×

حين يمتزج الفكر بالأدب – حسين الصدر

حين يمتزج الفكر بالأدب – حسين الصدر | Azzaman

حين يمتزج الفكر بالأدب – حسين الصدر

حين يمتزج الفكر بالأدب – حسين الصدر

-1-

لا نذيع سرّا اذا قلنا :

انّ النصوص المقروءة تكفينا لاكتشاف أصحابها ،

اننا حين نجد الفكر مُنساباً الى الأدب وممتزجا به –على نحو بليغ – نعرف أننا أمامَ مفكّر أديب، ولا يعرف الفَضْلَ – كما قيل – الاّ أهلُه .

-2-

انّ الكثير مما ينشر ويذاع ويملأ الاسماع ماهو في الحقيقة الاّ مِنَ الزخارف التي لا يستمتع بها الاّ (السيرياليون ) ..!!

-3-

وقد أطلعني الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العاتي على مقاطع من قصيدة له في المولد النبوي الشريف ، فسارعتُ الى إرسال رسالة وجيزة أَثمّن فيها القصيدة، وأثني فيها على الشاعر المفكر .

ثم عَنَّ لي بيتان أدرجتُهما في رسالتي الوجيزةِ آنفةِ الذِكْر .

وما كان منه – حفظه الله وأدام توفيقه – وهو ممن لا تغيب حروفه ولحونه عن المسرح الفكري والأدبي والثقافي ،الاّ أنْ كَتَبَ مقالةً عنوانها:

(الشعر والأدب بين الفكر والعاطفة)

وهي مقالة أحببنا أنْ نُتْحِفَ بها القراّء الاعزاء، فبادرنا الى نشرها

الشعر والادب بين الفكر والعاطفة

أ.د. إبراهيم العاتي

لقد استثارت المقاطع التي نشرتها من قصيدتي في مولد نبينا المصطفى محمد (ص)، قريحة سماحة العلامة الحجة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر – دام مؤيدا- فعلق عليها نثرا وشعرا، وقد اجبته على تحيته الشعرية، أما تعليقه النثري فقد أثار فيه قضية مهمة تتمثل في العلاقة بين البعدين العقلاني والعاطفي المؤثرين في الأدب عموما وفي الشعر خصوصا. لأن هناك من يرى أن الشعر يجب أن يغترف من تيار العاطفة او الشعور، وإلا فقد تأثيره لأنه سيصبح نثرا عادياً، لكن هناك من يعتقد أن الشعر الذي يبقى على مر الزمان، هو الذي يزاوج بين بين العقل والوجدان او بين الفكر والعاطفة ، كما هو الحال عند ابي تمام والمتنبي،  وابي العلاء المعري، وان كان الأخير أكثرميلا الى الفكر والفلسفة، منه الى الجوانب العاطفية.

وتبدو هذه القضية شديدة الوضوح عند الشاعر احمد الصافي النجفي، حينما طرح القضية، في مطلع حياته، على شكل تساؤل شعري يعبّرعن حيرة فكرية، هل يتجه  بكامل طاقته الى الفلسفة أم الى الشعر؟ ام الى الجمع بين الإثنين وهو ماحصل فعلا؟ فيقول:

 مقامي بين فلسفة وشعرِ فأيهما أتابع لســـت ادري؟

 فلي ظرفٌ بروح (ابي نؤاس) ولكن في وقاري (كالمعري)!

وسماحة السيد –حفظه الله- حينما اطلع على قصيدتي ، شخّص هذا المزج بين الفكر والادب، وهو ممن يميلون الى ذلك، (لأن الحصيلة -في رأيه- تكون غنية بالعطاء وجديرة بالثناء)، وهو تشخيص صائب، تؤكده الشواهد السابقة، وتؤكده تجربتي الشعرية والادبية التي لم تنقطع منذ صباي، رغم تخصصي الفلسفي! وشكرا لسماحة السيد على اثارته لهذا الموضوع الواسع بكلمات موجزة في رسالته الرقيقة التي ننشرها مع جوابنا على تحيته الشعرية المفعمة بالاخاء والمودة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 أخانا المعظّم الاستاذ الدكتور ابراهيم العاتي دام موفقا

تحياتي وأشواقي

وبعد :-

فانّ الفكر حين يمتزج بالأدب ويغور في أعماقه تكون الحصيلة غنيّةً بالعطاء وجديرةً بالثناء والإطراء .

وقد أمتزج عندك العنصران، وطاب الأداء والبيان، ولك منّا الشكر والامتنان .

واليك هذا التعليق الفوري على قَصيدتِكَ العامرة مع خالص الدعوات وأطيب التمنيات :

طِبْتَ نَفْسَاً وطبتَ هَدْيا وشِعْرَاً

ولقد جِئْتَ بالقوافي المِلاحِ

وهنيئاً لك الولاءُ المُعلّى

حينَ وافى بِعِطْرِهِ الفَوّاحِ

حسين الصدر

14 / 3 / 1443 هـ

21 /10 /2021 م

فأجبت سماحته قائلاً:

يا أخا المكرمات هديا وعلما

قد تجلت في فكرك اللمّاحِ

وأديباً وشاعراً ألمعيــــا

أصداء :

وحين أطلع ثلة من الأعلام على تبادل الرسائل بَيْنَنا وبين الاخ الدكتور العاتي أرسلوا تعليقاتِهم السامية، الموّارة بروحهم العلمية والأدبية والايمانية العالية، ونكتفي بذكر بعضها شاكرين لهم حُسنَ مشاركتهم وطِيَب متابَعتِهم للحراك الفكري والأدبي الثقافي الجاري، آملين أنْ يواصلوا الإثراء والعطاء ولهم منّا الشكر والثناء .

التعليق الاول من الدكتور حسن عبد الله حويج :

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين 000حقيقه اقف عاجزا عن التعليق على هذا الابداع المتبادل 000زادكم المولى من عطائه وكرمه ودمتم ذخرا للمحبين والموالين لسادتنا اشرف الخلق وهداتنا للحق المبين .

التعليق الثاني من الدكتورة شريفة مازة من جامعة الجزائر :

ماشاء الله…. عندما يلتقي الكبار في الادب والفكر والشعر يحضر الابداع ويرتقي الكلم ….اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد و على آل محمد….صلى الله عليه وسلم

التعليق الثالث من السيدة الفاضلة مريم الرَفِيعي وهي من المغرب، وتُعِد الان في لندن رسالتها الجامعية لنيل الدكتوراه :

نموذج راقٍ عن تلاحم العظماء عضداً وسنداً للرِّفعة والتألّق .. لعلّ أشباحاً فتكت بسمعة العلم والدين تتعلّم من هذا التقدير المتبادل بينكما، وتعيد للأخوة في الدين انتعاشها لتنبذ شقاق العلماء وتجمعهم على حب النبي (ص) فعلاً لا قولاً.

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 3 سنوات | 21 قراءة)
.