دراسة جديدة تكشف حقيقة صادمة.. ما علاقة الزحام بأمراض القلب والدماغ؟
الضوضاء المرورية
الضوضاء التي يتعرض لها البعض يوميًا نتيجة الاختناق المروري، وتكدس عشرات السيارات في الشوارع، يمكن أن تسبب ضغوطًا عصبية شديدة، ويزداد الأمر سوءًا كلما قابلتنا مشاهد الزحام، منعكسة علينا في صورة انفعالات عصبية ترهق صحتنا العقلية، وتسبب ارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض الخطيرة، التي نستعرضها في السطور التالية.
خطورة الاختناق المروري على صحة الإنسان
ترتبط الضوضاء المرورية بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب الأمراض العقلية، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة «جمعية القلب الأمريكية»، لافتة إلى أن الزحام وما ينتج عنه من ضوضاء وضغوط عصبية، تتلف خلايا الدماغ، وترهق النهايات العصبية للشرايين المتصلة بالمخ، ما يسبب على المدى البعيد، الإصابة بالأمراض الدماغية الوعائية، التي يمكن تعريفها بأنها مجموعة من الحالات التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ، مثل السكتة الدماغية ونزيف الدماغ.
وقال الباحثون في الدراسة، إن ضجيج حركة المرور ينبغي اعتباره خطرًا يهدد حياة الإنسان، خاصة مع تزايد احتمالات التعرض له أكثر من مرة على مدار اليوم الواحد.
العلاقة بين ضجيج المرور وأمراض المستقبل
ضجيج حركة المرور خلال الليل بشكل خاص، يضر بصحة الإنسان، فبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة «جمعية القلب الأمريكية»، يزداد الخطر خلال ساعات الليل والناس نيام، إذ من الممكن أن تزعجهم الضوضاء المنبعثة من الشارع أو محطات القطار التي يسكنون بالقرب منها، فارضةً عليهم نمطًا من النوم المتقطع الذي يؤدي إلى زيادة هرمونات التوتر والإجهاد التأكسدي على الدماغ والأوعية الدموية في الجسم، مما يسبب زيادة الجذور الحرة في الجسم، التي يمكن تعريفها وفقًا للدكتور عاصم حمدي استشاري أمراض القلب والأوعية دموية، باعتبارها جزيئات غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا مسببة الأمراض الخطيرة، مثل اعتلال عضلة القلب والجلطات الدماغية.
فيما أضاف الباحثون في الدراسة بأن ضوضاء الاختناق المروري يمكن أن تؤثر على التغيرات في جينات البشر مسببةً أمراضًا جديدة لم تُعرف بعد، بخلاف ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الأوعية الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب.
كيف تؤثر الضوضاء على صحة القلب؟
خلال حديثه لـ«الوطن» أوضح الدكتور عاصم حمدي استشاري أمراض القلب والأوعية دموية أن التعرض المستمر للضوضاء الشديدة، يمكن أن يزيد الشعور بالتوتر لدى بعض الأشخاص، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع معدل ضربات القلب، والتي تؤدي بدورها إلى اضطرابات في تدفق الدم وزيادة التهاب الشرايين، وقد يصل الخطر إلى حد الإصابة بالجلطة، لذلك ينصح «حمدي» بضرورة الابتعاد عن مسببات الضجيج والبحث عن بيئة هادئة قدر الإمكان، بالإضافة إلى الضوضاء الصادرة عن السيارات وغيرها من وسائل المواصلات، تؤثر العوادم المنبعثة منها على صحة القلب والجهاز التنفسي.