سارة جاسم

جرائم الضرب والعنف تتصاعد ضد الأطفال في العراق وباتت شبه يومية ، فلا يمر أسبوع بلا رصد لحالات للأطفال موثقة بالتعنيف الشديد لأحدهم.. فأتسائل ماخفي من يعلم به أو يسمع صوته ؟

إنتشار مقطع فيديو الطفل وكأنه كيس ملاكمة ، كان بمثابة فيلم رعب أشعل وسائل التواصل الاجتماعي العراقية تعاطفاً مع هذا الطفل، ليطلقوا هاشتاغ “أنقذوا الطفل من الملاكمة” ، لم يكن هذا الطفل الحالة الأولى التي تتصدر الترند ولن تكون الأخيرة بسبب صم الأذان في مجلس النواب عن مايحدث.

ولا حياة لمن تنادي لأصوات المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في المطالب التي بَح صوتهم في محاولة أيصالها و الأسراع بوضع حد عاجل وصارم لهذه الانتهاكات الواسعة لحقوق الطفل العراقي وكرامته الإنسانية، وذلك عبر إقرار قانوني مكافحة العنف الأسري وقانون حماية الأطفال، كون نسب حوادث وجرائم العنف ضد الأطفال والنساء، باتت مخيفة وتهدد بنخر مجتمعي خطير .

لا أجد مبرر حقيقي لمنع تشريع هذه القوانين التي تم الاعتراض عليها من بعض الكتل سياسية ، والحجج انها مُخالفة للأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية.
هل الأعراف والتقاليد والعادات الصحيحة والسليمة هي استخدام العنف كتربية أتجاه هذه الفئات ؟

واستغرب ان العراق من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989. ورغم هذا يمتنع المشرع العراقي عن تطبيق بنودها رغم ادراكهم بارتفاع معدلات العنف ضد الأطفال لعدم وجود وتطبيق القوانين التي تحميهم .

إلى متى ستبقى الحلول تتخذ بعد الترند لكل مُعنف ؟ كم روح ستبقى تنتظر من يسمعها ويطرق باب الأعلام لكي ينظر أليه أصحاب القرار أو من له صلاحيه أنقاذه ..