ريانة برناوي.. أول رائدة فضاء سعودية

رائدة فضاء سعودية، اختيرت ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء الذي أُطلق في 22 سبتمبر/أيلول 2022، كما اختارتها الهيئة السعودية للفضاء يوم 12 فبراير/شباط 2023 لتكون ضمن طاقم مهمة (إيه إكس-2) الفضائية، وتصبح أول امرأة سعودية تذهب للفضاء.

المولد والنشأة وُلِدت ريانة برناوي في سبتمبر/أيلول 1988، ونشأت في العاصمة السعودية ، وتنحدر أصول عائلتها من السودان، وكانت قبيلتها تنتسب إلى ولاية أفريقية تسمى برنو.

هاجرت عائلتها إلى دول عربية مختلفة في شبه الجزيرة العربية، واستقرت بالمملكة العربية السعودية.

تُعد عائلة آل برناوي من أشهر العائلات والأُسر بمنطقة الحجاز، وتحديدا في ، كما يلاحظ انتشار عائلتها أيضا في مناطق والطائف و.

قالت برناوي إنها منذ طفولتها وهي تحب البحث والتنقيب، وكانت ترى في نفسها مستكشفة صغيرة، وأكدت أن والديها ساعداها كثيرا في تنمية هذه الموهبة، وأن والدتها كانت دائما تشجعها مع أشقائها على الاستقلال بقراراتهم، مع شيء من الإرشاد والتوجيه للمساعدة في اتخاذ القرار السليم.

وتذكر ريانة أن والدتها سألتها: هل تريدين الذهاب إلى الفضاء؟ فكانت إجابتها: نعم أكيد أريد الذهاب، وكان ردها عليها: "توكلي على الله".

الدراسة والتكوين العلمي حصلت على درجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية، وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو بنيوزيلاندا، كما حصلت على درجة الماجستير بمرتبة الشرف في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل.

ترى أنه لو لم يستكشف الإنسان الفضاء قبل 60 عاما، لما تمكّن من التطور التكنولوجي المذهل الذي تعيشه الإنسانية، وأن تجارب الفضاء تحمل عمقا وأبعادا كبيرة مليئة بالإلهام.

إنجازات برناوي اختيرت عام 2012 ضمن وفد سعودي لزيارة المستشفيات ومصانع الأدوية في مدينة "تيانجين" الصينية، لتعزيز التعاون الطبي بين البلدين.

خلال وجودها في السعودية بعد عودتها من رحلتها التعليمية في الخارج، دأبت على الاجتهاد في عملها، وظلت 9 سنوات تعمل اختصاصية أبحاث ومختبرات في مجال الخلايا الجذعية السرطانية.

واستمرت في إجراء أبحاثها العلمية لاكتشاف الجديد، حتى حصلت على الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فيصل.

أشرفت على مسابقة "الفضاء مداك" عام 2024، التي أعلنت عنها وكالة الفضاء السعودية، وهي من أكبر المسابقات في مجال علوم الفضاء بالعالم العربي.

لها خبرة أكثر من 9 سنوات في إعداد وتنفيذ برامج إعادة هندسة الخلايا والأنسجة، وخلال مسيرتها العلمية والمهنية حاولت تحسين بروتوكولات البحث الخاصة بها، لاستكشاف العديد من التقنيات وإدارة مشروعات متعلقة بأبحاث سرطان الثدي.

استندت الكثير من التجارب التي أجرتها برناوي خلال رحلتها الفضائية إلى بعض أعمالها في برنامج هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في الرياض.

تجربتها في الفضاء انطلقت برناوي في رحلتها إلى الفضاء يوم 21 مايو/أيار 2023، في الرحلة التي أطلق عليها (إيه إكس-2)، على متن مركبة (دراغون 2) وحملها صاروخ "سبيس إكس فالكون -9" التابع لشركة "سبيس إكس"، من مركز كينيدي للفضاء بقاعدة كيب كنافيرال في الأميركية.

وصلت المركبة إلى يوم الاثنين 22 مايو/آيار 2023، وذلك بعد 16 ساعة من انطلاق الرحلة.

قبل انطلاقها في رحلتها الفضائية، أعربت ريانة عن فخرها وأنها وزميلها علي القرني -رائد فضاء سعودي رافقها في الرحلة- تتعلق آمالهما بوضع بصمة سعودية في مجال الفضاء، وأنها سعيدة باعتبارها امرأة تمثل كل أحلام وآمال السعوديين والسعوديات.

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي أثناء تدريبها في مركز ناسا جونسون للفضاء (رويترز) قضى طاقم (إيه إكس-2) حوالي 10 أيام في المحطة الفضائية لإجراء أكثر من 20 بحثا ومشروعا علميا، بما في ذلك الخلايا الجذعية والأبحاث الطبية الحيوية الأخرى، ودراسة تأثيرات الفضاء على الصحة البشرية، فضلا عن تكنولوجيا الاستمطار، وأبحاث أخرى ذات الصلة بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي.

عند عودة ريانة والقرني من رحلتهما الفضائية، كان بحوزتهما 92 عينة من نتائج التجارب العلمية، التي أُجريت على متن المحطة الفضائية الدولية، وذلك لاستكمال الأبحاث العلمية، وتحقيق النتائج والآثار المأمولة من الرحلة، بحسب أرقام ذكرتها صحيفة الشرق الأوسط.

تجارب أخرى شاركت برناوي والقرني في إجراء عدد كبير من التجارب والأبحاث خلال رحلتهما الفضائية، ومن أبرزها: قياس المؤشرات الحيوية عن طريق الدم، وكانت هذه التجربة تهدف إلى دراسة تغييرات المؤشرات الحيوية في الدم، والتي تُبين أنسجة الدماغ الوظيفية في مهمات الفضاء قصيرة المدى؛ وذلك لتحديد ما إذا كانت هذه الرحلات آمنة للدماغ أم لا.

التغيير في طول التيلومير، وكانت هذه التجربة تهدف إلى قياس تأثير رحلات الفضاء قصيرة المدى على طول التيلومير.

قياس الحدقة لمعرفة الضغط داخل الجمجمة، وتهدف التجربة إلى استخدام جهاز أوتوماتيكي لقياس الحدقة في مهمة الفضاء قصيرة المدى، وذلك لقياس أي تغييرات في الضغط داخل الجمجمة، وتعزيز المعرفة في المتلازمة العصبية – العينية المرتبطة بالرحلات الفضائية.

 استخدام تخطيط أمواج الدماغ لقياس النشاط الكهربائي، بهدف دراسة تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النشاط الكهربائي في الدماغ، وذلك باستخدام جهاز متنقل يعمل تخطيطا لأمواج للدماغ.

قياس قُطر غلاف العصب البصري، وهدف التجربة هو تحديد قياس قُطر غلاف العصب البصري لرواد الفضاء خلال مهمة الفضاء قصيرة المدى.

ريانة برناوي (أقصى اليسار) وعلي القرني (أقصى اليمين) وطاقم الرحلة بمحطة الفضاء الدولية في 20 مايو/أيار 2023 (رويترز) الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى، والتجربة كانت تسعى لاستخدام التنظير الطيفي للأشعة القريبة من تحت الحمراء "تقنية غير جراحية"، وذلك لقياس الإرواء الدماغي وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى.

الاستمطار في الجاذبية الصغرى، بهدف دراسة احتمالية الاستمطار في بيئة الجاذبية الصغرى، وذلك لمعرفة تطبيقاته في المستوطنات على سطح القمر والمريخ.

تجربة علوم الخلايا، وذلك بهدف فهم كيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء، وخصوصا التغييرات على عمر الحمض الريبونووي (دي إن إيه)، وهو جزيء أساسي لإنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب.

وأجرى الطاقم 3 تجارب توعوية وتعليمية في الجاذبية الصغرى في بث مباشر استهدف الطلاب السعوديين، لتمكينهم من التفكير النقدي في تأثير الجاذبية الصغرى على سلوك ونتائج تجاربهم، ومن بين هذه التجارب: تجربة انتشار الألوان السائلة، واستُخدمت في هذه التجربة مواد لزجة متعددة لخلق حركة سريعة ملونة في السوائل، ومقارنة الأشكال والسرعة المرئية في الفضاء، مقارنة بما على الأرض.

تجربة الطائرة الورقية الفضائية، وهدفت التجربة إلى تحديد آثار الجاذبية الصغرى على السلوك الديناميكي الهوائي للطائرة الورقية.

تجربة أنماط انتقال الحرارة في الأرض مقارنة بالفضاء، حيث استُكشف خلال هذه التجربة تغير لون مادة اللوحة الساخنة مع الحرارة، والتباين الزمني في نقل الحرارة وأنماطها في الفضاء، ومقارنتها مع الأرض.

ريانة برناوي تلوّح قبل دخولها إلى صاروخ "سبيس إكس فالكون 9" بمركز كينيدي للفضاء عام 2023 (الفرنسية) الجوائز والأوسمة تم تكريمها خلال حفل النسخة الـ12 لجائزة الشاب العصامي، الذي نظمته إمارة القصيم في مايو/آيار 2023، تعبيرا عن الفخر بوصولها إلى الفضاء.

منحها معهد الشرق الأوسط، في أبريل/نيسان 2024، جائزة "صاحبة الرؤية المستقبلية"، وذلك تقديرا لجهودها وإسهاماتها الفعالة في مجال الفضاء، وهي الجائزة الأكبر التي يمنحها المعهد سنويا.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 1 أسابيع | 5 قراءة)
.