×

استنساخ الدراما التركية يجتاح الإنتاجات العربية.. والمغرب يواجه تحدي المنافسة

استنساخ الدراما التركية يجتاح الإنتاجات العربية.. والمغرب يواجه تحدي المنافسة

استنساخ الدراما التركية يجتاح الإنتاجات العربية.. والمغرب يواجه تحدي المنافسة

استنساخ الدراما التركية يجتاح الإنتاجات العربية.. والمغرب يواجه تحدي المنافسة
صورة: أ.ف.ب
السبت 27 أبريل 2024 - 07:00

أضحت ظاهرة استنساخ الأعمال الدرامية التركية تجتاح الإنتاجات الدرامية العربية خلال السنوات الأخيرة، بعد نجاح أولى التجارب في هذا السياق بتعريب المسلسل التركي الشهير “عروس اسطنبول” ليصبح “عروس بيروت”، الذي استطاع كسب الرهان وحقق نسب مشاهدة عالية جدا جعلته يتصدر “الترند” عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

في هذا السياق، قال الناقد السينمائي والفني المغربي مصطفى الطالب، في تصريح لهسبريس، إنه “من المؤكد أن الدراما التركية أثرت بشكل كبير على الدراما العربية بسيناريوهاتها الجديدة وديكوراتها الجميلة التي تزخر بها أرض تركيا العريقة وبفضاءاتها الواسعة الداخلية والخارجية، بحيث خلقت تنافسية كبيرة ليس فقط على المستوى العربي، بل على المستوى الدولي أيضا، بفضل إنتاجاتها الضخمة، ذلك أنها ترجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية”.

وأضاف مصطفى الطالب أن تأثير الدراما التركية على العالم العربي راجع إلى “نهلها من بيئة شرقية في قالب عصري. وبالتالي، فإن تأثيرها على الدراما المغربية واضح وجلي رغم أن الدبلجة لم تكن في المستوى المطلوب”، مبرزا أن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو “هل الدراما المغربية قادرة على أن تصل إلى ذلك المستوى وترفع تحدي المنافسة وتنتج مثل المسلسلات التركية؟”.

وعن إمكانية نجاح هذه التجربة في الإنتاجات الوطنية، قال المتحدث: “الحقيقة لا نريد من الإبداع الدرامي أن يستنسخ التجربة التركية التي بدون شك لها خصوصياتها الفنية والثقافية وأيضا الإنتاجية، بل نريد منتوجا وطنيا بملامح مغربية يمتح من الثقافة المغربية ومن الفضاءات المغربية الأصيلة والتاريخية والاجتماعية وكل ما يؤدي إلى إبراز الغنى الثقافي والجغرافي والطبيعي للمغرب”.

وأوضح الناقد المغربي أن الذي يجب أن تنجح فيه الدراما المغربية على غرار ما قامت به الدراما التركية، “هو الاستثمار في الإنتاج، والوعي بأهمية العمل الفني الدرامي في تسويق المنتوج الوطني والسياحي والثقافي”، معتبرا أن الحلقة الضعيفة في المغرب هي “ضعف الإنتاج؛ لأننا لا نتوفر على صناعة درامية وطنية، والأعمال كما رأينا في رمضان مازالت هي الأخرى تعاني من نقص فني (كتابة وإخراجا) وموضوعاتي، لكن هذا لا يعني غياب بعض الأعمال التي حاولت أن تقارب هذا المعطى، لكنها قليلة ومتوسطة فنيا.”

وختم مصطفى الطالب حديثه لهسبريس بدعوة المسؤولين على القطاع الثقافي والفني والسمعي البصري لأن يستثمروا جهودهم في صناعة درامية وطنية بالمواصفات التي أشار إليها، خاصة وأنهم قللوا من المنتوج التركي، موردا أن “هذا يتطلب إرادة حقيقية لا تكون موسمية ولكن استراتيجية وطنية دائمة”.

من جهته، قال الناقد المغربي عبد الكريم واكريم: “أصبحنا نشاهد مؤخرا بعض المسلسلات العربية التي تستنسخ نموذج الدراما التلفزيونية التركية، وهي دراما متعالية على الواقع تدور أحداثها في أغلب الأحيان في طبقة ميسورة”، مضيفا: “في تركيا حينما نشاهد الأفلام الحقيقية السينمائية التي وصلت بالسينما التركية إلى العالمية، نجد أنها تتناول الواقع الحقيقي لتركيا، لكن رغم أنها وصلت واشتهرت وتمت دبلجتها إلا أنها تتعالى على الواقع التركي بالخصوص”.

وأضاف واكريم، في تصريح لهسبريس، أن “المسلسلات العربية التي تنسج على منوالها وتفعل الشيء نفسه، نشاهد فيها فقط أحداثا تدور في طبقات وبشخصيات تنتمي إليها ومشاكل مصطنعة، يعني أيضا بالنسبة للذين ينقلون فهم ينقلون أشياء دخيلة على المجتمعات التي تنتمي إليها هذه المسلسلات”.

وتابع الناقد المغربي قائلا: “على المستوى الوطني، بدأنا مؤخرا نشاهد بعض المسلسلات التي تنحو هذا المنحى وتحاول تقليد المسلسلات التركية”، موضحا أن “ما يظهر فيها هو غياب الطابع المغربي نهائيا ولا شيء فيها ينتمي إلى التربة المغربية سوى الدارجة، وهذه الأخيرة أيضا ليست نابعة من شخصيات يكون في الأصل الحوار الجيد في المسلسل نابع منها سواء في الدراما أو في السينما أو المسرح”.

وعن إمكانية نجاح تجربة “تعريب الدراما التركية” في المغرب، قال واكريم: “نحن الآن لم ننجح في المسلسلات التي تحاول أن تنجح ولم نصل بعد إلى أن ننتج مسلسلات درامية حقيقية تتناول الواقع المغربي، فما بالك بتلك التي تتعالى على هذا الواقع وتحاول تقليد نماذج بعيدة عنا، وكما يقال من يحاول التقليد فهو كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فنسي مشيته”.

وختم المصرح لهسبريس بأنه “حتى في المسلسلات التي نشاهدها في رمضان بالخصوص، والتي تحاول تناول الواقع المغربي، لم نصل بعد إلى هذا النموذج الجيد من الناحية الفنية الذي يتناول الواقع، فما بالك بتقليد نماذج أخرى لا تنتمي إلى واقعنا ولا إلى فننا، وأظن لن تنجح حتى مع الجمهور الذي يحب هذه النوعية. فالذين يتابعون هذه المسلسلات، سيفضلون مشاهدة المسلسلات التركية على مشاهدة نماذج مستنسخة بشكل سيء منها”.

‫تعليقات الزوار

13
  • أمجاد المغرب
    السبت 27 أبريل 2024 - 07:21

    تلزمنا أعمال عن حقب المغرب المزدهرة عندما كان الأدارسة يوحدون المغرب و المرابطون و الموحدون و غيرهم يحكمون الأندلس و ينشرون الإسلام في ربوع إفريقيا. نريد أعمالا عن الخونة بوحمارة أمثاله و كيف دخل الاستعمار و كيف كان المغرب يصنع السلاح و ينتصر في وادي المخازن و غيرها.

  • مواطن من الزمن الجميل
    السبت 27 أبريل 2024 - 07:32

    الإنتاج المغربي صار مثل الثعلب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس. لا هو قلد المشية ولا هو تذكر مشيته الطبيعية.. الدارجة لم تعد تلك الدارجة الأصلية ولا لباس الممثلين يتماشى مع نمط الحياة وهناك منتجات صار يغلب على حواراتها الأسلوب الزنقوي السفيه الذي كان في زمن البصري لو ذكرت منه كلمة واحدة يمنع ذاك الإنتاج من العرض على شاشة التلفزة وعلى شاشات السينما…

  • xtruex
    السبت 27 أبريل 2024 - 08:31

    المنتج المغربي خارج المنافسة بالكلية, همه الوحيد هو النساء كسلسلة دار نسا، كيد النسا، بنات خدوج…
    مسلسلات خلقت لتدجين المجتمع المغربي و تحنيطه، معلنا تمردا للمراة المغربية داخل الاسرة، تحت اطار الحرية و المساوات…

  • العرندس
    السبت 27 أبريل 2024 - 08:59

    السينما المغربية تحتاج لأطر مغربية أمريكية وليست أروبية في تطوير جودة التصوير والديكورات والمونتاج.
    اما المنافسة الخليجية ليست بمنافسة صعبة ادا تمكنت السينما المغربية من إستقطاب منتجين مغاربة أمركيين.

  • Karimov
    السبت 27 أبريل 2024 - 09:08

    الشعوب والمجتمعات لا تتماشى ولا تتفاعل الا مع تقافاتها و حضاراتها و عاداتها و تراتها كاعضاء الجسم والإنسان لا يبني الا بحجر بلده والمكسي بديال الناس عريان وان الفتى من يقول هاأنا ذا وليس الفنى من يقول كان ابي؟!

  • قاع الخابية موسخ
    السبت 27 أبريل 2024 - 10:19

    مسلسلات نجيب محفوظ وانور عكاشة كانت ناجحة مع اخراج بسيط وجيد في العالم العربي كانت قريبة من عيشنا وتجعلك مشبت بهويتك وطنيتك عندما يكون الكاتب او المؤلف أديب ومثقف وفنان يجعلك ترى نفسك وفي المغرب اغلب المخرجين لم يدرسوا الاخراج او تكوين عن السينما كاتب يكتب لنا عن الشارع ويقول الجمهور يريد مثل الاعلام ومسؤوليته ان ينزل للجمهور ويرفعه الى فوق لكن يبحث عن الربح والتجارة ويبقى الحال على ما هو عليه وفي غالبية الاحيان يزيد انحاطا ..

  • محمد محمد
    السبت 27 أبريل 2024 - 11:01

    الحقيقة عندنا متطفلين على هدا الميدان ليست عندهم موهبة في السيناريو و الاخراج و الثمثيل همهم الغنى و الغريب هناك من بدأ يكتب السيناريو و القصة و دخل ميدان الاخراج بلا حشمة بلا حيا و ليس له تاريخ في هدا المجال الفني ان جل المغاربة لا يشاهدون انتاجات المغربية و لا يعرفون اسماء الممثلين و لا يتكلمون او يناقشون أعمال التي تقدم على قنوات مغربية

  • تقليد الغراب للحمامة
    السبت 27 أبريل 2024 - 12:05

    واش شي حد فيكم فهم شي حاجة من “مسلسل 2 وجوه” ديال رمضان ؟ إلى فهمتو شي حاجة فهمونا ههههههههه.

    المهم الهذف كان واظح : العرا العرا و غير العرا. ما محل المدعو “ماريا باتول” من الإعراب في هكذا مسلسل ** ؟!

    المهم اتفظحتو

  • عينيك ميزانك
    السبت 27 أبريل 2024 - 12:16

    عندنا منتوج درامي و الله ان اهتمت به الدولة كما تهتم بكرة القدم لوصلنا للعالمية يكفي ان لنا مناظر خلابة و متنوعة و تاريخ ضارب في القدم و تمازج تقافي أروبي افريقي عربي .

  • متساءل
    السبت 27 أبريل 2024 - 13:03

    التلفزة المغربية بتنوع اعاداتها… خارج نطاق اي شيء…
    محتوى هزيل لا يلبي متطلبات المتفرج
    لا برامج تقافية في المستوى
    البرامج تعليمية )خصوصا لابناء الجالية…الذين هم أيضا مغاربة اظن!)
    لا مسلسلات مغربية بقصص مشوقة تربي النشء على تقافة وقيم اهل البلد بطابع عصري
    لابرامج وثائقية بلغة سهلة…
    لا نقاشات خارج “الاطار”…
    لا اخبار عصرية شبابية…
    المهم التلفزة المغربية بمحتواها الحالي حبيسة التسعينيات وأسلوب خارح إطار تطور الأمور ولهذا اساسا لايشاهدها الكثيرون.

  • .kamalana
    السبت 27 أبريل 2024 - 14:16

    عقدة النقص.. وكذلك في مسلسل “فتح الاندلس”.. نسخة معرّبة لمسلسلات ارطغول وعثمان من حيث اللباس والسلاح وتسريحات الشعر.

  • أحمد
    السبت 27 أبريل 2024 - 16:09

    نريد مسلسلات عربية و مغربية تاريخية على شاكلة قيامة ارطغرل و المؤسس عثمان
    أو مسلسل مثل وادي الذئاب المتميز
    لا نريد مسلسلات اجتماعية عاطفية مكررة
    لا تنفع المشاهد في شيء غير تضييع الوقت و إفساد المجتمع

  • يونس
    السبت 27 أبريل 2024 - 16:12

    لم يشعروا بالغيرة سوى على الدراما التركية ويريدون تقليدها ومنافستها
    ويا ليت لهم نفس الغيرة على شركات التيكنولوجية العسكرية التركية وأرادو أيضا تقليدها ومنافستها.
    أنا أعرف ما سيفعلونه عندما يفشلون سيختارون أقصر الكرق، سيقولون أن تركيا هي من تقلدهم.

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با
الخميس 16 ماي 2024 - 01:24

أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با

صوت وصورة
"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان
الأربعاء 15 ماي 2024 - 23:51

"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان

صوت وصورة
مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 22:32 3

مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"

صوت وصورة
احتجاج عمال شركة "ليديك"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 21:30 1

احتجاج عمال شركة "ليديك"

صوت وصورة
ميارة يترأس "برلمان المتوسط"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 20:40

ميارة يترأس "برلمان المتوسط"

صوت وصورة
دعم المقاولين في الفلاحة
الأربعاء 15 ماي 2024 - 18:25

دعم المقاولين في الفلاحة

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 3 قراءة)
.