×

إسرائيل تتحدث عن حقها “في حماية نفسها” من إيران

إسرائيل تتحدث عن حقها “في حماية نفسها” من إيران | Azzaman

إسرائيل تتحدث عن حقها “في حماية نفسها” من إيران

© AFP جنود إيرانيون يشاركون في عرض لمناسبة اليوم الوطني للجيش في 17 نيسان/أبريل 2024 في طهران © ا ف ب اتا كيناري

القدس (أ ف ب) – أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أنّ إسرائيل “تحتفظ بالحق في حماية نفسها” في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنّب ردّ ضدّ إيران يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضم الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء أنّ المفاوضات بين إسرائيل والحركة بشأن الهدنة وتبادل رهائن ومعتقلين تشهد “بعضًا من التعثر”، مشيرا الى أن الدوحة في صدد “تقييم” دور الوساطة الذي تؤدّيه.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة “للأسف رأينا أن هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة، توظيف هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، وهذا استدعى دولة قطر بأن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور”.

من جهته، قال فيدان “سنكثّف جهودنا من أجل وضع حدّ لهذه الحرب” مشيراً إلى أنه تحدث “ثلاث ساعات” في الدوحة الأربعاء مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وقادة سياسيين آخرين في الحركة، في مسائل مختلفة أبرزها محادثات وقف إطلاق النار.

ومن المقرر أن يزور هنية تركيا نهاية هذا الأسبوع حيث سيحلّ ضيفاً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي زاد من انتقاده لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وعلى صعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، أعلن الجيش إصابة 14 جندياً، ستة منهم بجروح خطيرة، في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة في شمال الدولة العبرية، تبنّاه حزب الله وقال إنه استهدف مركز قيادة عسكرياً، رداً على ضربات أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصره في اليوم السابق.

وعلى صعيد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الجمهورية الإسلامية على إسرائيل ليل السبت الأحد، كرّرت طهران تأكيدها الأربعاء أنّ أيّ ردّ إسرائيلي سيُواجَه بردّ “قاسٍ وعنيف”.

وأطلقت إيران في وقت متأخر السبت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة بحمولة إجمالية تبلغ 85 طنا قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريبا بمساعدة حلفائها ولم تخلف سوى أضرار محدودة.

وكانت إيران أعلنت أنّها نفّذت الهجوم في إطار “الدفاع المشروع”، بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، في ضربة نسبتها طهران إلى إسرائيل.

– دعوة إلى “العالم بأسره” –

© AFP مباني مدمّرة في رفح جنوب قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في 17 نيسان/أبريل 2024
© ا ف ب محمد عبد
وفي سياق التحرّكات الدبلوماسية الهادفة إلى منع إسرائيل من الرد على الهجوم الإيراني، حثّت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون الدولة العبرية على التهدئة.

غير أنّ نتانياهو أكد خلال لقائه الوزيرين الأوروبيين في إسرائيل، أنّ بلاده “تحتفظ بالحق في حماية نفسها”، بينما دعا الرئيس إسحق هرتسوغ “العالم بأسره… إلى التصدي للتهديد الذي يطرحه النظام الإيراني الساعي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة برمتها”.

وكانت قد أعقبت الهجوم الذي وصفته حماس الأربعاء بأنّه “مشروع ومستحق”، تهديدات متبادلة بعمليات انتقامية في سياق التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط على خلفية الحرب في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري الثلاثاء “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع من العدوان، إيران لن تفلت من العقاب”.

ولم يتضح ما قد يكون عليه الردّ الإسرائيلي، وما اذا كان سيطال الأراضي الإيرانية مباشرة، أو مهاجمة مصالح طهران أو فصائل حليفة لها في بلدان مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.

– تشديد العقوبات –

في هذه الأثناء، أعلنت واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل، إنها لن تنضم إلى أي هجوم على إيران ودعت إلى وقف التصعيد، كما فعل عدد من الزعماء الغربيين والعرب.

وبدلا من ذلك، تعهدت واشنطن بفرض مزيد من العقوبات التي تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني والحرس الثوري ووزارة الدفاع.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إن الإجراءات الجديدة “ستواصل الضغط المستمر لاحتواء وإضعاف قدرة إيران العسكرية وفعاليتها والتصدي لمجمل سلوكياتها الإشكالية”.

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن بروكسل تعمل أيضًا على توسيع العقوبات ضد إيران، بما يطال إمداداتها بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى لروسيا والفصائل التي تدور في فلكها في المنطقة.

وقالت بيربوك إن برلين وباريس تؤيدان توسيع نظام العقوبات الأوروبي ضد المسيرات ليشمل “تقنيات الصواريخ”.

وحث كامرون في تصريحات لمحطات تلفزيونية بريطانية مجموعة السبع على تبني “عقوبات منسقة جديدة ضد إيران” قبل اجتماع مع نظرائه من المجموعة في إيطاليا.

– مساعدات عبر ميناء أسدود –

وتقدم التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران الى واجهة الاهتمام على حساب الحرب في قطاع غزة المحاصر حيث يستمر القصف والغارات الإسرائيلية في إيقاع مزيد من القتلى والدمار، إضافة الى تعاظم الأزمة الإنسانية الكارثية.

وأكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن القصف أوقع 56 قتيلاً و89 اصابة خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء.

وبعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، تحول القطاع إلى أنقاض ويعاني 2,4 مليون نسمة محاصرون فيه من الجوع جراء نقص المياه والغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، فيما لا يدخله سوى كميات قليلة من المساعدات عبر معابر تسيطر عليها إسرائيل.

ورغم ذلك، يؤكد نتانياهو أنه مصمّم على “القضاء” على حركة حماس ويواصل خطته لشنّ هجوم برّي على مدينة رفح في الجنوب حيث يتكدّس حوالى 1,5 مليون نازح فلسطيني جراء الحرب.

وتعرّضت هذه المدينة للقصف مجدّداً مساء الثلاثاء، بحسب شهادات جمعتها وكالة فرانس برس. وقال أحد سكان رفح “حوالي الساعة 22,45 مساءً، أصاب صاروخ إسرائيلي منزلاً للنازحين… كانت العائلة تتناول العشاء عندما دمّر صاروخ إسرائيلي منزلهم فوق رؤوسهم”.

من جهته، أفاد الجيش بأنّ طائراته “قصفت أكثر من 40 هدفاً” في مختلف أنحاء القطاع الثلاثاء، متحدثاً عن استهداف مقاتلين وبنى تحتية تابعة لهم.

وتواجه إسرائيل نداءات عالمية لوقف القتال ومعالجة الكارثة التي حلت بالقطاع. وقالت الأمم المتحدة إنها ستطلق الأربعاء نداء لجمع 2,8 مليار دولار لمساعدة فلسطينيي غزة والضفة الغربية المحتلة.

لكن نتانياهو وصف الأربعاء تقارير المنظمة الدولية عن مجاعة وشيكة في غزة بأنها “ادعاءات”.

الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنّ كميات من الدقيق من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، دخلت إلى غزة بعد وصولها الى ميناء مدينة أسدود في إطار العمل على زيادة كميات المساعدات.

واندلعت الحرب على إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية من غزة وأدى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم من المدنيين، حسب أرقام لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وردا على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007 وتعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابية”.

وأدت الحرب الى مقتل 33899 شخصا في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

 

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 4 أسابيع | 1 قراءة)
.