معنينو: "دبلوماسية السكر" أوصلت "التحلية المغربية" إلى شاي ملكة إنجلترا

عادت أحدث حلقات برنامج هسبريس الرمضاني “تاريخنا مع الصديق معنينو” إلى “دبلوماسية السكر” المغربية، في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، التي قادت إنتاج البلاد إلى مختلف أنحاء المملكة والعديد من دول العالم، إلى درجة أن الملكة إليزابيث الأولى كانت تفضل شرب شايها به، وفق مصادر تاريخية إنجليزية.

وتحدث محمد الصديق معنينو عن إنتاج المغرب للسكر “حبوبا” و”قالبا” عن طريق طحن قصب السكر بشيشاوة، التي كان بها مقر مطاحنه الأولى المشتغلة بالماء، علما أن “قالب السكر في الثقافة المغربية ضروريُّ الحضور بجانب الصينية، وقالب السكر إلى وقت قريب كان يهدى في الاحتفالات، وعاش طيلة فترة طويلة مغذيا للمغاربة، ومرافقا للشاي”.

ثم أضاف: “مع مرور الوقت وارتفاع الطلب امتدت المصانع إلى مناطق أخرى مثل تارودانت، وكان سكّرها يستهلك داخليا ويصدر دوليا، في إطار “دبلوماسية السكر” التي كانت وسيلة للحضور المغربي، وجلب العملة الأجنبية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} لكن، “في نهاية القرن السادس عشر بدأت المزاحمة الأجنبية على إنتاج السكر، ولم نطور إنتاجنا بعد صعوبات الدولة المغربية في نهاية العهد السعدي، واكتشفت إسبانيا والبرتغال أماكن أخرى تنتج سكرا أرخص من سكرنا، ولم يبق من دبلوماسية السكر إلا آثار مطاحن شيشاوة، ولو أن قالب السكر المغربي يستمر إنتاجه إلى اليوم”.

ومن بين ما تطرقت له هذه الحلقة الجديدة من البرنامج الرمضاني “تاريخنا مع الصديق معنينو” حملة المنصور الذهبي التي قادته إلى الصحراء الكبرى في اتجاه مالي، بطلب وفود منها؛ “تدخل أمير المؤمنين بسبب الصراعات الداخلية والأطماع الأجنبية”.

وبدأت الاستعدادات في وقت أمّن فيه مغاربة العهد السعدي مسار شنقيط إلى السنغال حيث كانت العملة والأوزان موحّدة، وأمنت فيه الصحراء الشرقية التي كانت أوزانها وعملتها نفس عملة باقي الأقاليم المغربية، فتم التوجه إلى مالي بآلاف الدواب، بعد استعدادات لوجيستيكية كبيرة، علما أن الرحلة بين فاس ومراكش في القرن السابع عشر كانت تستغرق شهرا.

ثم استرسل قائلا: “أعدّت للحملة المستجيبة لطلب الصحراء الكبرى آلاف الدواب، وكانت طبعا تحتاج أكلا وضمانا للأمن، وكانت هناك استعدادات لوجيستيكية، ودفاعية من رصاص وبارود، وضمت الحملة كثيرا من الأندلسيين، وكان بها آخرون من المنشقين الذين يشتغلون جنودا بمقابل، إضافة إلى الضاربين بالنبال، ومئات المرافقين الذين يعرفون الطريق، و1000 حارس وقائد للجمال، و8 آلاف جمل، ومائتي خيمة، ومئات قناطير البارود والرصاص”.

وكانت هذه الحملة تروم “إنقاذ المنطقة وتثبيت الإسلام بها، وإحياء العلاقات بين القبائل بعيدا عن الخوف الذي أضر بالتجارة، وخلق مجال إسلامي واسع في إطار إمبراطورية كبيرة، ومحاربة مدّ نصرانيّ أراد الدخول من أسفل الأطلسي، للسيطرة على التجارة الإفريقية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 3 قراءة)
.