البرهان يعلن تصحيح الثورة على البشير
القاهرة- مصطفى عمارة
الخرطوم – الزمان
في أول رد فعل على أحداث السودان أكد حسام زكي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لمراسل (الزمان) أن خروج السودان من الوضع الراهن يكمن في العمل بمواد الوثيقة الدستورية والتي وضعت خارطة طريق لإخراج السودان من أزمته، وأضاف زكي أن الجامعة العربية مستعدة للعب دور في الأزمة إذا طلب منها ذلك إلا أنه لا يوجد اتصال حتى الأن مع أي الأطراف. وفي الخرطوم، «. ظهر الفريق اول الركن عبدالفتاح البرهان الاثنين على شاشة التلفزيون ببزته العسكرية، وأعلن بنبرة حازمة أنه يريد «تصحيح الثورة» التي أطاحت بعمر البشير في 2019.
وأكد إعفاء الوزراء ووكلاء الوزراء من مهامهم، علما أن جزءا كبيرا من هؤلاء اعتقلوا منذ الفجر و أعلن البرهان الاثنين تشكيل حكومة كفاءات لإدارة البلاد الى حين انتهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات عامة.
وقال البرهان في خطاب وجهه الى الأمة عبر التلفزيون السوداني، وأعلن فيه حل كل مؤسسات المرحلة الانتقالية، لا سيما مجلس السيادة والحكومة، إنه «سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة» تدير شؤون البلاد الى حين تسليم السلطة الى «حكومة منتخبة»، مشددا على أن الجيش قرّر اتخاذ هذه الإجراءات ل»تصحيح مسار الثورة» التي أطاحت عمر البشير في العام 2019. في الشارع السوداني، يهتف متظاهرون ضده منذ أيام، رافضين «حكم العسكر». لكن بالنسبة الى آخرين يطالبون بحكومة عسكرية، هو المنقذ الذي سيحل كل مشاكل البلاد الاقتصادية والسياسية. قبل الإطاحة بالبشير، لعب البرهان دورا رئيسيا بعيدا عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، ثم أصبح في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكريّ الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على يد الجيش في 11 نيسان/أبريل 2019 إثر تظاهرات حاشدة استمرت خمسة أشهر. في 12 نيسان/أبريل، أدى البرهان اليمين كرئيس للمجلس العسكري الذي تولّى السلطة بعد البشير. تولّى البرهان منصبه بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري بعد أقل من 24 ساعة في السلطة، تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر الى ابن عوف على أنه من داخل النظام وحليف مقرب من الرئيس السابق.
تحوّل البرهان من شخصية تعمل في الظل إلى رئيس للبلاد بحكم الأمر الواقع.
وقال عنه في حينه ضابط في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته «البرهان ضابط رفيع المستوى في القوات المسلحة… لم يكن يوما تحت الأضواء كما هي الحال بالنسبة لابن عوف (الذي كان وزيرا للدفاع) والفريق أول ركن كمال عبد المعروف (الذي كان رئيس أركان الجيش)»
وفي القاهرة، أتهم مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أطرافا خارجية في إشارة إلى أثيوبيا بالوقوف وراء الاضطرابات التي تحدث حاليا في الخرطوم للتأثير على التنسيق المصري السوداني في ملف سد النهضة.
وفي السياق ذاته وفي استطلاع رأى أجريناه مع عدد من الخبراء حول الأزمة دعا اللواء محمد نعمة الخبير السياسي إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية وتشكيل حكومة تكنوقراط غير تابعة لحزب معين تتولى إدارة البلاد لحين إجراء الانتخابات حتى لا تعطي الفرصة لتدخل قوى خارجية في الأزمة، واتهم اللواء محمد نعمة الاتحاد الأفريقي بالسلبية في معالجة الأزمة منذ بدايتها مؤكدا أنّ الاتحاد الأفريقي كان يجب عليه منذ البداية متابعة تنفيذ الاتفاق الذي تم بين المكونين المدني والعسكري حتى لا تصل الأزمة إلى حافة الهاوية.
واعتبر السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ما حدث هو انقلاب عسكري كامل وأن الأوضاع في السودان عادت لنقطة الصفر وأتفق معه في الرأي الإعلامي والخبير السياسي طه خليفة مؤكدا أن السلطة العسكرية في السودان لم تكن جادة في تسليم الحكم للمدنيين لأن هذه ثمة السلطة العسكرية في العالم العربي.
وفي المقابل أيد الفريق حنفي عبد الله ما قام به الجيش السوداني معتبرا أن ما قام به الجيش حافظ على أمن السودان ووضع المسار الديمقراطي في الطريق الصحيح بعيدا عن تسلط قوى حزبية تحاول استغلال المسار الديمقراطي لتحقيق مصالحها الشخصية.