هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تواصل العدوان على غزة.. هكذا يمر شهر رمضان على مسلمي الولايات المتحدة
صحافة دولية
مع تواصل العدوان على غزة.. هكذا يمر شهر رمضان على مسلمي الولايات المتحدة
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعده ريس ثيبولت، ومولي هينسي- فيسك، وإيمانويل فيلتون، رصدوا فيه رمضان المسلمين في الولايات المتحدة الذي يكتنفه الحزن وسط الموت والدمار في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر السادس على التوالي.
وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "في منطقة يوربا ليندا بأورانج كاونتي بكاليفورنيا قررت إدارة المسجد توفير المال المخصص لوجبات رمضان وجمع 50,000 دولار من أجل إطعام جياع غزة. وفي ديترويت، التي تعيش فيها غالبية عربية ألغيت احتفالات رمضان".
وقال إن "في هيوستون، ناقش بعض المسلمين ما يجب عمله في تزيين البيوت التقليدي عند حلول شهر رمضان، وتعيد العائلات في نورث إيست التفكير في الدعوات الرمضانية، وبالمحصلة، فلا أحد في مزاج احتفالي برمضان. ففي هذا العام، يتكشف رمضان الذي يكون عادة شهر احتفال وتعبد، بشكل رسمي وسط المجتمعات المسلمة في أمريكا، في وقت تواصل فيه إسرائيل القصف على غزة وتدفعه إلى حافة المجاعة".
وأضاف أنه "في الوقت الذي تدور فيه الحرب بعيدا بآلاف الأميال، إلا أن حضورها عميق في مساجد الولايات المتحدة خلال هذا الشهر المقدس، حيث ينتظر روادها أخبارا عن العائلات المحاصرة وينتقلون عبر صور الدمار المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي".
ونقل التقرير عن سارة فرسخ المولودة في غزة وتعيش مع عائلتها في أورانج كاونتي، قولها إن "رمضان هذا لا يشبه قبله" و"في بيتي، فلسطين في عقولنا بشكل دائم ومن الصعب الاحتفال بأي شيء وما يجري في فلسطين، الضفة الغربية وغزة هو كابوس شامل".
وبدلا من وضع الأطباق التقليدية الفلسطينية على الطاولة مثل المسخن والكنافة، تقضي فرسخ أوقاتها في التظاهر وتحاول إخراج عماتها وأعمامها وأبناء عمومتها العالقين في غزة إلى بر الأمان.
وذكرت لمعدي التقرير، أنه "بالنسبة لي هو ضغط وقلق دائم" و"لا نعمل بشكل طبيعي فعقولنا في مكان آخر".
ومع تواصل الحرب للشهر السادس، يقول المسلمون الأمريكيون إنهم يشعرون بعواطف ممزوجة. فمن جهة يشعرون بالحزن على العنف الدائم الذي حول معظم غزة إلى أنقاض وخلق كارثة إنسانية. ومن جهة ثانية فهم غاضبون على قادة الولايات المتحدة الذين قدموا الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل طوال الحرب، حسب التقرير.
ولفت إلى أنهم "شعروا بالدعم والتضامن الواسع مع فلسطين في كل أنحاء الولايات المتحدة، مع أنهم يشعرون بالخوف من الإسلاموفوبيا والتمييز، اللذين زادا بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. كل هذا جعل رمضان في الولايات المتحدة وقتا صعبا مليئا بالذكريات الحزينة للمعاناة فيما وراء البحار والعائلات التي لن تلتقي أبدا في العطلات الصيفية والمساجد المدمرة التي لن يذهب إليها المصلون وفي شهر رمضان الكريم الذي يكون فيه الطعام حاضرا، فكل سكان غزة لا يجدون ما يكسرون فيه صيامهم".
وتابع التقرير أنه في المركز الإسلامي في يوربا ليندا، الذي كان في الماضي كنيسة ولا يبعد عن لوس أنجلس سوى 40 ميلا، قال مسؤولو المركز إن الحرب في غزة دفعتهم لاختيار فكرة "الشكر" كشعار لرمضانهم. وقالت فيروز مصطفى، مسؤولة البرامج في المسجد "أظهر لنا سكان غزة العزيمة" و"جردوا من كل أساسيات حياتهم، وكل ما لديهم هو الإيمان، وهو ما يظهر لنا قوة الإيمان، ونحن ممتنون لهم لهذا"، وفقا للتقرير.
وفي ليلة سابقة، تجمع مئات المصلين لصلاة التراويح، وتم تخصيص جزء منها لغزة. وبعد الصلاة تجمع الكثيرون خارج المسجد لتناول الشاي والسؤال عن الأحوال. وقال أحمد صبح، المدير الديني للمركز، في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، إن المزاج مكبوت مقارنة مع السنوات السابقة، ولا يقتصر الأمر على الثقل العاطفي المجرد الذي يحملونه. وقال صبح الذي يعود في أصوله إلى الضفة الغربية: "نشاهده" و"نشاهد لقطات فيديو كل يوم تظهر الناس وهم يموتون، آباء يحملون أجساد أطفالهم. أطفال يصرخون إلى جانب جثث أمهاتهم، أجنة يموتون في الحاضنات، ونرى كل هذا".
ومثل بقية المساجد، يوضح التقرير أن المركز الإسلامي ليوربا ليندا زاد من الحراسات بعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر، وقال صبح لم تسجل حوادث كبرى. والآن وأكثر من أي وقت مضى فإن المجتمع جائع لدفعة روحية. وفي بعض الليالي يصلي أكثر من ألف شخص في المسجد. وحولوا حزنهم للصدقة وقللوا من الطعام ويجمعون المال لغزة وتبرعوا للجماعات غير الربحية التي تقف خارج المسجد كل يوم.
وفي ديترويت، التي تعيش فيها أكبر جالية عربية ومسلمة في أمريكا، فرمضان العام الحالي مختلف عن السنوات الماضية. ففي ديربورن، ألغي مهرجان السحور السنوي والذي عادة ما يجلب إليه حوالي 15,000 شخص من أمريكا.
ونقل التقرير عن مؤسس المناسبة حسن شامي، قوله إن المناسبة هي مناسبة فرح ولا تبدو مناسبة هذا العام و"لا أريد تحمل مسؤولية تنظيم مناسبة كهذه" و"هناك الكثير من الناس الذين يموتون ويجوعون في غزة".
ويتابع التقرير أنه بالمثل قررت المدينة إلغاء احتفالات رمضان احتراما للكثير من السكان الذين يندبون أقاربهم الذين ماتوا في غزة. وقال عمدة ديربورن، عبد الله حمود إن "خيار إلغاء ليالي رمضان هو قرار المجتمع ويساعدنا للتركيز على من نحبهم هنا وفيما وراء البحار". وفي المركز الإسلامي في ديترويت، يقود الإمام عمران صالحة الصلاة ويقدم أحاديث عن غزة خلال الأشهر الماضية، لكنه زاد من وتيرة الدروس التي استجاب لها المجتمع. وقال إن رواد المسجد يقلون مع مرور الشهر الفضيل، إلا أن المسجد كان مكتظا كل ليلة و"نحن نصلي في وقت عالي الكثافة".
وأضاف صالحة، الذي جاء والداه من الضفة الغربية، في حديثه للصحيفة الأمريكية، قائلا: "يقول الناس: كنت أصوم لأن والدي يصومان، ولكنني أصلي اليوم لأنني أريد الله أن يستجيب لدعواتنا وأنا أصوم بسبب أهل غزة". وكان هاني سالم، واحدا من حوالي 100 شخص شاركوا بالصلاة في المسجد في مساء سابق "لا نشعر بالفرح"، وعاش سالم الذي جاء من الضفة الغربية في الولايات المتحدة لعقود "حتى عندما نأكل فإننا نفكر بالناس الذين يموتون بسبب عدم توفر الطعام. وفي كل يوم نسمع قصة"، حسب التقرير.
وفي ولاية ميتشغان، وأكثر من أي مكان آخر، يشعر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتراجع شعبيته، بسبب دعمه لإسرائيل، وحتى مع تغير نبرته من العنف في غزة. ومع أنه فاز بالانتخابات التمهيدية إلا أن أكثر من 100,000 صوتوا بغير ملتزم في ولاية مهمة ومتأرجحة. وقال سالم إنه لا يحتمل فكرة التصويت لبايدن وربما لن يشارك في الانتخابات إلا حالة تغير شيء، حسب التقرير.
ويتابع التقرير بالإشارة إلى هيوستون حيث يقود المحافظون أكبر منظمة إسلامية، موضحا أن "ردة الفعل هي حزبية من الدعم الأمريكي لإسرائيل".
وينقل التقرير عن روجر يلتون، المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية لهيوستون الكبرى، قوله: "نفهم أن ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر كان خطأ" و"كوني جمهوريا أعرف كل هذا ولكنني تعلمت الكثير من هذا".
ونشأ يلتون، 69 عاما كمسيحي ميثودي ولكنه اعتنق الإسلام وهو في العشرينات من عمره وعمل سنوات في دول إسلامية وبقطاع النفط. ويعيش في شمال هيوستون وفي واحدة من أكثر المناطق المحافظة في الولاية. وعلى خلاف بقية الجمهوريين، فهو لا يدعم المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفقد صهره المصري عائلته في غزة، ومثل الآلاف الذين يؤمون المركز في رمضان فهو يصلي لوقف إطلاق النار. و"مع مرور أيام الشهر، فسيكون مليئا بالدعوات والطلب من الله أن يمنحنا الرحمة ويوقف العنف والألم"، ويدعو دعاء واحدا وبشكل مستمر "اللهم فرج عن الصابرين". وقال يلتون لمعدي التقرير: "إذا كان هناك شخص يعاني فنحن نعاني".
وشعرت روبينا زمان، التي تعيش في حي بهيوستون، أنها وصديقاتها شعرن بالذنب لتزيين البيوت أثناء رمضان. وقالت: "تمضي في حياتك اليومية ولكنها في كل صلاة تؤديها" و"عندما أفطر فإنني أصلي لهم".
وأضافت في حديثها لمعدي التقرير، أن صديقتها ستعقد حفل استقبال المولود الجديد، وبدلا من الهدايا طلبت التبرعات للفلسطينيين. وقالت زمان: "يحاول الناس عمل ما يمكنهم عمله". وبالنسبة لحسين يطربي،31 من برونكس في نيويورك، فالمساعدة تعني التركيز على مجتمعه المسلم. ومن السهل أن يغمرك الحجم الهائل مع المأساة في غزة، ولهذا حاول البحث عن دعم من المجتمع المسلم من المهاجرين الجدد في نيويورك.
ويقول يطربي، المدير التنفيذي للمؤسسة غير الربحية "شبكة المجتمع المسلم" إنه كان يوزع قناني المياه والوجبات الساخنة على المسجد وكان يلتقي مع قادة المجتمع المحلي لدعم المسلمين في المدينة، و"رمضان هو شهر التأمل وأن كل شيء لديك في الحياة هو رحمة"، و"بالنسبة لي فهو النظر لكي شيء حصلت عليه"، حسب التقرير.
وفي بيتها في بروفندس برود أيلاند، كانت دانيا رضا تجمع كمية من الكزبرى تحضيرا لاستضافة 20 فردا من عائلتها وأصدقائها للإفطار، ولكنها لم تكن متأكدة إن كان يجب عليها عمل هذا "لا أحد يشعر بالاحتفال هذا العام ويتميز رمضان دائما بالاحتفال". ورضا هي أستاذة في القانون بجامعة ماساشوستس ودائما مشغولة بالتنظيم. وقادت حملة ناجحة لدفع اتحاد الأساتذة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وكانت ناشطة في إقناع الناخبين في ماساشوستس للتصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الشهر.
وفي النهاية قررت عقد حفلة الإفطار لأنها تريد من أبنائها مواصلة الحياة، مهما كانت التحديات التي يواجهون، كما في حالة غزة. وطالما عزز رمضان من الصلة بين المسلمين حول العالم، وهو رابطة ضرورية و"في أيام الشدة فمن المهم أن نجتمع معا"، وفقا لما نقله التقرير.
وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "في منطقة يوربا ليندا بأورانج كاونتي بكاليفورنيا قررت إدارة المسجد توفير المال المخصص لوجبات رمضان وجمع 50,000 دولار من أجل إطعام جياع غزة. وفي ديترويت، التي تعيش فيها غالبية عربية ألغيت احتفالات رمضان".
وقال إن "في هيوستون، ناقش بعض المسلمين ما يجب عمله في تزيين البيوت التقليدي عند حلول شهر رمضان، وتعيد العائلات في نورث إيست التفكير في الدعوات الرمضانية، وبالمحصلة، فلا أحد في مزاج احتفالي برمضان. ففي هذا العام، يتكشف رمضان الذي يكون عادة شهر احتفال وتعبد، بشكل رسمي وسط المجتمعات المسلمة في أمريكا، في وقت تواصل فيه إسرائيل القصف على غزة وتدفعه إلى حافة المجاعة".
وأضاف أنه "في الوقت الذي تدور فيه الحرب بعيدا بآلاف الأميال، إلا أن حضورها عميق في مساجد الولايات المتحدة خلال هذا الشهر المقدس، حيث ينتظر روادها أخبارا عن العائلات المحاصرة وينتقلون عبر صور الدمار المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي".
اظهار أخبار متعلقة
ونقل التقرير عن سارة فرسخ المولودة في غزة وتعيش مع عائلتها في أورانج كاونتي، قولها إن "رمضان هذا لا يشبه قبله" و"في بيتي، فلسطين في عقولنا بشكل دائم ومن الصعب الاحتفال بأي شيء وما يجري في فلسطين، الضفة الغربية وغزة هو كابوس شامل".
وبدلا من وضع الأطباق التقليدية الفلسطينية على الطاولة مثل المسخن والكنافة، تقضي فرسخ أوقاتها في التظاهر وتحاول إخراج عماتها وأعمامها وأبناء عمومتها العالقين في غزة إلى بر الأمان.
وذكرت لمعدي التقرير، أنه "بالنسبة لي هو ضغط وقلق دائم" و"لا نعمل بشكل طبيعي فعقولنا في مكان آخر".
ومع تواصل الحرب للشهر السادس، يقول المسلمون الأمريكيون إنهم يشعرون بعواطف ممزوجة. فمن جهة يشعرون بالحزن على العنف الدائم الذي حول معظم غزة إلى أنقاض وخلق كارثة إنسانية. ومن جهة ثانية فهم غاضبون على قادة الولايات المتحدة الذين قدموا الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل طوال الحرب، حسب التقرير.
ولفت إلى أنهم "شعروا بالدعم والتضامن الواسع مع فلسطين في كل أنحاء الولايات المتحدة، مع أنهم يشعرون بالخوف من الإسلاموفوبيا والتمييز، اللذين زادا بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. كل هذا جعل رمضان في الولايات المتحدة وقتا صعبا مليئا بالذكريات الحزينة للمعاناة فيما وراء البحار والعائلات التي لن تلتقي أبدا في العطلات الصيفية والمساجد المدمرة التي لن يذهب إليها المصلون وفي شهر رمضان الكريم الذي يكون فيه الطعام حاضرا، فكل سكان غزة لا يجدون ما يكسرون فيه صيامهم".
وتابع التقرير أنه في المركز الإسلامي في يوربا ليندا، الذي كان في الماضي كنيسة ولا يبعد عن لوس أنجلس سوى 40 ميلا، قال مسؤولو المركز إن الحرب في غزة دفعتهم لاختيار فكرة "الشكر" كشعار لرمضانهم. وقالت فيروز مصطفى، مسؤولة البرامج في المسجد "أظهر لنا سكان غزة العزيمة" و"جردوا من كل أساسيات حياتهم، وكل ما لديهم هو الإيمان، وهو ما يظهر لنا قوة الإيمان، ونحن ممتنون لهم لهذا"، وفقا للتقرير.
وفي ليلة سابقة، تجمع مئات المصلين لصلاة التراويح، وتم تخصيص جزء منها لغزة. وبعد الصلاة تجمع الكثيرون خارج المسجد لتناول الشاي والسؤال عن الأحوال. وقال أحمد صبح، المدير الديني للمركز، في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، إن المزاج مكبوت مقارنة مع السنوات السابقة، ولا يقتصر الأمر على الثقل العاطفي المجرد الذي يحملونه. وقال صبح الذي يعود في أصوله إلى الضفة الغربية: "نشاهده" و"نشاهد لقطات فيديو كل يوم تظهر الناس وهم يموتون، آباء يحملون أجساد أطفالهم. أطفال يصرخون إلى جانب جثث أمهاتهم، أجنة يموتون في الحاضنات، ونرى كل هذا".
ومثل بقية المساجد، يوضح التقرير أن المركز الإسلامي ليوربا ليندا زاد من الحراسات بعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر، وقال صبح لم تسجل حوادث كبرى. والآن وأكثر من أي وقت مضى فإن المجتمع جائع لدفعة روحية. وفي بعض الليالي يصلي أكثر من ألف شخص في المسجد. وحولوا حزنهم للصدقة وقللوا من الطعام ويجمعون المال لغزة وتبرعوا للجماعات غير الربحية التي تقف خارج المسجد كل يوم.
وفي ديترويت، التي تعيش فيها أكبر جالية عربية ومسلمة في أمريكا، فرمضان العام الحالي مختلف عن السنوات الماضية. ففي ديربورن، ألغي مهرجان السحور السنوي والذي عادة ما يجلب إليه حوالي 15,000 شخص من أمريكا.
ونقل التقرير عن مؤسس المناسبة حسن شامي، قوله إن المناسبة هي مناسبة فرح ولا تبدو مناسبة هذا العام و"لا أريد تحمل مسؤولية تنظيم مناسبة كهذه" و"هناك الكثير من الناس الذين يموتون ويجوعون في غزة".
ويتابع التقرير أنه بالمثل قررت المدينة إلغاء احتفالات رمضان احتراما للكثير من السكان الذين يندبون أقاربهم الذين ماتوا في غزة. وقال عمدة ديربورن، عبد الله حمود إن "خيار إلغاء ليالي رمضان هو قرار المجتمع ويساعدنا للتركيز على من نحبهم هنا وفيما وراء البحار". وفي المركز الإسلامي في ديترويت، يقود الإمام عمران صالحة الصلاة ويقدم أحاديث عن غزة خلال الأشهر الماضية، لكنه زاد من وتيرة الدروس التي استجاب لها المجتمع. وقال إن رواد المسجد يقلون مع مرور الشهر الفضيل، إلا أن المسجد كان مكتظا كل ليلة و"نحن نصلي في وقت عالي الكثافة".
وأضاف صالحة، الذي جاء والداه من الضفة الغربية، في حديثه للصحيفة الأمريكية، قائلا: "يقول الناس: كنت أصوم لأن والدي يصومان، ولكنني أصلي اليوم لأنني أريد الله أن يستجيب لدعواتنا وأنا أصوم بسبب أهل غزة". وكان هاني سالم، واحدا من حوالي 100 شخص شاركوا بالصلاة في المسجد في مساء سابق "لا نشعر بالفرح"، وعاش سالم الذي جاء من الضفة الغربية في الولايات المتحدة لعقود "حتى عندما نأكل فإننا نفكر بالناس الذين يموتون بسبب عدم توفر الطعام. وفي كل يوم نسمع قصة"، حسب التقرير.
وفي ولاية ميتشغان، وأكثر من أي مكان آخر، يشعر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتراجع شعبيته، بسبب دعمه لإسرائيل، وحتى مع تغير نبرته من العنف في غزة. ومع أنه فاز بالانتخابات التمهيدية إلا أن أكثر من 100,000 صوتوا بغير ملتزم في ولاية مهمة ومتأرجحة. وقال سالم إنه لا يحتمل فكرة التصويت لبايدن وربما لن يشارك في الانتخابات إلا حالة تغير شيء، حسب التقرير.
ويتابع التقرير بالإشارة إلى هيوستون حيث يقود المحافظون أكبر منظمة إسلامية، موضحا أن "ردة الفعل هي حزبية من الدعم الأمريكي لإسرائيل".
وينقل التقرير عن روجر يلتون، المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية لهيوستون الكبرى، قوله: "نفهم أن ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر كان خطأ" و"كوني جمهوريا أعرف كل هذا ولكنني تعلمت الكثير من هذا".
ونشأ يلتون، 69 عاما كمسيحي ميثودي ولكنه اعتنق الإسلام وهو في العشرينات من عمره وعمل سنوات في دول إسلامية وبقطاع النفط. ويعيش في شمال هيوستون وفي واحدة من أكثر المناطق المحافظة في الولاية. وعلى خلاف بقية الجمهوريين، فهو لا يدعم المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفقد صهره المصري عائلته في غزة، ومثل الآلاف الذين يؤمون المركز في رمضان فهو يصلي لوقف إطلاق النار. و"مع مرور أيام الشهر، فسيكون مليئا بالدعوات والطلب من الله أن يمنحنا الرحمة ويوقف العنف والألم"، ويدعو دعاء واحدا وبشكل مستمر "اللهم فرج عن الصابرين". وقال يلتون لمعدي التقرير: "إذا كان هناك شخص يعاني فنحن نعاني".
وشعرت روبينا زمان، التي تعيش في حي بهيوستون، أنها وصديقاتها شعرن بالذنب لتزيين البيوت أثناء رمضان. وقالت: "تمضي في حياتك اليومية ولكنها في كل صلاة تؤديها" و"عندما أفطر فإنني أصلي لهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت في حديثها لمعدي التقرير، أن صديقتها ستعقد حفل استقبال المولود الجديد، وبدلا من الهدايا طلبت التبرعات للفلسطينيين. وقالت زمان: "يحاول الناس عمل ما يمكنهم عمله". وبالنسبة لحسين يطربي،31 من برونكس في نيويورك، فالمساعدة تعني التركيز على مجتمعه المسلم. ومن السهل أن يغمرك الحجم الهائل مع المأساة في غزة، ولهذا حاول البحث عن دعم من المجتمع المسلم من المهاجرين الجدد في نيويورك.
ويقول يطربي، المدير التنفيذي للمؤسسة غير الربحية "شبكة المجتمع المسلم" إنه كان يوزع قناني المياه والوجبات الساخنة على المسجد وكان يلتقي مع قادة المجتمع المحلي لدعم المسلمين في المدينة، و"رمضان هو شهر التأمل وأن كل شيء لديك في الحياة هو رحمة"، و"بالنسبة لي فهو النظر لكي شيء حصلت عليه"، حسب التقرير.
وفي بيتها في بروفندس برود أيلاند، كانت دانيا رضا تجمع كمية من الكزبرى تحضيرا لاستضافة 20 فردا من عائلتها وأصدقائها للإفطار، ولكنها لم تكن متأكدة إن كان يجب عليها عمل هذا "لا أحد يشعر بالاحتفال هذا العام ويتميز رمضان دائما بالاحتفال". ورضا هي أستاذة في القانون بجامعة ماساشوستس ودائما مشغولة بالتنظيم. وقادت حملة ناجحة لدفع اتحاد الأساتذة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وكانت ناشطة في إقناع الناخبين في ماساشوستس للتصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الشهر.
وفي النهاية قررت عقد حفلة الإفطار لأنها تريد من أبنائها مواصلة الحياة، مهما كانت التحديات التي يواجهون، كما في حالة غزة. وطالما عزز رمضان من الصلة بين المسلمين حول العالم، وهو رابطة ضرورية و"في أيام الشدة فمن المهم أن نجتمع معا"، وفقا لما نقله التقرير.
المزيد حول هذا الموضوع
مقطع صوتي مسرب يُظهر حجم إحباط بايدن من نتنياهو.. دعا إلى "لقاء يسوع"
12-Mar-24 06:29 AM
موقع أمريكي: ترامب أسوأ من بايدن عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل"
06-Mar-24 05:40 PM
منوعات | المصدر: عربي 21 (منذ: 7 أشهر | 6 قراءة)
.