرسم بمواد العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى توفير الظروف المناسبة النفسية والمادية لتطوير هذا الشغف بالرسم، وشراء المجلات والكتب والمواد الخاصة بالرسم لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات، وأيضا لإعادة تدويرها بتجميع الصور الفنية خصوصا تعابير الوجوه لتركيبها وتلصيقها في ألبومات بتقنية الكولاج الفنية.

أما عن المواضيع التي تستهويها وترسمها فقالت: تستهويني الرموز التعبيرية ذات الدلالات الايحائية الواقعية والتجريدية، من خلالها أستطيع نقل الأفكار والمواضيع الإنسانية بشكل مادي وشعوري يثير رهافتي ويخاطب روحي بقوة، وأعبر من خلالها عن مجموعة من القيم والتأملات والتجارب. أرسم كل ما يتعلق بالإنسان خصوصا المرأة وتعابير الوجوه التي تحمل المشاعر المفعمة بالحيوية، وأيضا الأشكال العضوية للكائنات الحية الأخرى مثل النباتات والحيوانات، خصوصا الطيور والخيول لأنها ترمز للأصالة والحرية والسلام.

وذكرت الفنانة هناء أن أحد الفنانين التشكيليين الذي يثير اهتمامها هو “l’art brut” جون دوبيفي وإدوارد مونش، صاحب لوحة “الصرخة” التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الفن الحديث، بالإضافة إلى الفنان المغربي فريد بلكاهية، وتقنيته التجريدية التي تعبر عن تقاليد حرفية أزلية على مواد مثل الجلد والنحاس.

وعن موضوع اللوحة ومضمونها قالت: أتعامل مع اللوحة كمادة حية تستجيب لما يدفعني إليه وجداني الفطري، أحيانًا ألتقط الصدفيات والأفكار التي يثيرها الحدس في داخلي وأحولها إلى إبداعات جديدة، وأحيانًا أبدأ بفكرة محددة وأعمل على تطويرها بمزج تقنيات متعددة، حتى تصبح هناك تفاعلية بيني وبين اللوحة.

وبخصوص الفضاءات التي يحتاجها الرسام قالت: من وجهة نظري كفنان، يمكن للإبداع أن ينشأ في أي مكان، سواء كان مفتوحًا أو مغلقًا، ولكن يمكن أن تتطلب الأعمال الكبيرة أو النحتية مساحات مخصصة وورش عمل كبيرة لتمكين الفنان من التعامل بحرية مع المواد.

وعن علاقتها بالألوان قالت: كوني شاعرة ومرهفة الإحساس بكل ما هو جميل، فهناك علاقة رائعة وحميمة بالألوان، حيث نتجاذب الحب كما تفعل الشمس بإشعاعها والقمر بنوره، فأعتقد أن اللوحة بألوانها تشكل قصيدة شعرية، وأميل إلى الألوان المبهجة الصارخة والألوان الترابية التي تعكس الطبيعة بوضوح وشفافية، ولا أحب الضبابية في استخدام الألوان.

والفنانة التشكيلية هناء ميكو، حاصلة على بكالوريوس آداب عصرية من مكناس في عام 1992، وشهادة من المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء بتخصص فن الصباغة في عام 1997، بالإضافة إلى كونها شاعرة وكاتبة، حيث صدر لها ديوان بعنوان “على عتبة الروح”، كما أنها مصممة ومنتجة للأزياء في الكرنفال المدرسي باستخدام الورق والكرتون والثوب.

ويجدر بالذكر أن الفنانة هناء ميكو شاركت في العديد من المعارض والفعاليات الفنية، بما في ذلك تدريب في بوردو بفرنسا في عام 1996، ومعرض ضمن المشروع الدولي للسنة المغربية في فرنسا، ومشاركتها في المعارض الجماعية المختلفة مثل معرض احتفالات ذكرى المسيرة الخضراء في بنسليمان في عام 2019، والمعرض الجماعي الافتراضي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الدار البيضاء في عام 2021، إلى جانب مشاركتها في المسابقات الفنية المختلفة مثل معرض ترودانت مع جمعية “فام أرت” في عام 2022، ومعرض في جاليري “ليفينج آرت 4″، ومعرض في المركب الثقافي مصطفى الزبدي بالدار البيضاء في عام 2023، إلى جانب المعارض المدرسية التي تقيمها سنويًا بمواضيع متنوعة.

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 2 أشهر | 3 قراءة)
.