أسعار المحروقات في المغرب تترقب تداعيات الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل

خلق الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ، أمس السبت، تنفيذاً لتهديدها السابق بالرد على قصف الجيش العبري قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق بداية الشهر الجاري، مخاوف بمختلف الأصقاع بخصوص احتمال ارتفاع أسعار النفط دوليا، وتأثير ذلك على السوق المغربيّة، لا سيما وأن احتمالات ارتفاع سعر البرميل كانت أقوى قبل “الهجمة القصيرة”.

وبعد أن أعلنت جمهورية إيران أن “العملية أصابت أهدافها بنجاح”، خلق محللون مغاربة من هذه الهجمة “نكتة”، واصفين إياها بـ”المسرحية الجيو-سياسية الجديدة”؛ وهذا رغم أن المتخصصين في الشأن الطاقي لم ينظروا إلى الموضوع بكثير من “الطمأنينة” خشية أن تعرف السوق هزات حقيقيّة، بعد توعّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إسرائيل مرة أخرى.

الوعيد كان واضحاً: “سيكون الرد أقوى على أي خطوة متهوّرة قد تقدم عليها إسرائيل وحلفاؤها”، في إشارة إلى أمريكا.

وهذا بالضبط ما يخشى محللون مغاربة إمكانية أن يخلق “بؤرة حرب جديدة” في الشرق الأوسط “تتحالف مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الخريطة الجيو-سياسية الإقليمية والدولية، وتؤدي إلى إنهاك سوق المحروقات”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} “تأثر المغرب” أمين بنونة، متخصص في الشأن الطاقي والتحليل الاستراتيجي، قال إن “التقلبات التي تعرفها سوق الطاقة تكون سريعة ويرتفع سعر البرميل دفعةً واحدة بعد كل توتر عسكري”، مؤكداً أن “هجمة إيران العسكرية على الدولة العبرية لم تؤدّ إلى حدود الآن إلى أي ارتفاع ملحوظ، رغم أن تهديدات إيران بالرد بعد الهجوم على قنصليتها بدمشق رفع التوقعات بأن سعر النفط سيرتفع”.

وتوقع بنونة، في تصريح لهسبريس، أن “الأمور يمكن أن تتطور، خصوصا إذا قامت إسرائيل بالرد وتدخلت السفن الحربية الأمريكية في منطقة الخليج”، مسجلاً أن “هذا التحول يمكن أن يفرز تطوراً على مستوى عرض المنتوج النفطي”، وزاد: “يمكن أن يؤدي التحول في الأوضاع ميدانيّا إلى إغلاق إيران مضيق هرمز، وهو الذي يشكل نقطة حساسة واستراتيجيّة في عبور الإمدادات الموجهة للتصدير”.

وأبرز المتحدث أن “قطاع المحروقات بالمغرب يتأثّر بهذه التحولات، خصوصاً أننا نستورد البترول ولسنا بلداً ينتجه”، لافتاً إلى “إمكانيّة أن ترتفع الأسعار مرة أخرى، لكن ذلك يظل رهيناً باتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، بما يفرز تداعيات ملحوظة على المستوى العالمي”، وختم قائلاً: “التوقعات حاليا تبدو ضعيفة، لأن شبكة العناصر غير مكتملة، غير أن كل ضربة أخرى سيصل تأثيرها إلى المغرب حتى لو كان تأثيراً طفيفاً”.

“ضربات للسوق الوطنية” الحسين اليماني، رئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول “سامير”، قال إن “أسعار المحروقات في المغرب مفتوحة على الارتفاع في حال تحولت المواجهة إلى حرب شاملة تستدعي انضمام فاعلين جدد”، معتبراً أن “سير الاستهلاك الداخلي لا بدّ أن يتأثر بشكل مباشر”، وأوضح أنه “بعد ضربة المصالح الديبلوماسيّة الإيرانية بسوريا، انتقلت أسعار النفط من حوالي 80 دولارا للبرميل إلى 90 دولارا”.

ولفت اليماني، في حديث لهسبريس، إلى أنه “بعد التراشق بالمسيرات والصواريخ، يمكن أن يكون الأمر ضربة للسّوق الوطنية إذا وصل سعر البرميل إلى 100 دولار”، مؤكدا أن “هذه التبعية لتقلبات السوق الدولية هي ما كنا ننبه إليه الدولة المغربية مرارا بخصوص أهمية العودة إلى تشغيل مصفاة سامير ورفع المخزون وتعزيز الاحتياط والاعتماد على إنتاج النفط الخام محليا بتشجيع الاستكشاف”.

وأجمل المتحدث قائلا: “نحن لم نقم بإنجازات كبيرة من حيث تحقيق الحد الأدنى من الاحتياطات وامتلاك الصناعة في هذا المجال، ولهذا أي ارتداد في السوق الدولية سيكون تأثيره واضحاً على الأسعار بالمغرب، نتيجة تأثر العرض والطلب والتوصيل”، مبرزا أن “ما يمكن أن يهدئ من روع هذه الحدة في السوق، هو الرهان الانتخابي المطروح في الولايات المتحدة الأمريكية، بما أن الارتفاع سيدفع المواطن الأمريكي إلى معاقبة الحزب الديمقراطي”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.