رضا الله غاية

رضا الله غاية

قال السلف الصالح: رضا الناس غاية لا تُدرَك، ورضا الله غاية لا تُترَك، فاتركْ ما لا يُدرَك وادركْ ما لا يُترَك.

فمهما يقوم الشخص بمحاولة إرضاء الناس كافة فإنه لن يستطيع، بل سيحاط بانتقادات جمَّة، فلا يمكن لأحد أن ينال رضا جميع الناس، ولذلك يجب الحرص أولاً على مرضاة الله وحده.

كيف نعمل على إرضاء الله؟ للتقرب والتوجه للخالق تبارك وتعالى نتوسل إليه بالدعاء والاستغفار والرجاء لكي يتوب علينا ويغفر لنا ويتقبل منَّا صالح الأعمال، وأيضًا يجب أن نقوم بالإنفاق على الفقراء والمساكين مرضاة لله وحده وليس رياءً الناس، كما يجب أن نعامل الناس معاملة حسنة، وأن نيسِّر على الناس أمور الحياة، وأن نبشر بالخير دائمًا، فكل ما هو قادم بيد الله وحده فإن رضا الله عنًّا سيكون الخير لنا إن شاء الله.

فكل واحد منَّا يحب أن يُرضي الله ويسعى إلى ذلك، فهو يحرص دائمًا على القيام بالأعمال التي أمرنا الله بها ويجتنب نواهيه، فإن الله يحب عباده الشاكرين الحامدين المستغفرين المتقين المحسنين.

لقد وهبنا الله نعمة عظيمة هي نعمة القلب، فنجد أن قلوب الخلق جميعًا تحتاج إلى تزكية وتدريب دائمًا لكي تكون موجَّهة للخالق في كل وقت وحين، فقال تعالى ﴿ونفسٍ وما سوَاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح مَن زكَّاها وقد خاب مَن دساها﴾، وكما قال النبى الكريم ﷺ «إن في الجسد مضغةً إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، فالقلب الصالح النقي والنية الخالصة لله هي ما تقربنا جميعًا إلى رضا الله عنًّا.

ولكى تستقيم قلوبنا يجب علينا ترويض وتهذيب القلب وتعويده على حب الخير للجميع، وعمل الطاعات والبعد عن النواهي، ستكون بذلك مقدمًا محبة الله تعالى على محبة كل الناس، وبالتالي يحبك الصالحون من الناس.

وفي الختام.

.

يجب علينا لكي يرضى الله عنَّا وخاصة في هذا الشهر العظيم أن نُدخل السرور على قلوب الناس، ونكشف البلاء قدر الاستطاعة، ونقضي الدين عن المتعسرين، ونبعد عن إيذاء الناس قولاً وفعلاً، ونحافظ على الصلاة وقراءة القرآن والصيام وقيام الليل والدعاء، فإن وفقك الله إلى تلك الأمور الآنفة، فاعلم أنها من علامات رضا الله عز وجل عنك.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.