تركت السلطات السعودية، للمشاركات في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الحرية في ارتداء الزي المناسب لهن، ولم تفرض عليهن ارتداء العباءة السوداء، في وقت تسعى فيه المملكة المحافظة إلى تقديم صورة أكثر انفتاحا.

وآثرت سيدات الأعمال وخبيرات الاقتصاد الأجنبيات المشاركات في المؤتمر ارتداء عباءات مفتوحة بعيدا عن العباءة السوداء التقليدية.

وأكدت "كلير زهينغ" التي تمثل شركة صينية متخصصة في "الطاقة المتجددة"، "أنا أرتدي عباءة مفتوحة اليوم، واعتقد أنها ترمز إلى السعودية التي تتقبل الانفتاح".

وبحسب "زهينغ" التي ارتدت سترة قصيرة ملونة "التزمت أكثر العام الماضي (بارتداء العباءة). في السابق، كان بعض النّدّل يقومون بتذكيرك بلطف، إن كنت ترتدين عباءة ملونة وغير مغلقة، بأن عليك الالتزام (بقواعد اللباس). ولكن ليس هذه المرة".

كما ارتدت الأمريكية "جوسلين كورتيز-يونغ"، التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجية عباءة فوق ملابسها باللونين الأبيض والبرتقالي.

وقالت "يمكنك الشعور ورؤية (التغييرات) في كل مكان" في السعودية، معربة عن سعادتها بالتغييرات في السعودية، وأكدت "هذه مجرد البداية فقط لكافة التغييرات التي يجب أن تحدث".

وأعربت سيدات مشاركات في المؤتمر دون الكشف عن أسمائهن أنهن اخترن عدم ارتداء العباءة.

وجاءت الاقتصادية الفرنسية "لورانس دازينو" للمرة الأولى للمشاركة في الحدث، ورحبت بما وصفته ب "المؤشرات الواضحة على الانفتاح" في السعودية.

وتابعت "سأحترم بالطبع تقاليد البلاد، لكن أنا أرتدي هذه الملابس عندما أكون في باريس، وليس مطروحا أن أرتدي ملابس مختلفة" في مكان آخر.

ويقود ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" برنامج إصلاحات طموحاً، وتعهّد بالانفتاح والابتعاد عن التشدد، فحتى العام الماضي، لم يكن مسموحا للنساء بقيادة السيارات في المملكة المحافظة.

وأعلنت المملكة في أغسطس/آب الماضي تخفيف القيود المفروضة على النساء في السفر، والحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من "ولي الأمر".

ومؤخرا، خففت المملكة من قواعد اللباس للنساء الأجنبيات على أن تسمح لهنّ بالتنقّل دون ارتداء العباءة، بعد أن فتحت أبوابها أمام السياح الشهر الماضي.