30 يونيو.. انجازات وانتصارات للمرأة المصرية
في مثل هذا اليوم منذ ما يقارب الاثني عشر عامًا من الزمان تغيرت صورة وتوجهات الدولة المصرية، حيث تمت إعادتها على الطريق الصحيح بعيدًا عن حالة اللادولة التي كانت موجودة قبل هذه الثورة، إلى جانب المهددات التي كانت قائمة على وضعية الدولة وأمنها القومي عقب ثورة 25 يناير ووصول جماعة الإخوان لسدة الحكم في البلاد وما تلاها من انقسامات وانشقاقات طالت كافة أرجاء الوطن، مما أوجب قيام ثورة 30 يونيو للعودة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.
ومنذ 30 يونيو 2013 إلى 30 يونيو 2025 سعتِ القيادة السياسية إلى تدشين حزمة متكاملة من السياسات والخطوات التي هدفت لتمكين المرأة وحصولها على كافة حقوقها السياسية بداية من تخصيص ربع مقاعد البرلمان المصري للسيدات، إلى جانب مشاركتها في كافة قطاعات المجتمع لا سيما داخل السلطة التنفيذية ووجود وزيرات عدة في الحكومة المصرية، جنبًا إلى جنب مع السفيرات خارج الوطن والمحافظات ونواب الوزراء، وهو ما مثَّل تغيرًا إيجابيًّا ملحوظًا في العمل السياسي، إلى جانب السلطة التشريعية التي ساهمت فيها المرأة بأدوار عدة سواء في الجانب الرقابي أو التشريعي، بالإضافة إلى السلطة القضائية حيث شهدت مصر اعتلاء قاضيات مصر منصة القضاء لأول مرة في التاريخ الحديث.
ولم يكنِ التغيير مقتصرًا على الواقع السياسي للمرأة، بل كان هناك توجه من القيادة السياسية لدعم واقع المرأة الاقتصادي حيث تم تدشين عشرات المشروعات القومية الكبرى لصالح دعم المرأة المصرية، بداية من برامج تكافل وكرامة مرورًا ببرامج دعم المرأة المعيلة، وصولاً لمساندة كافة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تسعى المرأة من خلالها إلى القيام بدور تشاركي مع الرجل في تنمية الدولة المصرية.
ولا شك ونحن نحتقل اليوم بثورة يونيو أن التحديات تبدو متعددة أمام مستقبل الدولة سواء في مجال منح المرأة مزيدًا من الدعم والمساندة أو ما يرتبط بالتحديات الاقتصادية والمجتمعية، وكلها أمور تمثل نقاطًا فاصلة في مسيرة الدولة المصرية التي حافظت على مسيرة الإنجازات ومواجهة تحديات ما بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وبنظرة فاحصة للمستقبل، نجد أن هناك تحديات عدة تواجه الدولة المصرية وفي القلب منها المرأة، خاصة تلك التي ترتبط بالاقتصاد ومواجهة المشكلات المرتبطة به مثل ارتفاع الأسعار والتضخم ونسبة البطالة بين النساء، وكذلك التحديات المجتمعية التي تتطلب التعاطي بقدر من الوعي مع المتغيرات الحديثة، ولعل أبرزها ضرورة بلورة صورة إيجابية للمرأة المصرية وتعظيم دورها الحضاري والتاريخي والواقعي عبر دراما تحترم تلك الأدوار دون السعى نحو تقديم نماذج قد تسىء لهوية المرأة المصرية ودورها التنويري عبر التاريخ.
جملة القول، إننا اليوم وبعد سنوات من ثورة 30 يونيو نقف أمام إنجازات بالجملة في مسيرة المرأة المصرية، أبرزها إنجازات سياسية يراها القاصي والداني، وكذلك نجاحات اقتصادية رغم الأزمات العالمية التي يشهدها العالم وخاصة ما يحدث في الشرق الأوسط من تداعيات الحرب الإسرائيلية، لكن يبقى المحك والفيصل موصولاً بإرادة الدولة في دعم متواصل للمرأة والحفاظ على ما تحقق من إنجازات والسعى للبناء والتنمية رغم العديد من التحديات التي يشهدها عالم اليوم.