قتلى وجرحى في نيران الجيش على المتظاهرين
واشنطن – بروكسل- الخرطوم- الزمان
قال البيت الأبيض، الإثنين، إن الحكومة الأمريكية تشعر “بقلق عميق” من التقارير عن سيطرة الجيش على السلطة في السودان ما يتعارض مع إرادة شعب البلاد. فيما لوح مسؤول امريكي للشؤون الافريقية باحتمال إيقاف المساعدات الامريكية. وأدان الاتحاد الأوربي اعتقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وأعضاء بمجلس الوزراء وحث قائد الجيش على إطلاق سراحهم فورا.)
وقُتل متظاهران اثنان على الأقل مناصران للسلطة المدنية وأُصيب أكثر من 80 آخرين بجروح في رصاص أطلقه الجيش خلال تظاهرات مناهضة للانقلاب في الخرطوم، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المؤيدة لتسليم السلطة الى مدنيين.
واعتقل الجيش صباح الاثنين أغلب أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء مجلس السيادة المدنيين وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي كان يرأس مجلس السيادة حلّ المؤسسات الانتقالية وحالة الطوارىء في البلاد.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان على تويتر “ندعو قوات الأمن للإفراج فورا عن الذين تحتجزهم بصورة غير قانونية”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير “نرفض إجراءات الجيش وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية”.
وفي وقت سابق، نقل مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، قلقه البالغ إزاء “استيلاء عسكري” على الحكومة الانتقالية في السودان، قائلا إن هذا “مخالف للإعلان الدستوري”.
وأكد مبعوث واشنطن الخاص إلى منطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان في بيان على تويتر أن بلاده تشعر بـ»قلق بالغ» حيال تقارير تفيد الجيش على السلطة.
وجاء في بيان فيلتمان أن «هذا الأمر يتعارض مع الإعلان الدستوري (الذي يحدد الفترة الانتقالية) والتطلعات الديموقراطية للشعب السوداني».
اعتبرت موسكو أن «الانقلاب» يشكل «دليلا على أزمة حادة» يشهدها النظام «امتدت إلى كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد».
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن «التدخل الخارجي الكبير في الشؤون الداخلية للجمهورية أدى إلى فقدان ثقة مواطني السودان بالسلطة الانتقالية»، مشددة على أن «الحل داخلي».
ودانت ألمانيا «محاولة الانقلاب» التي يشهدها السودان، داعية إلى «وقفها فورا».
وجاء في بيان لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس «الأنباء عن محاولة انقلاب جديدة في السودان مقلقة. أدعو جميع المسؤولين عن الأمن والنظام في السودان إلى مواصلة انتقال السودان إلى الديموقراطية واحترام إرادة الشعب».
دانت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه «الانقلاب العسكري» في السودان وإعلان حال الطوارئ وتعليق العمل بمواد رئيسية في الوثيقة الدستورية وحل الأجهزة الحاكمة.
وجاء في بيان باشليه أن «هذه الأعمال تهدد اتفاقية جوبا للسلام وتقوّض التقدم المحرز نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان»، داعية السلطات العسكرية إلى «الالتزام بالوثيقة الدستورية والقانون الدولي المعمول به، والانسحاب من الشوارع، وحل أي خلافات بينها وبين المكوّن المدني في السلطات الانتقالية من خلال الحوار والتفاوض».
ونقل البيان عن المفوضة «استنكارها الشديد» لما ورد من أنباء تفيد باعتقال رئيس الوزراء ووزراء ومسؤولين وقادة.
أعربت جنوب إفريقيا عن «قلق بالغ إزاء الانقلاب الحاصل ومحاولات تقويض العملية الانتقالية السياسية في السودان»، داعية إلى الإفراج الفوري عن المسؤولين المعتقلين.
وجاء في بيان وزارة خارجية جنوب إفريقيا «نرفض أي محاولة غير دستورية لتغيير الحكومة وندينها».
دعا الاتحاد الأوروبي إلى الإفراج عن المسؤولين المدنيين مشددا على ضرورة «تجنّب العنف وسفك الدماء».
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية نبيلة مصرالي في تصريح لصحافيين «يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ حيال التقارير عن وضع رئيس الوزراء (عبدالله) حمدوك قيد الإقامة الجبرية واعتقال عدد من أعضاء القيادة المدنية وندعو إلى الإفراج سريعا عنهم».
حضّت جامعة الدول العربية كل الأطراف على التقيّد باتفاق تقاسم السلطة الموقع في آب/أغسطس 2019، معربة عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة التي يشهدها السودان.
وجاء في بيان للمنظمة «أعرب السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان مطالباً جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس 2019 بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020».
شددت وزارة الخارجية السعودية على «أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد»، مشيرة إلى أنها تتابع «بقلق واهتمام بالغ» الأحداث الجارية في السودان.
وجاء في بيان الخارجية السعودية أن الرياض تدعو إلى «الحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان الشقيق».
دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد الاثنين إلى «الاستئناف الفوري» للحوار بين الجيش السوداني والمدنيين بعدما اعتقلت قوات الأمن عددا من الشخصيات المدنية في الحكومة الانتقالية.
وجاء في بيان لفكي على تويتر «يدعو الرئيس (أي رئيس المفوضية) إلى الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والجيش في إطار الإعلان السياسي والمرسوم الدستوري».
أعربت الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» التي يتولى السودان حاليا رئاستها الدورية، عن «قلقها» إزاء التطورات التي يشهدها السودان، وأشارت إلى أنها «تتابع الأوضاع عن كثب».
وجاء في بيان للمنظمة التي تضم ثماني دول إفريقية أن «الأمين العام التنفيذي يدين بشدة أي محاولة لتقويض الحكومة الانتقالية ويحض كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».