عمرو خالد: طريقة ربانية تصلح عيوب المؤمن في العشر الأواخر من رمضان

كشف الداعية الإسلامي عمرو خالد عن أفضل طريقة لعلاج العيوب التي قد تظهر لدى أي شخص، وهي أن يذهب إلى الله تعالى خالقه، وهو القادر على أن يعالجه، لأنه أدرى به (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).

وأوصى خالد في الحلقة الثامنة عشرة من برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله – الجزء الثاني” باستثمار العشر الأواخر من رمضان في الإقبال على الله تعالى بالعمل الصالح، الصوم، الذكر، الدعاء، الصدقة، الصلاة، القيام، قراءة القرآن، حتى يصلح الإنسان من نفسه، ويجد أنه إنسان مختلف عن ذي قبل.

خطوات ربانية لتربية العباد أوضح عمرو خالد أن الخالق يدعو من خلقه إلى عبادته، بالجوائز والابتلاءات، وحين يعبده يصلحه ويربيه، حتى ينضج ويستوي تدريجيًا، فيصل للإحسان، موضحًا أن هذا ما حصل مع سيدنا موسى- عليه السلام كما حكى القرآن.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} واستشهد المتحدث بـ 4 آيات تفسر التحول في حياة سيدنا موسى: تحفيز رباني للعبادة (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى)، عبادة (إنَّنِيَ أنا اللَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا فاعْبُدْنِي وأقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيَ)، فعبده موسى، فبدأت التربية الربانية فقال له: “وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي”، “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.

.

وصل إلى قمة الإحسان.

4 جوائز في العشر الأواخر وليلة القدر ليحفزك لتعبده تحدث خالد عن 4 جوائز في العشر الأواخر من رمضان، وهي: -يغفر الله ما فات حتى الكبائر (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) (الماضي والمستقبل).

-العتق من النار.

-إجابة الدعاء- الملائكة تنزل إلى الأرض تؤمن على دعوات المؤمنين.

-ليلة القدر خير من ألف شهر – يعطيك في ليلة واحدة ما يعادل ألف شهر.

لماذا خبأ الله ليلة القدر؟ فسّر عمرو خالد لماذا خبأ الله تعالى ليلة القدر عن عباده بقوله: “لكي تعبده بأحسن ما عندك خلال العشر الأواخر، وحتى تكون دفعة قوية لإصلاح داخلك وعيوبك وذنوبك، فتخرج من رمضان بقوة دافعة للإصلاح.

.

(ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)، ثم تكمل لمدة 6 أشهر فتصبح العبادة عادة لديك، حتى تستوي وتصبح من المحسنين”.

كيف ستقوم العبادة بإصلاحك؟ قال المتحدث إن “تنوع العبادات لتنوع أثر كل عبادة في إصلاح قلبك وروحك، ولأن كل عبادة لها دور ووظيفة في قلبك غير العبادة الأخرى، وكل منها لها مذاق مختلف وأثر مختلف، كل منها تحلي شيئًا بداخلك، ولو أديتها على النحو المطلوب سيصلح كل ما في داخلك”، وأشار إلى أن تجربته مع الإحسان أثرت فيه للأفضل، موردا: “تخليت عن العصبية والتوتر، أصبحت غير متعجل، بل على العكس أصبحت مستمتعًا برحلة الحياة”.

قصة تحول طيار روى خالد قصة تحول في حياة طيار كان سببها شهر رمضان، بعد أن كان شرب الخمر جزءًا أساسيًا في حياته، فكان يتصرف بحماقة، يعتدي على زوجته بالضرب بلا سبب، وحاول مرارًا التوقف لكنه عجز عن ذلك، حتى أتى رمضان فقرر أن يصوم 30 يومًا بلا شرب.

وبين الداعية أن الطيار كان يقرأ القرآن كل يوم، فبدأت العبادة تسري في روحه وكأنها تنقي دمه من خبث الشرب، وقد تأثر بآية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، وفتح المعجم ليعرف معنى كلمة رجس، فوجدها نجاسة مثل البول والدم، وقال لنفسه: أنا أشرب نجاسة من الشيطان؟!”.

كما قال المتحدث إنه بعدما انتهى شهر رمضان لم يستطع الشخص المذكور العودة إلى الشرب كما كان من قبل، وحاول يوم العيد العودة إلى شرب الخمر لكنه شعر بنار في صدره، فتوقف.

طريقان للإصلاح: ذكر خالد أن هناك طريقين للإصلاح، الأول صعب، وهو أن تذهب إلى علم النفس، تنظر في الكتب كيف تصلح نفسك؛ لكن إذا كان علماء علم النفس تائهين في النفس البشرية المعقدة جدًا كيف يأتي الإصلاح عن طريقهم؟ أو تذهب إلى طبيب نفسي وتحصل على أدوية.

أما الطريق الثاني، الذي وصفه المتحدث بـ”السهل”، فهو أن تترك نفسك لربنا، تعبده وهو من سيقوم بإصلاحك (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).

وطرح الداعية خطة عملية للإصلاح، تركز على العبادات المناسبة لإصلاح العيوب، على النحو التالي: “لديك غرور اسجد كثيرًا، تعاني من الغيبة والنميمة اذكره كثيرًا”.

وشبّه خالد العبادة في العشر الأواخر بأنها مثل “حقن روحية تغذيك بعناصرك الأساسية وتحدث التحول التدريجي من هشاشة النفس إلى التماسك”، موضحًا أن “أي صفة سيئة في الإنسان قابلة للتغيير، بالتدريب”، مدللاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما العلم بالتعلّم، وإنما الصبر بالتصبّر والحلم بالتحلّم”؛ كما استشهد بقول ابن القيم: “أهل الجنة هم أهل التطبع وليسوا أهل الطبع”، ومعناه الناس الذين يستطيعون تغيير طباعهم.

قاعدة اليوم: ختم خالد بذكر القاعدة الثامنة عشرة، وهي: تأتيه بعيوبك وذنوبك وأوجاعك فيحفزك لتعبده، فإذا عبدته أصلح عيوبك تدريجيًا وأعاد بناء داخلك حتى تصل إلى أحسن نسخة من نفسك.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.